رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف استعدت أوروبا لمواجهة «داعش» في عيد الميلاد؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار مقتل زعيم تنظيم داعش في سوريا" أبو بكر البغدادي" مخاوف من أن يشن التنظيم هجمات لاسيما مع اقتراب الاحتفال بأعياد الميلاد، انتقاما لمقتل البغدادي، الذي استهدفته الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمساعدة المخابرات العراقية الأشهر الماضية، فيما قال محللون أن هذه الضربة القاصمة للتنظيم سوف تزلزل الكيان الإرهابي وتدفعه للانتقام.

حذرت العديد من الدول الأوروبية من احتمالية وقوع هجمات ارهابية من قبل داعش تزامنا مع الاحتفال بأعياد الميلاد واحتفالات الكريسماس، لاسيما والأماكن المزدحمة والمسيحيين هم وجبات مفضلة للتنظيم الإرهابي.

ـ بريطانيا ترفع حالة التأهب الأمني القصوى:
ولأن بريطانيا من الوجهات المفضلة للدواعش والإرهابيين بشكل عام، فقد حذرت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها في الداخل من احتمالية شن جماعة داعش هجمات ارهابية في العديد من الأماكن، لاسيما الأماكن التي تشهد ازدحاما كبيرا وتعتبر وجهات قضاء الكريسماس، مشيرة إلى أن داعش تركز هجماتها في أسواق عيد الميلاد البريطانية بالسكاكين أو هجمات صدام بالمركبات.

كما دعت مواطنيها في كلا من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والدنمارك وغيرها من البلدان بتوخي الحذر، وفقا لما نشرته صحيفة ذا صن البريطانية في نوفمبر الماضي.

وفي سياق متصل؛ حذر جيمس ستافريديس القائد الأعلى للقوات البحرية الأمريكية السابق في الناتو، من أن داعش سوف تستهدف أسواق عيد الميلاد في بريطانيا، انتقاما لمقتل زعيم الجماعة البغدادي، وفقا لما نشرته صحيفة "إكسبريس" البريطانية.

كما توقع جيمس، أن تكون أسواق عيد الميلاد "هدفًا ثريًا للثأر" لوفاة البغدادي، وانه مثل ما قامت واشنطن بالإسراع في اغتيال البغدادي، فسوف يقوم داعش بتسريع العمليات الإرهابية ولاسيما في أوروبا.

فيما قالت مصادر أمنية بريطانية، وفقا لما نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية، إن القوات الأمنية ستنشر أفرادها استعدادا لهجمات محتملة من داعش، تزامنا مع أعياد الميلاد، واضافت الشرطة ان أفرادها سيكونوا متخفين في المواقع الشعبية مثل وينتر ووندرلاند وويست إند في لندن وشوارعها الرئيسية الكبرى وأسواق أعياد الميلاد في جميع أنحاء بريطانيا، حاملين مسدسات وأطقم طبية طارئة تهدف إلى حماية وإنقاذ أي ضحايا من هجمات محتملة.

كما قالت صحيفة اكسبريس البريطانية، أن الأمن البريطاني سخر كل إمكانياته العسكرية للتعامل مع الهجمات المحتملة، حيث سيتم نشر فرقة "بلو ثاندر "الجوية، والقوات الجوية "النخبة" التي تستطيع الكشف والتعامل مع أى هجوم إرهابي خلال دقائق.

وفي السياق نفسه؛ قال وزير العدل البريطاني، روبرت بوكلاند، سيكون هناك قيود على الإرهابيين المدانين بالفعل، حيث سيتم منعهم من الحضور إلى أسواق أعياد الميلاد والأماكن المزدحمة.

وتابع بوكلاند لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، "ستكون هناك قيود أكثر صرامة على السفر للإرهابيين، حيث سيتم منعهم من الذهاب إلى الأماكن المزدحمة مثل أسواق عيد الميلاد".

وسعيا لاتخاذ كافة التدابير الأمنية المحتملة للقضاء على أي هجوم لداعش، سيقدم المجلس الوطني لرؤساء الشرطة البريطانية، دورة تدريبية مجانية على الإنترنت في مجال مكافحة الإرهاب والتي ستقوم بتدريس ما يجب القيام به في حالة وقوع هجوم كبير وكيفية اكتشاف السلوك المشبوه فورا.

ـ إندونيسيا تنشر 200 ألف شرطي لتأمين أعياد الميلاد:
نشر موقع" thedefensepost"، أن الداخلية الإندونيسية سوف تنشر 200 ألف شرطي لزيادة تأمين احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، ووفقا للموقع، فإن هذا العدد من قوات الشرطة يعتبر ضعف العدد العام الماضي، حيث نشرت الشرطة الاندونيسية حوالي 90 ألف شرطي لحراسة 50 ألف كنيسة العام الماضي.

ـ موسكو تحبط محاولة لتفجير مركز تجاري ضخم:
أعلنت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن اعتقال خمسة من الإرهابيين المشتبه بهم من داعش يخططون لهجمات في العاصمة الروسية فموسكو في مركز تجاري كبير،وكشف المسؤولون أن المشتبه تم في مركز التسوق Evropeisky المزدحم، وبحسب ما ورد كانت الخلية المزعومة تخطط لشن هجمات على مدرسة ومركز للشرطة خلال عطلة رأس السنة الجديدة.

ـ فرنسا تستقبل حوادث الطعن من داعش:
وفي السياق نفسه، أعلنت الشرطة الفرنسية، منتصف ديسمبر الجاري، مقتل رجل هدد أحد أفرادها بسكين في حي "لا ديفينس" التجاري في العاصمة باريس، فيما أطلقت الشرطة الباريسية النار على الرجل بعدما هددهم بسلاح أبيض.

وفي أكتوبر الماضي، هاجم رجل مسلح بسكين أيضا مقرا للشرطة في وسط العاصمة الفرنسية باريس، مما أدى إلى مقتل أربعة شرطيين إضافة إلى المهاجم ذاته، وقالت النيابة الفرنسية، إن منفذ عملية الطعن في مقر شرطة باريس، صاحب فكر "متشدد".

ـ الدنمارك تحبط هجوم داعشي محتمل
وفي سياق متصل؛ أعلنت الدنمارك، اعتقال 20 "إرهابيًا" وإحباط هجوم محتمل، حيث ألقت الشرطة الدنماركية القبض على "نحو 20 شخصًا" مشتبهًا بهم في الانضمام في نشاط إرهابي.

بينما قال فليمنغ درير، رئيس عمليات الأمن والاستخبارات في الدنمارك، أن المشتبه بهم "تحركوا بدافع" التطرف لشن هجوم في البلاد.

وكانت محكمة دنماركية قد أصدرت حكمًا في بداية العام الجاري على طالب لجوء سوري في السويد بالسجن 12 عامًا لتخطيطه لتفجير قنبلة أو أكثر في كوبنهاغن، وطعنه أشخاصًا عشوائيًا بسكين.

ـ النمسا تحبط ثلاث هجمات إرهابية استهدفت أسواق عيد الميلاد:
لم تسلم النمسا من هجمات داعش الإرهابية فقد أعلنت يوم السادس عشر من ديسمبر الجاري إحباط سلسلة هجمات خطط لها 3 أشخاص تابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي، مستهدفين بذلك أسواق عيد الميلاد في ميدان ستيفان بلاتس، ومحيط مبنى البلدية وسط فيينا.

فيما كشفت التحقيقات أن المشتبه به الرئيسي قام بتخطيط لمؤامرة لاستهداف سوق الكريسماس أمام كاتدرائية القديس ستيفن في وسط مدينة فيينا بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.

ووفقا لما نقلته صحيفة كورير النمساوية، فإن أسواق عيد الميلاد التي تبدأ أواخر نوفمبر من كل عام وتستمر حتى نهاية ديسمبر من الأهداف المثيرة اللامعة للتنظيم لأنها تجذب الملايين من حول العالم.

ـ ألمانيا تنشر قواتها الأمنية بين المواطنين:
أعلنت صحيفة بيلد الألمانية، أن الشرطة الألمانية كثفت من تواجد قواتها في شوارع ألمانيا، لرصد أي هجمات بأسلحة نارية أو غيرها، حيث تنتشر عناصر الشرطة بلباسها الرسمي مدججة بالسلاح خارج الأسواق، على مدار الساعة، لرصد أي تهديد.

بينما قالت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية نقلا عن المسؤول الشرطي في برلين، ديرك غيراش، سوف نحمي الاحتفالات ونحن مسلحين بشكل كامل فضلا عن التفتيش العشوائي للمواطنين.

ـ إسبانيا تطالب مواطنيها وزوارها توخي الحذر:
نشر التنظيم مقطع فيديو بثته إحدى منصاته أخيرًا، متوعدا اسبانيا بهجمات خلال احتفالات أعياد الميلاد على أراضيها.

وفي أبريل الماضي، أيضا توعد «داعش» إسبانيا، بتنفيذ هجمات خلال احتفالات «الأسبوع المقدس.

فيما نشرت صحيفة «لا راثون» الإسبانية، أن الفيديو الأخير لـ«داعش» جاء بعنوان «لسنا ضعفاء»، ظهر فيه أفراد مسلحون يحملون بنادق آلية، وتوعدوا إسبانيا بهجمات خلال أعياد الميلاد، كما طلبت الداخلية الأسبانية مواطنيها في الداخل والبريطانيين الزوار بتوخي الحذر خلال التواجد في أماكن الاحتفالات.

ـ الولايات المتحد ة الأمريكية تتوقع هجمات ارهابية في أعياد الميلاد:
حذرت السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة في بداية شهر ديسمبر المواطنين الأمريكيين الذين يزورون تركيا، بتوخي الحذر مشيرة إلى احتمال وقوع هجمات إرهابية في البلاد، وفقا لما أعلنته صحيفة أحوال التركية.

وقالت السفارة الأمريكية في بيانها، إن الإرهابيون يواصلون التركيز على المواقع السياحية ومراكز التسوق والمطارات والنوادي والمطاعم وأماكن العبادة ومراكز النقل وغيرها من الأهداف البسيطة التي يرتادها الغربيون، لابد من توخي الحذر خاصة مع اقتراب أعياد الميلاد.

ـ المغرب توقف داعشي خطط لهجمات في مواقع حساسة:
وفي المغرب العربي يستمر تنظيم داعش في التخطيط لهجمات، فقد أوقفت المغرب بالتعاون مع السلطات الأسبانية داعشيا كان يُخطط لتنفيذ هجمات إرهابية بمواقع حساسة، يبلغ من العمر 41 سنة، وأفادت التحقيقات أن المتهم كان يحاول التخطيط لتنفيذ عملية انتحارية بهدف إحداث خسائر جسيمة.

ـ هجمات سابقة لداعش في أعياد الميلاد:
العراق.. وتحديدا في عام 2013، شن تنظيم داعش ثلاث هجمات إرهابية استهدفت المسيحيين في يوم عيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل 38 فر وإصابة 70 آخرين.

فرنسا.. في عام 2018، قُتل خمسة أشخاص إثر هجوم إرهابي في سوق عيد الميلاد في ستراسبورج.

برلين.. أسفر هجوم إرهابي في أحد أسواق عيد الميلاد شنته داعش في برلين في عام 2016 عن مقتل 12 شخصًا بعد انفجار شاحنة مسروقة في الشوارع، حيث نفذ الهجوم أنيس عمري، فيما أعلنت داعش مسؤوليتها وأصدرت لاحقًا شريط فيديو عن عمري يتعهد بالولاء لأبي بكر البغدادي.

اسطنبول.. في يناير عام 2017، نفذ داعش هجومًا استهدف ملهى ليلي في اسطنبول، ليلة رأس السنة، أسفر عن 39 قتيلًا، وأكثر من 60 جريحا.

من جانبه؛ قال الدكتور "الشرقاوي الروداني" الخبير في الدراسات الجيواستراتيحية والأمنية لـ"الدستور"، إن تنظيم داعش يعمل على الانتشار بشكل عام في المناطق التي تعاني من الفراغات جيوسياسية والمناطق الرمادية، وتحديدا في العراق ودول الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء، وخاصة في محور لبتاكو غورما الذي أصبح نواة تجمع الجماعات الإرهابية والمسلحة، لافتا إلى أن تنظيم داعش، حتى بعد مقتل البغدادي، لن يتوقف في شن هجماته في مناطق مختلفة.

وأضاف الروداني، أن نهاية البغدادي لا تعني نهاية داعش بل من المنتظر خلال قراءة التطورات الأخيرة "للولايات" التنظيم الخارجية خاصة داخل القارة الأفريقية وجنوب شرق آسيا، أن يعمل على تنفيذ من الهجمات الإرهابية لبعث رسالة واضحة أن نهاية البغدادي ورمزيته داخل التنظيم ليست النهاية.

وأكد الروداني أن مناطق مثل إفريقيا خاصة في شرق وشمال وغرب القارة أصبحت تستهوي الجماعات الإرهابية خاصة تنظيم داعش، كما أن في مناطق معينة الجماعات الإرهابية هي عبارة عن أصل تجاري الهدف هو جني المال وخلق وضع خاص لجماعات الاتجار في البشر، والمخدرات وبيع الأسلحة.