رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مصاعد المستشفيات".. رحلة الموت السريع (صور)

صورة من الحدث
صورة من الحدث


تقدم عمرو أبو اليزيد عضو مجلس النواب، منذ أيام، بطلب عاجل إلى وزيرة الصحة، للبدء في أعمال صيانة وتركيب مصعد بمستشفى بولاق الدكرور العام، الذي تسبب تهالكه في تعطّل إجراء عمليات جراحية، ما أضر بالمرضى.

"الدستور" تجوّلت داخل عدد من المستشفيات الحكومية التي يقصها الآلاف يوميًا طلبا للعلاج، أو الدارسين للطب.

بدأت الرحلة من داخل مستشفى الهلال برمسيس، شابة ثلاثينية ووالدتها، تنضمان لعدد كبير من المصطفين أمام المصعد ينتظرون وصوله، بسبب أنّ هناك مصعدين لا يعملان، ليكون قرار الابنة الصعود عن طريق السلم، وطلبت من والدتها المسنة بالانتظار حتى يأتي المصعد.

دقائق كانت كفيلة بتغيير المشهد، فالسيدة المسنه لم تستطع الوقوف وحاولت بشتى الطرق الإتكاء على أيدي المتواجدين، قبل أن يصل المصعد محملًا بالمرضى ولم أن تركبه.

هذا المشهد ليس الأوحد، هناك آلاف المرضى يقفون يوميًا بنفس الطريقة أمام مصاعد متوقفة أو متهالكة، لا يستطيعون الصعود إلا بعد عناء، ليتكبدوا عناءً إضافيًا فوق ما يصارعون فيه المرض، ففي مستشفى الجلاء التعليمي بمنطقة وسط البلد، كان المشهد مثيرًا للاستغراب، "زر التشغيل" بالمصعد عليه لاصقًا لكي يحاولوا من خلاله إصلاحه، ولكن "ما باليد حيلة" فالموجود هو اللاصق الطبي لإمداد عمره، بيد أن ذلك المصعد ليس الوحيد الموجود في المستشفى فهناك عدد آخر من المصاعد.

في سبتمبر الماضي، سقط مصعد مستشفى فارسكور بدمياط، ونتج عن الحادث إصابة أربعة أشخاص، وتمت إحالة المختصين لمجلس تأديب، أما في مستشفى الهلال الأحمر برمسيس، وجد أن نصف ما بها من المصاعد معطلة ويتكدس المرضى، انتظارًا لوصول مصعد يقف في كل دور، وقتًا ليس بالقليل لكي يعود مرة آخرى إلى الطايق الأرضي.
وشهد بداية العام الجاري، حادثة هى الأشهر بسقوط مصعد مستشفى بنها الجامعي، الذي أدى لوفاة 7 أشخاص وإصابة أثنين.

كانت مستشفي الهيئة العامة للتأمين الصحي أكثر حظًا، لم تكن تعاني من تعطل المصاعد الكهربائية، وهو ما إنعكس بالإيجاب في عدم وجود زحام أمام المصاعد.

وأكدت الدكتورة إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بالبرلمان للدستور، أن المستشفيات شأنها شأن أي عقار لابد من أن يتم العناية بصيانته، بل الأمر يزداد لأنها قائمة على علاج المرضى وقد تكون بها حالات طوارئ.
وبخصوص تعطّل المصاعد وعدم جودتها، أشارت إلى أن هناك تعاقدات على الصيانة، لكن سوء الاستخدام الذي يحدث من المرضى والعاملين أمر لا مفر منه، وما يزيد من تفاقم المشكلة هو وجود عدد قليل من المصاعد، مما يكون بمثابة تحميلًا زائدًا على المصعد وهو ما يؤدي لتعطله.

وأكدت عضو لجنة الصحة في البرلمان، أنّ تكلفة شراء مصاعد كهربائية جديدة قد تكون عالية جدًا مع عدم وجود الميزانية الكافية، فيكون الحل الأوحد هو اللجوء لإصلاح المصاعد القديمة، وهو ما سيؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة للغاية في المستقبل من حوادث.
واختتمت كلامها، بأنه لابد من تحديد الأولويات عند تطوير المستشفيات، على أن تكون سلامة المواطنين الأهم دائمًا.

وفقًا لآخر موازنة خاصة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2019 2020 فتم تخصيص موازنة لوزارة الصحة 73 مليار و62 مليون جنيه، بزيادة 11 مليار و52 مليون عن موازنة السنة الماضية 20182019، التي كانت مقدرة بـ61 مليار مليار جنيه.