رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تيتاوونج».. حكاية الفيلم المجهول الذي اكتشف 12 نجمًا كبيرًا

تيتاوونج
تيتاوونج

كان لفيلم "تيتاوونج" الذي أنتج عام 1937 دوي الطبل في تاريخ السينما المصرية حين عرض بالسينمات لأول مرة، فهذا الفيلم كان تميمة الحظ لجيل كامل من نجوم السينما المصرية، ممن شاركوا فيها كمبتدئين، وانطلقوا بعدها في أدوار هامة رسخت أسماءهم في السينما المصرية.
كان حسين صدقي من أول هذه الأسماء المشاركة في الفيلم وكان دوره هو أول أدواره في السينما على الإطلاق، فقد نشرت أمينة محمد إعلانا في الأهرام تطلب فيه وجوهاً جديدة لفيلمها الأول ، وكان من بين هؤلاء الهواة غير المعروفين "السيد بدير، وصلاح أبو سيف، وأحمد كامل مرسي، وحلمي حليم، ومحمد عبد الجواد، ويوسف معلوف، وعثمان أباظة".
ومن الممثلين " محسن سرحان ومحمد الكحلاوي ونجمة إبراهيم وزوزو نبيل، ووصفية حلمي.
وأجرت أمينة محمد المقابلات مع المتقدمين الهواة المغمورين وبدأت في كتابة القصة والسيناريو والحوار ويقول تقرير صحفي نشرته مجلة السينما والمسرح عام 1976 أن كل العاملين في الفيلم قالوا أنها قامت فيه بكل شيء عدا التصوير الذي قام به كورنيل، والديكور الذي قام بتصميمه عبد السلام الشريف وإن كانت قد اشتركت في التنفيذ
تدور قصة الفيلم حول فتاة صينية تدعي تيتاوونج قامت بدورها أمينة محمد وقعت في حب إبن الجيران حسين صدقي، والذي كان يعمل محامي، واضطررت تيتاوونج للعمل في إحدى الملاهي الليلية ثم يتم إتهامها بقتل عمها، ويتصاعد الحدث الدرامي حتى يتمكن حبيبها حسين صدقي من الدفاع عنها وانتشالها من تحت حبال المشنقة.
وقام السيد بدير بأول أدواره في السينما خلال هذا العمل، حيث أدى دور زبون في الملهى الليلي ، ومثلت حكمت فهمي دور الشاهدة التي تؤدي شهادتها في المحكمة، فيما قامت صفية حلمي بدور إحدى ضحايا الملهى الليلي ، وسجلت المطربة نجمة فهمي أغنية بصوتها، وقام محمد الكحلاوي بدور البطولة الغنائية، أما صلاح أبو سيف فكان لا يزال صغير السن وكان كل ما فعله هو دق المسامير في ديكورات الفيلم.
بعد نجاح الفيلم تحمست أمينة محمد للإنتاج والإخراج إلا ان التجربة التالية لهذا الفيلم أثقلتها بالديون وبدات تترنح في قراراتها وتأخذ قرارت حادة منها السفر للعمل كراقصة في باريس لكسب المال والعودة مرة اخرى للانتاج، فأنتجت بعد عودتها فيلم "جوهرة" ليوسف وهبي، و"ضحايا المدينة" لنيازي مصطفى، ثم عملت مساعد مخرج في فيلم "فتوات الحسينية" لكن المال كان عثرة كبيرة في حياتها، كي تستكمل مشروعاتها، فقررت الذهاب لمشروع السد العالي أثناء بناءه وأنشأت مشروع لبيع ساندوتشات الفول وأطباق العدس للعمال، وكسبت مالًا وفيرًا مكنها من العودة للإنتاج مرة أخرى، لكن صدى أفلامها لم يحقق طموحاتها، فقررت الاعتزال وإنشاء مطعم وفندق في منطقة جبل عتاقة بالسويس لتقديم السمك الطازج وتوفير العزلة والراحة لمن قرروا الولوج في مرحلة استراحة المحاربين من الحياة.