رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا.. ووكالة «الهبد» الفرنسية!



جاهل أو مغيب، يعمل أو «يهبد» فى «وكالة الأنباء الفرنسية»، دفعه كسله، استسهاله، استهباله أو رغبته فى الاصطياد فى الماء العكر، إلى أن يفرح بـ«فردة حذاء» قديمة، أخرجتها شباكه. وللأسف، وجد صحفًا وقنوات تليفزيونية ومواقع إخبارية دولية، توصف بأنها مهنية ورصينة، تشترى بضاعته، معتقدة أنها سمكة، أو صيد ثمين!
غضب روسى على بابا الأقباط فى مصر «الحرة».. لماذا قطعت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية علاقاتها مع بابا الأقباط فى مصر؟ «مونت كارلو».. الكنيسة الروسية تقطع علاقاتها مع تواضروس الثانى بابا الأقباط فى مصر «فرانس ٢٤»، و... و... وعن «فرانس ٢٤»، نقل موقع «عربى بوست»، الذى يديره أحد غلمان موزة، الخبر تحت عنوان: «تحالف مع الانشقاقيين.. الكنيسة الروسية تقطع علاقاتها مع تواضروس الثانى بابا الأقباط فى مصر». والمؤسف، هو أن صحفًا ومواقع إلكترونية مصرية نقلت الخبر، بما تضمنه من أخطاء مهنية، أو خطايا سياسية ودينية، تحت عنوان: «الكنيسة الروسية تعلن قطع علاقتها بالبابا تواضروس».
لاحقًا، تدارك الموقع الإلكترونى التابع لقناة «الحرة» الأمريكية، الخطأ وقام بتعديل الخبر ليصبح عنوانه «غضب روسى على بابا الروم الأرثوذكس فى مصر». وتبعه موقع «مونت كارلو»، بعد بيان أصدرته الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية، أوضحت فيه أنها لم تتورط فى تلك القضية، من الأساس. وأنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع الكنيسة الروسية ويتم تبادل الزيارات بينهما. كما أكدت أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لم يتدخل فى أى خلاف بين الكنائس الأرثوذكسية حول كنيسة أوكرانيا.
الأكثر من ذلك، هو أن الخبر الذى نشرته وكالة الأنباء «أو الهبد» الفرنسية، مساء الخميس، بما تضمنه من فعل ورد فعل، فات عليه أكثر من شهر: الفعل، أى الاعتراف بالكنيسة الأوكرانية، ورد الفعل، أى قطع العلاقات. وسبق أن نشرت وكالة أنباء «أونيان» الأوكرانية، فى ٨ نوفمبر الماضى، خبر اعتراف البابا ثيؤدورس الثانى بالكنيسة الأوكرانية. وفى اليوم نفسه، ذكرت وكالة أنباء «نوفوستى» أن «الكنيسة الأرثوذكسية الروسية» أعربت عن «حزنها العميق»، ونقلت عن بيان أصدره القس نيكولاى بالاشوف، نائب رئيس العلاقات الخارجية لبطريركية موسكو، أن «هذا القرار يجعل مستحيلًا ذكر اسم بطريرك الإسكندرية أثناء الطقوس الدينية». والخبران، معًا، نشرتهما وكالة أنباء «أوكرانيا برس» فى ٩ نوفمبر الماضى، تحت عنوان: «بطريرك الإسكندرية يعترف بالكنيسة الأوكرانية والكنيسة الروسية تعبر عن حزنها».
الصراع على الكنيسة الأوكرانية، أو على السلطة «الروحية» فى أوكرانيا، بدأ سنة ٢٠١٤، مع تدهور العلاقات بين كييف وموسكو، نتيجة قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم. إذ اتهمت أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بممارسة «نفوذ خبيث» على أراضيها، وبأن الكرملين استخدمها كأداة لتبرير النزعة التوسعية ودعم الانفصاليين. وظل الصراع شفهيًا، حتى حصلت أوكرانيا، فى أكتوبر ٢٠١٨، على موافقة بطريركية القسطنطينية بالانفصال وبإقامة كنيسة مستقلة. وفى ٣ نوفمبر ٢٠١٨، قام الرئيس الأوكرانى السابق، بترو بورشنكو، بزيارة تركيا، التقى خلالها الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، وقام بالتوقيع على اتفاق مع البطريرك بارثلماوس يُحدّد مراحل الاعتراف الرسمى بانفصال الكنيسة الأوكرانية.
مع بداية العام الجارى، أصدرت بطريركية القسطنطينية المسكونية فى إسطنبول، قرارًا «مرسومًا»، يقضى بانفصال كنيسية أوكرانيا عن بطريركية روسيا، بعد ارتباط بدأ فى ١٦٨٦، أى منذ ٣٣٣ سنة. وقام البطريرك برثليماوس، بتوقيع القرار «أو المرسوم» خلال قداس أقيم فى كاتدرائية سان جورج بإسطنبول، شارك فيه الرئيس الأوكرانى، الذى وصف القرار بأنه يشبه نتيجة استفتاء استقلال أوكرانيا، سنة ١٩٩١، عن الاتحاد السوفيتى!
على الخط، دخلت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية واعترفت، هى الأخرى، بالكنسية المستقلة أو المنشقة، أواخر أكتوبر الماضى. وبعدها، أعلن البابا ثيؤدورس الثانى اعترافه بالأنبا «ابيفانيوس» رئيسًا للكنيسة الأوكرانية المستقلة، بأن ذكر اسمه فى القداس الإلهى البطريركى، الذى أقيم فى ٨ نوفمبر الماضى بكنيسة رؤساء الملائكة بالظاهر. وجاء فى الإعلان الرسمى لبطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس أن الموافقة جاءت بعد «قبول الأخوة فى التسلسل الرئاسى الكنسى الأرثوذكسى المقدس بالموافقة بكتاب من المجمع لصاحب الغبطة البطريرك المسكونى برثليماوس بالاعتراف بالكنيسة الأوكرانية المستقلة». وفى اليوم نفسه، جاء رد فعل الكنيسة الروسية، الذى خرجت منه وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس الماضى، بـهبدتها.
وتبقى الإشارة إلى أن الكنيسة الروسية لها ١٥٠ أسقفية و٢٤٢ ديرًا، ويتبعها عدد من الكنائس خارج روسيا، أبرزها الكنيسة الصينية الأرثوذكسية، الكنيسة الكورية الأرثوذكسية، و... و.... الكنيسة البلجيكية الأرثوذكسية، التى كان أسقفها، المطران بيشوب سيمون، يزور مصر، منذ أيام، مع وفد من الآباء الكهنة وزوجاتهم، واستقبلهم البابا تواضروس الثانى، فى ١٣ ديسمبر الجارى، بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وكل «هبدة» وأنتم بخير!