رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم كلثوم نجيب محفوظ: "كرتونة تفاح" كانت أجر والدي مقابل نشر أعماله الأدبية في لبنان (حوار)

جريدة الدستور

- مندوب من رئاسة الجمهورية فى منزل النجيب بسبب "أولاد حارتنا"
- اختفاء مذكرات طفولته وجواز سفره و40 قصة فرعونية كتبها من منزله بالعباسية
- مرض والدها بالسكر بعد تعرضه لعملية نصب

سيرته مازالت حية، رغم وفاته قبل 13 عاما؛ حيث مازالت حياته مليئة بالحكايات – حقا إنه ملك السردية العربية – وأديب نوبل.. الكاتب الكبير نجيب محفوظ، والذى تحتفى "الدستور" مع أسرته بذكرى ميلاده الـ 108.

زوجته رحلت منذ سنوات، وابنته فاتن أيضا، ولم يتبق من أسرة وورثة النجيب سوى ابنته "أم كلثوم" والتى كشفت خلال حوارها معنا عن جوانب لم يتطرق إليها أحد من قبل تتعلق تكشف عن ملامح من شخصية الروائي ابن الحارة المصرية.

• "كرتونة تفاح" كانت أجر والدي مقابل نشر أعماله الأدبية في لبنان

خلال فترة تردده على جريدة الأهرام فى الخمسينيات كان ينتظر نجيب محفوظ أحد الناشرين اللبنانيين على أمل أن يعطيه مستحقاته المالية عن مجمل ما نشره من أعماله الأدبية فى لبنان، وبالفعل جاء هذا الناشر فى الموعد ومعه هدية، وعندما سأله نجيب محفوظ عن مستحقاته المالية قال له: "افتح هديتي في البداية قبل الحديث في مسألة مستحقاتك المالية يا أستاذ نجيب"؛ وعندما فتح نجيب محفوظ هدية الناشر اللبناني وجد أنها كرتونة من التفاح.

تتابع "أم كلثوم" حديثها: "ابتسم والدي وقال للناشر تعبتك معايا.. مالوش لزوم كل ده"، وسرعان ما كان رد الناشر على والد: "دى مستحقاتك المالية عن نشر أعمالك يا أستاذ نجيب.. لأن باقى الفلوس أنا اشتريت بيها برج سكنى لأسرتي"، وهي حكاية تنقلها عن والدها رأسا.

• مندوب من رئاسة الجمهورية فى منزل النجيب بسبب "أولاد حارتنا"

تقول أم كلثوم، أنه بعد نشر رواية "أولاد حارتنا" بجريدة الأهرام، وما أحدثته من ضجة كبيرة، ذات يوم زار والدي أحد مندوبي الرئاسة فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر وطلب منه طلبا واحدا، وهو ألا تنشر هذه الرواية فى مصر وأن يقوم بنشرها فى أى دولة أخرى، وبالفعل والدى استجاب لطلب مندوب الرئاسة ونشرها فى لبنان.

الحكاية لم تنته بعد، إذ تتابع "أم كلثوم": "عام 2005 عندما طلبت دار الشروق للنشر كان لوالدى طلبا واحدا وهو أن تعرض الرواية قبل نشرها على الأزهر الشريف، وهو الشرط الذي استجابت له دار الشروق".

وبسؤالها حول ما إذا كان طلب والدها بعد محاولة اغتياله عام 1995 بسبب تلك الرواية، ونفوذ جماعة الإخوان الإرهابية وتيار الإسلام السياسى فى مصر فى تلك الفترة، أكدت ابنته أن طلب والدها لا يرتبط بمثل هذه الأمور وأنه فى يوم من الأيام بعد محاولة اغتيال والدها عام 1994 جاء أحمد كمال أبو المجد والد زوجة الناشر إبراهيم المعلم صاحب دار"الشروق" وطلب من نجيب محفوظ توضيح ما ترمى إليه رواية "أولاد حارتنا" سواء من خلال لقاء بالتليفزيون المصري أو عبر وسائل الإعلام، إلا أن والدها رفض ذلك، وطلب منه أن يكتب كلمة عن ما ترمز إليه الرواية بالطبعة التي ستنشرها "الشروق" بعد تعاقدنا معها، وبالفعل صدرت طبعة الشروق بكلمة أحمد كمال أبو المجد.


• اختفاء مذكرات طفولته وجواز سفره و40 قصة فرعونية كتبها من منزله بالعباسية

عن اختفاء مذكرات طفولته وجواز سفره و40 قصة فرعونية من منزل والدها بالعباسية، تقول "أم كلثوم"، إن الفترة التي عاش فيها والدها بمنزل أسرته بمنطقة العباسية وقبل زواجه بسنوات كانت فترة خصبة ومليئة بالنصوص والحكايات، إلا أن كل هذه المخطوطات والنصوص فقدت واكتشفوا بعد ذلك بيعها عبر مزاد "سوثبي" الإنجليزي، وأنهم على الرغم من طلب إيقاف بيع المخطوطات إلا أنه تم بيعها، ومنها "40 قصة فرعونية كتبها والدها فى شبابه ولم تنشر، وجواز سفره الذي هو بحوزة أحد الأثرياء الخليجيين الآن وهو جواز السفر الذي يوثق رحلات سفره لليمن ويوغسلافيا، ومذكرات طفولته التي كتبها، وكراسة محاضرات رسالة الماجستير في قسم الفلسفة الذي كان بصدد إعدادها وتراجع عنها فيما بعد".

• مرض والدها بالسكر بعد تعرضه لعملية نصب

على الرغم من أنه توفى عن عمر الـ"95" عاما، إلا أن صحة النجيب لم تكن على ما يرام، ولأن الأدباء عادة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، إلا أن مرض نجيب محفوظ بالسكر لم يكن نتيجة ضغوط الكتابة وظروفه الحياتية، وعن ذلك تقول ابنته: "فى شبابه حصل على إحدى الجوائز من مصر لم أتذكر ما هي وكانت قيمتها المالية كبيرة فى هذا التوقيت، وفكر أبى أن يحصل على قطعة أرض لبنائها على كورنيش المعادى، وبالفعل ذهب إلى أحد شركات الاستثمار فى الأراضى ودفع كل فلوس الجائزة مقابل شراء قطعة الأرض على كورنيش المعادى، وبعد أن اشتراها وعند ذهابه بعد ذلك لتسلم قطعة الأرض مر والدي على مقر الشركة لكي يذهب معه أحد مندوبيها لتسلمها إلا أن والدي تفاجأ بغلق الشركة واختفاء أصحابها، وبالتالى ذهبت أموال الجائزة، وهو ما تسبب فى حزن والدى وإصابته بمرض السكري، وهو المرض الذي لازمه حتى وفاته وتمكن منه للدرجة التى كانت تقول عنه أمي "السكر هد أبوكي".

وعن إصابته بضعف فى النظر، أكدت أم كلثوم أن هذا المرض هو الوحيد الذى أصيب به والدها بسبب كثرة القراءة والكتابة، وكبر السن.

• تهدي 50 كتابا من أعماله لمتحفه.. يناير المقبل

قالت ابنة نجيب محفوظ، إنها ستهدي 50 كتابا مترجما عن والدها وبلغات مختلفة؛ إضافة إلى بعض الطبعات الأولى من رواياته إلى متحفه في شهر يناير القادم، كما أكدت على أن المتحف بصدد استلام الطابق الثالث من وزارة الآثار وهو الطابق الذي سيخصص للأنشطة الثقافية والفنية عن والدها، متمنية قيام المتحف بوضع أجندة ثقافية شاملة خلال الفترة المقبلة.