رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس وحدة الشفافية بـ «المالية»: «موازنة المواطن» تُعتمد بتوقيعه

 سارة عيد
سارة عيد

- المجتمع المدني وسيلتنا لاستهداف فئات عريضة
- التأمين الشامل أبرز بنود موازنة 20192020
- تعد أهم التقارير الموجهة إلى «الشفافية العالمية»
- نتفاعل مع المواطن من خلال السوشيال ميديا وجولات ميدانية


بعد أعوام من معاناة المواطن المصري جاء الوقت ليسترد حقوقه، وكانت أولى الخطوات أن يكون هناك شفافية بينه وبين حكومته، ليكون على دراية بما تنفقه الحكومة، والمشروعات التي تدشنها في سبيل الاستجابة لمطالبه في حياة كريمة.

وتحقيقًا لتلك المعادلة، أصدر الدكتور محمد معيط، وزير المالية، قرارًا باستحداث قطاع جديد داخل وزارته بهدف زيادة الإفصاح والشفافية والمشاركة المجتمعية، وضمانًا لاستدامة التقدم الذى أحرزته الوزارة خلال الخمس أعوام السابقة وصعود مؤشر الشفافية المالية لمصر عالميًا بنحو ٢٥ نقطة مئوية.

وفي السنة السادسة، كانت لتلك الوحدة تقريرًا مميزًا عن الأعوام السابقة، فقد جاء بعد كبوة جعلت المواطن يعاني من ارتفاع أسعار وثبات الأجور، وفي هذا التقرير حرصت "المالية" على توضيح كل مجالات الإنفاق في إقامة مشروعات وتحسين الأحوال المعيشية للمواطن.

اتسم تقرير "موازنة المواطن" باللغة المبسطة ليتفاعل معه المواطنون ويفهمون أوجه الإنفاق، وعنه قالت سارة عيد، رئيس وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية، إن أصل هذا التقرير هو مشاركة المواطن في وضعه من خلال التفاعل معه عبر عدد من الوسائل الإلكترونية أو المباشرة، وكثير من الإجراءات التي تضمنها تقرير هذا العام وما يميزه، وإلى نص الحوار..

*ما هي موازنة المواطن؟
موازنة المواطن أحد 7 تقارير نصدرها في إعداد الموازنة، هدفه تعريف المواطن سواء داخل مصر أو خارجها أين تذهب ضرائبه؟ والأموال التي يدفعها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لتحسين الخدمات وتوفير الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب ومواصلات وإسكان وغيره.

*كيف يتم إعداد تلك الموازنة؟
للعام السادس نعد تقرير موازنة المواطن، من خلال وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية وتتكون مجموعة العمل هم 5 أفراد، بالتعاون مع وحدة السياسات المالية الكلية وجميع القطاعات في الوزارة يتم عمل حلقات نقاشية نضع فيها الأهداف والرؤية الأساسية لما سيتم كتابته ثم تبسيط المعلومات بشكل أفضل من خلال بعض الرسومات التوضيحية بعناوين جذابة قادرة على إفادة المواطن،من خلال أسئلة مواطنين نقابلهم،(نزلنا الشارع وصورنا مع الناس بشكل عشوائي)، وكل تلك الأسئلة يتم صياغتها ثم نبدأ في الإجابة عليها بكل إصدار من إصدارات موازنة المواطن.

*ماذا يعني"موازنة التنمية البشرية والاقتصادية"؟
نقول للمواطن أنه تحمل كثيرًا خلال الفترة السابقة وآن الأوان ليعود حقه إليه في حياة كريمة، ولا زلنا في طور تحسين المناخ العام لجذب النشاط الاقتصادي ودفعه.

أما التنمية البشرية تعني أننا نستهدف العنصر البشري من خلال برامج منها تكافل وكرامة، مستورة، الإسكان الاجتماعي لمتوسطي ومحدودي الدخل، برنامج 100 مليون صحة، منظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأت في بورسعيد، أطفال بلا مأوى بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ووزارة التضامن، برنامج فرصة، برنامج 2 كفاية، وهناك شركاء لتمويلها سواء من جهات مانحة أو وزارات أخرى.

*كيف يشارك المواطن في إعداد التقرير؟
هذا التقرير يتم توجيهه للمواطن بالتالي يتم كتابته بشكل مبسط ليفهم أين تذهب ضرائبه، وقمنا بحملة تسمى "حقك تعرف لموازنة بلدك" هدفها أن يفهم المواطن ويشارك، من خلال أدوات مختلفة، منها المشاركة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، موقع إلكتروني تفاعلي، أدوات يتم من خلالها عمل استطلاع للرأي، ثم نأخذ هذه الآراء في عين الاعتبار عند إعداد الموازنات اللاحقة، وهو ما ننوي استكماله في الفترة القادمة من خلال ما يسمى بـ"الموازنة التشاركية".

*ما هي "الموازنة التشاركية"؟
إشراك المواطن في تحديد أولويات الصرف والإنفاق لمشروعات كل محافظة، بشكل يشبه الانتخابات، بوضع قائمة للمواطن وعليه اختيار المشروعات التي يشعر أنها ستمسه، وكانت نواته بالتعاون مع جامعة الإسكندرية، وكنا على وشك الانتهاء منها في ديسمبر الحالي لكن مع حركة تغيير المحافظين تم التأجيل لحين وضع الترتيب مع الجدد.

*ما هى المدة الزمنية التي تم وضعها للانتهاء من الموازنة التشاركية؟
يحتاج الأمر إلى بعض الوقت، لأننا استقدمنا متخصصين من خارج مصر لعمل الموازنة وتدريبنا عليها، ومن خلال هذا التدريب تم عقد ورشة عمل لوزارات التخطيط، التنمية المحلية، والمالية، و4 محافظات ثم قمنا بإعداد عمل أول برنامج تدريبي للمواطن نفسه لأنه مفهوم جديد لا يعلم عنه المواطن ولا الذي يتواصل معه من داخل الحكومة أو المحافظة، فنقوم برفع وعي كلاهما ثم نبدأ في تطبيق أولى فعالياته.

*خلال موازنة المواطن.. ما الفئات التي تم استهدافها؟
نحاول الوصول إلى فئات عريضة من المجتمع، لأنه يصعب الوصول إلى 100 مليون، من خلال عدد من الفعاليات في الجامعات (استهدافًا لشباب الجامعة) والتدريبات للعاملين في القطاع العام، كذلك بالنسبة للبرلمان والصحفيين من خلال ندوات، فكل فئة منهم مع مرور الوقت يعيطنا مؤشر النجاح الذي نعتمد عليه وهو التفاعل والطلب على موازنة المواطن خاصة مع إصدارها من خلال الميديا والإعلام والصحف.

لم نصل إلى كل الفئات المستهدفة، لكن مع مرور الوقت زاد عدد العاملين من منظمات المجتمع المدني والجامعات، و40 جهة سواء حكومية أو غير حكومية، ما يمثل أحد مؤشرات النجاح، كذلك قياس مدى سماع المواطنين عن موازنة المواطن، لكن لا زال لدينا الكثير للوصول لفئة أكبر، من خلال مجموعة جديدة من البرامج التي ستتم خلال السنة القادمة.

*المواطن تحمل الكثير من ضريبة الإصلاح الاقتصادي.. فما الإجراءات التي قمتم بها للتخفيف من آثاره؟
ندرك أن الإصلاحات التي تمت أثّرت على الجميع، لذا أصدرنا حزمة من الإجراءات للتخفيف عنهم، منها العلاوات، زيادة المعاشات، اكبر حركة ترقيات، ضم 100 ألف أسرة جديدة لبرنامج تكافل وكرامة، برنامج مستورة (قروض ميسرة وصغيرة ومناهية الصغر للمرأة مع تكافل وكرامة لتدر عائد ربحي مستمر) ورفع كفاءة الشباب الموجودين في تلك الأسر من خلال تقديم التدريبات لهم التي تؤهلهم للاندماج في سوق العمل، وغيرها.

*أهم البرامج التي يستفيد منها المواطن من خلال هذه الموازنة ؟
البرامج كثيرة منها الأتوبيسات الجديدة ذات الطابقين، التوسع في المترو، المشروع العملاق الخاص بالمرور الذي سيصل لمدينة بدر والعاشر من رمضان والعاصمة والإدارية والذي سيتم الانتهاء منه خلال عام ونصف، عدم انقطاع التيار الكهربي، إدخال الغاز الطبيعي، دعم غير المشتركين في منظومة التأمين الصحي، العلاج لغير القادرين، المرأة المعيلة.

*في السنة السادسة من موازنة المواطن.. أهم البنود الجديدة التي تم وضعها؟
البنود الجديدة تشمل شرح لأهم المشروعات الجديدة التي تنفذها الدولة لاستهداف المواطن، وضعنا شرح مبسط للنظام الضريبي الذي سيتم مناقشته في البرلمان للصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، لتشجيع ودمج أصحاب تلك المشروعات للقطاع الرسمي، أثّر الإصلاح الاقتصادي على تنوع هيكل الدخل القومي وتحسنه، جزء خاص بالدين وضعه على مسار تنازلي.

وحرصنا أن يكون أسلوب العرض مختلفا والمعلومة مبسطة وعدد الصفحات أقل والخط مقروء أكبر،
ومن أهم البنود زيادة العنصر الاستثماري، بمعنى "لو أنا هصرف ميبقاش كل اللي رايح للتعليم والصحة مثلًا أجور فقط لكن في جزء بيروح لمدارس جديدة مستشفيات جديدة لتحسين الخدمة الصحية".

أيضًا منظومة التأمين الصحي الشامل، والتي يمكن التعرف عليها بشكل أوضح من خلال لينك يمكن للمواطن أن يفهمه بلغة مبسطة على وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، وأنا أمتلك حساب شخصي على "تويتر" خصصته للرد على أي استفسارات من خلال فعاليات قادمة سيكون هناك تفاعل أكبر مع المواطنين، وهو:
@MOFsaraeid

*في خِضم عملكم على تلك الموازنة هناك عدد من الجهات المعاونة، فما هي؟
كل المنظمات التنموية في مصر، منها جهات داخلية مثل مؤسسة "كير" الدولية وجامعات وأحزاب ونقابات، وأخرى خارجية مثل اليونيسيف والمعونة الإنمائية الأمريكية، وهي الجهات التي يمكنها الوصول للمواطنين بشكل أسرع لتواجدها في الشارع أكثر من الجهات الحكومية.

*ماذا عن دور منظمات المجتمع المدني؟
هناك تفاعل كبير من منظمات المجتمع المدني، بدليل تعاونا مع أكثر من 40 جهة.

* كيف تساعد الموازنة على إعادة جسور الثقة بين المواطن والحكومة؟
خلقنا آليات للتواصل من خلال الموقع الإلكتروني التفاعلي، ونعتبر موازنة المواطن أداة للتواصل معه يتم من خلالها شرح المعلومة بشكل مبسط عن الإيردات والمصروفات وفي أي اتجاه يتم صرفها وما رؤية الإصلاح، وما الإجراءات التي تمت خلال الفترة الماضية وتأثيرها عليه فى ظل ارتفاع مستوى الأسعار والقيمة الشرائية للعملة.

*هل يعني ذلك أنه يتم الاعتماد على تلك الموازنة أيضًا في الإفصاح عن الاستثمار في البلاد؟
نعم، فموازنة المواطن أحد التقارير المهمة التي تدخل في تقرير مصر الموجه إلى الشفافية العالمية، كمؤشر عالمي يسمى "شفافية الموازنة" تصدره شراكة الموازنة الدولية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تقوم بالفحص لـ 117 دولة حول العالم كل سنتين، كما يعتبر مؤشر فرعي لمدى انفتاح الحكومة ومدى شفافيتها في الإفصاح عن رؤيتها وضرائبها.

*التعليم والصحة من القطاعات التي تمس المواطنين.. فما أهم المخصصات المالية لهما؟
الصحة والتعليم من أكثر القطاعات الدافعة والمساعدة على تحقيق نقلة نوعية في حياة المواطن، لذلك رؤية مصر 2030 وموازنة المواطن تركز على تحقيق وفورات نتمكن من خلالها أن يتم ضخها مرة أخرى لإنفاقها على القطاعين.

بالنسبة للصحة فأهم مشروعاتها التأمين الصحي الشامل الذي يهدف إلى مد التغطية التأمينية الشاملة لجميع المواطنين على مدار 6 ست مراحل لتقديم خدمات طبية لكل المواطنين، بداية من الكشف الطبي مرورًا بالإشاعات والتحاليل إلى العمليات الجراحية، حيث بدأ التطبيق بمحافظة بورسعيد، ثم تدريجيًا يتم استكمال التطبيق في محافظات المرحلة الأولى: السويس، الإسماعيلية، شمال سيناء، جنوب سيناء، كذلك نحن مهتمون بدفع الاشتراكات لغير القادرين وكذلك صحة المرأة من خلال مستشفيات جديدة، ورفع كفاءة المستشفيات الموجودة حاليًا في المنظومة.

أيضًا التعليم له نصيب كبير من الإنفاق، ففي التعليم ما قبل الجامعي هناك فصول جديدة لرياض الأطفال خاصة في المناطق المحرومة بمحافظات صعيد مصر، أيضًا بالنسبة لمرحلتي الإبتدائية والإعدادية نظم مبتكرة في التعليم منها برامج تنمية مهارات الطالب لأساليب البحث العلمي واستخدام التابلت المدرسي، أيضًا هناك افتتاح مدارس جديدة كالمدارس اليابانية، وفي التعليم الفني هناك ربط بين التعليم وسوق العمل من خلال 11 مدرسة تكنولوجية.

*ماذا عن ذوي القدرات الخاصة.. ما هي مجالات الإنفاق على هذا القطاع؟
هناك اهتمام كبير بهم من خلال التعليم والصحة، من خلال برنامج للدمج في النظام التعليمي بدمج ذوى الإعاقة البسيطة في مدارس التعليم قبل الجامعي، ووضع برامج خاصة بالمهارات التعليمية للمعلمين لذوي القدرات الخاصة.

*أخيرًا.. كيف يتم التفاعل مع المواطنين للحصول على رد فعل مباشر عن برامجكم؟
من ضمن الوسائل التي استخدمتها، تسجيل عشوائي مع المواطنين في الشارع، ووجدت أن أكثر الأشخاص الذين لمسوا فعالية موازنة المواطن هم أصحاب معاش تكافل وكرامة الذي شرح بدوره بعض البرامج المقدمة له فقال لي: (باخد معاشي من عمارات العروسة، ومراتي عملت عملية في معهد الأورام) والتي تستهدف تلك الفئة على وجه الخصوص.

أيضًا عبر صفحاتنا على "السوشيال ميديا" وضعنا استطلاع رأي: "إلى أي مدى تعرف عن موازنة المواطن وإعدادها.. اضغط اللينك"، وكانت النتيجة 57% أجابوا بأنهم يعرفون عنها، و46% كانوا لا يعرفون عنها، كما أن لدينا موقع تفاعلي، ورغم ذلك فهي لا تصل إلى فئة كبيرة، لذا ليس لدي حصر فعلي بالتفاعلات، لكن لدينا حوالي 850 ألف متابع عبر"فيسبوك".

وزار موقعنا بشكل تراكمي حوالي مليونى شخص، وقمنا بإعداد فيديو للمواطن وصلت مشاهدته لـ70 ألف، قد تكون مؤشرات عن نجاح الموازنة، وأتذكر أنه تم توزيعها في أحد المؤتمرات على الصحفيين وتم نشرها، وكثيرون منهم أخبرونا بتفاعل الناس واهتمامهم بالمعرفة.