رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللبناني محمد طرزي: زرت موزمبيق للتجارة.. فصرت كاتبًا!

جريدة الدستور


وُلِد الروائي اللبناني محمد طرزي في لبنان وكبر فيها، والتحق بجامعة لندن لدراسة القانون والاقتصاد، غير أنه اختار قارة ثالثة ليعيش فيها، وقرر الانتقال إلى جمهورية موزمبيق للعمل. طالت سنوات مكوثه هناك، وحصل على الجنسية الموزمبيقية.

يقول صاحب رواية "جزر القرنفل" في ذكرى إعلان الأمم المتحدة عام 2000 يوم 18 ديسمبر يومًا دوليًا للمهاجرين، لتسليط الضوء حول قصص المهاجرين وتفاصيل نجاحاتهم ومعاناتهم، وأثر التداخل الذي تحدثه الهجرة بين الثقافات، وبمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين: "أقمت في شرق إفريقيا لأكثر من عقد من الزمان، أقيم في شرق دولة موزمبيق، وخلال إقامتي تنقلت وزرت الكثير من الدول الإفريقية، لاسيما على الساحل الشرقي للقارة، بما في ذلك الجزر التي شكّلت مركزًا وعواصم للثقافات والحضارات العربية التي نهضت في هذه البقعة من العالم، ولا سيما الإمبراطورية العمانية".

غرف طرزي من تاريخ الحضور العربي في شرق إفريقيا، واتخذ منه موضوعًا رئيسًا في جل رواياته، فـ"جزر القرنفل"، التي وصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة الشيخ زايد، تتحدث عن زنجبار التي أنشأ فيها العمانيون دولة مزدهرة دامت لقرون وانتهت في العام 1966 بمذبحة للزنجباريين العرب. أما "ماليندي" فتتخذ من مدينة ماليندي في كينيا، فضاءً مكانيًا لها، حيث إمارة عرب ماليندي وحقبة التوسع البحري البرتغالي انطلاقًا من ماليندي إلى الهند في الرحلة الشهيرة لفاسكو دي جاما رفقة البحّار العربي أحمد بن ماجد.

هكذا تفاعل طرزي مع المهجر، الذي صار وطنًا ثانيًا، يقول طرزي: "تأثير المهجر على حياتي وكتابتي، بطبيعة الحال كان تأثيرًا إيجابيًا، فأنا حين سافرت إلى موزمبيق سافرت لأغراض مهنية وتجارية صرفة، حتى أنني لم أكن أعرّف نفسي ككاتب في تلك الأيام، وإنما، كنت قارئًا. حاولت أن أستفيد من وقتي وأن أتفاعل مع شعوب تلك المنطقة، وشعوب تلك المنطقة في حقيقة الأمر ليسوا زنوجًا فحسب، وإنما هناك من هم من أصول هندية أيضًا، ما سمح لي بالانفتاح على ثقافات متعددة ومختلفة، ولغة جديدة، وهي البرتغالية، اجتهدت لأتقنها واشتغلت على نفسي، وهو الأمر الذي فتح لي آفاقًا شاسعة، فالانفتاح على البرتغالية خدمني كقارئ نهم وككاتب أيضًا، وكان نافذة جديدة للتعرف على آداب وفنون جديدة ومن بقع جغرافية بعيدة تمامًا عن المنطقة العربية".