رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصفية الحسابات: الهجمات الإسرائيلية على سوريا ... والرد الإيراني المُنتظر

جريدة الدستور

نبرة التهديدات المرتفعة من إسرائيل وإيران - التي نسمعها منذ سنوات- والتي ازدادت حدة الأيام الأخيرة- ترفع حالة التأهب تحسباً لما سيحدث، خاصة بعد "الجرأة" الإسرائيلية في الهجوم على مواقع سورية وإيرانية في الأراضي السورية .. فأصبح الجيمع يطرح سؤالاً واحداً: كيف ستكون عملية تصفية الحسابات؟ ومتى ستتحول التهديدات الإيرانية إلى أفعال؟
قبل أسبوع، قال الجيش الإسرائيلي إن أربعة صواريخ أطلقت على إسرائيل من سوريا، وتم إسقاط جميعها من قبل صواريخ اعتراضية من نظام القبة الحديدية. فيما ردت إسرائيل بغارات على الأراضي السورية.

هذه المرة لم تختبئ إسرائيل خلف ذريعة مهاجمة أسلحة متطورة هربت إلى سوريا، فالأهداف التي هاجمتها إسرئيل كانت قيادات رئيسة في منطقة دمشق: واحدة لقوة القدس نفسها والثانية للميليشيات الشيعية المؤيدة لإيران.
وفي اليوم التالي تحدث "نتنياهو" في فيديو نشره على صفحته على فيس بوك عن احتمالات هجوم وشيك لإيران رداً على الهجمات الإسرائيلية.

التحركات السابقة تشير إلى تغيير في قواعد اللعب، ويمكن اعتبار فبراير 2018 بداية التحول، وقتما قامت إيران بإرسال طائرة مسيّرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل، أسقطها سلاح الجو الإسرائيلي، وخلال الهجمات التي شنتها إسرائيل رداً على إرسال هذه الطائرة، تم إسقاط طائرة مقاتلة إسرائيلية من طرف الدفاعات الجوية السورية.

كانت هذه هي المواجهة الأولى، ثم تلاها حوادث أخرى، في مايو 2018، وفي يناير الماضي، ثم في سبتمبر الماضي، في جميع هذه الحوادث لم تنفذ الصواريخ الإيرانية إلى إسرائيل، وأغلبيتها اعترضتها القبة الحديدية، لكن الحديث يدور عن انتهاك سياسة الغموض من قبل الجانبين. فإسرائيل بشكل معلن تتحدث عن هجوم لمواقع عسكرية إيرانية في سوريا.
على الرغم من التهديدات الإيرانية، فإن معظم هذه الهجمات الإسرائيلية لم يواجَه بردود فعل حقيقية من طرف طهران، لكن في كل عدة أشهر كان يجرى الاستعداد لعمليات انتقامية لم يُكتب لها النجاح من الناحية العملانية من قبل ميليشيات إيرانية تعمل بتوجيه مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وهو ما يطرح سؤالاً آخر مهمًا: هل ستتطور الأمور وتقرر إيران الرد بعنف على إسرائيل؟
حتى هذا اليوم، تقوم إسرائيل بعمليات ضد مشروع إنتاج الصواريخ الدقيقة وضد التموضع العسكري الإيراني في سوريا، وهو ما طرح حقيقة على الأرض أن إسرائيل لن تساوم في موضوع الخطوط الحمراء التي وضعتها في كل ما يتعلق بالتموضع العسكري الإيراني في سوريا، حتى في ظل وجود تهديدات إيرانية بالرد على أي عملية عسكرية إسرائيلية.
من ناحية أخرى، فإن إسرائيل أصبحت تهاجم - بعلانية- أهدافا مباشرة تابعة للجيش السوري، في حين أنها كانت تكتفي في السابق بمهاجمة الدفاعات الجوية السورية فقط في حال إطلاقها النار في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، وهو النهج الذي يمكن تفسيره بأنه رسالة للسوريين الذين يتورطون مع إيران، وأن عليهم أن يتحملوا المسئولية عما يحدث في دولتهم جرّاء الحماية التي يوفرونها للإيرانيين.

هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني، أولها أن يتجاهل الإيرانيون الهجوم الإسرائيلي حتى الهجوم الإسرائيلي الجديد، الثاني هو أن ترد إيران بالهجوم على أهداف عسكرية إسرائيلية في الشمال، وهو السيناريو الأقرب للحدوث.
أما السيناريو الثالث، وهو الهجوم بصواريخ دقيقة نحو مواقع لبنى تحتية في عمق إسرائيل، ولكنه يظل سيناريو بعيداً نتيجة لعواقبه الكبيرة.