رانيا المشاط.. وزيرة يقودها "شغفها" فى خدمة مصر
"إن خدمة مصر من خلال المساهمة في سياسات تؤدي إلى فيض خيرات النيل لكل مواطن مصري ليست مهمة رسمية فحسب ولكنها شغف".. بهذه الكلمات البسيطة عبرت الدكتورة رانيا المشاط عن سعادتها تجاه توليها حقيبة وزارة التعاون الدولى فى إطار التعديل الوزارى الذى أقره البرلمان، اليوم الأحد.
وعن عملها الجديد، قالت رانيا المشاط، عبر تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "عند اختيارك للعمل العام، فإنك تخدم حيث الحاجة إليك، عندما توليت مسؤلية وزارة السياحة في يناير 2018، عزمت على تغيير الصورة الذهنية للسياحة المصرية وإطلاقها إلى آفاق اوسع ذات صبغة عالمية"، مضيفة أنه مع بداية تحدٍ جديد لها فأنها تتطلع إلى صياغة وتنفيذ سياسات في ملف آخر كلفت به، واصفة المنصب الجديد بـ"خطوة جديدة في مسار خدمتي في العمل العام".
لفتت رانيا المشاط الأنظار إليها، منذ تولَّيها منصب وزارة السياحة عام 2018، كأول امرأة مصرية ذات ملامح شابة تقود تلك الحقيبة الوزارية، التى اقتصرت على الرجال فقط منذ إنشاءها، لتكون واحدة من أهم صناع القرار الاقتصادى فى مصر.
ظلت تبحث عن شغفها منذ أيام الدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فتخرجت منها في عام 1995، ثم حصلت على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميريلاند عام 2001، ولم تكتفِ بدراستها للاقتصاد فى أعرق الجامعات، بل استمرت فى تأهيل شخصيتها للوصول لحلمها فى صناعة القرار الاقتصادي، فذهبت للدراسة فى جامعة هارفارد للحصول على شهادة السياسات العامة والإبداع القيادي عام 2016.
وبدأت بوادر ظهور نشاطها المكثف فى مجال الاقتصاد، حينما رُشحت كأصغر اقتصادية فى صندوق النقد الدولى عام ٢٠٠١، للعمل فى المجال الذى تهواه منذ دراستها، وذلك عبر منصة المؤسسة الدولية حتى عام ٢٠٠٥، ومن ثم نبغ عملها فى مجال الاقتصاد، حتى اختارها محافظ البنك المركزى الأسبق الدكتور فاروق العقدة، لترأس قطاع السياسات النقدية بالبنك المركزي.
مبادئ أساسية كونت شخصية المشاط
فى حالة الحديث عن شخصية رانيا المشاط، فالحديث عن "الشغف" لا يكفي، فربما يتعثر شغف الفرد أحيانًا، وربما يستمر حتى يقوده لتحقيق أهدافه، وفى حالة الوزيرة الشابة، لعبت "المبادئ" دورًا كبيرًا فى حياتها، إذ تعبر فى تصريحات سابقة للدستور، أنها تؤمن بأربعة مبادئ للتميز والارتقاء فى العمل، يأتى فى مقدمتها التخصص والكفاءة، ثم الاتصال والتواصل مع مختلف الشخصيات والمستويات بالعمل.
أما ثالثها فهى الثقة بالنفس التى تأتى من اكتساب الخبرة وتختلف عن العند والكبر، ورابعًا الإلهام وجذب الانتباه، فلكل مقام مقال، وبالتالى سيكون للفرد التأثير المرجو منه على الجميع، فربما استطاعت رانيا المشاط بتلك المبادئ، تحقيق أحلامها بل وكتابتها للأجيال القادمة.
جذبت سيرتها المليئة بالدراسة والشغف والمبادئ والأحلام دار النشر البريطانية «Cambridge Scholars Publishing»، لتختارها ضمن ٣٨ سيدة مصرية بارزة من أعمار ومجالات مختلفة، للتنقيب عن رحلتها فى عالم الاقتصاد حتى واحدة من أهم صناع التغيير والقرار فى مصر، وكتابة سيرتها الذاتية فى كتاب «بنات النيل.. سيدات مصر يغيرن عالمهنّ»، لتلهم الكثير من المصريات للسعى وراء أحلامهن.
كما أنها سعت إلى تغيير حقيقي للصورة الذهنية للسياحة المصرية، فكان من أبرز إنجازاتها في وزارة السياحة، وصول تمثيل السياحة لـ15% من الناتج المحلي لعام 2018، بعد أن كانت تمثل 10% فقط من الناتج المحلي للدولة، وتحقيق حلمها بحدوث حالة انتعاش للقطاع السياحي بسبب توافد السائحين من دول العالم المختلفة إلى مصر.
