رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تدمر" السورية.. هل يعيد الترميم "عروس الصحراء" إلى الحياة؟

جريدة الدستور

وقع متحف (إرميتاج) الروسي، اليوم الاثنين مذكرة تفاهم مع هيئة المتاحف والآثار السورية لترميم بعض المنشآت التاريخية والقطع الأثرية في مدينة تدمُر التي تعرضت لدمار كبير إثر سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها بخلاف حدوث عمليات قتالية وقصف تسببت في قدر كبير من الدمار إلى جانب عمليات السرقة لآثار المدينة من قبل التنظيمات الإرهابية.

وتعتبر مدينة تدمر إحدى مدن محافظة حمص من برز مدن سوريا، فقد نشأت عليها حضارات منذ ألفي عام قبل الميلاد واعتبرت مركزا تجاريا حضاريا على مر العصور فقد كانت ضمن نطاق "طريق الحرير" التجاري التاريخي، وهو أهم الطرق التجارية القديمة وكان يمتد من الصين غربًا إلى أوروبا شرقًا.

ومن أبرز أنظمة الحكم والحضارات التي مرت عليها الملكة "زنوبيا" فخلال القرن الثالث الميلادي، انتصر ملكها أذينة على الإمبراطور الساساني سابور الأول وخلفته الملكة زنوبيا التي ثارت ضد الحكم الروماني وأسَّست مملكة تدمر المستقلة، ورغم تدميرها بعد سنوات من قبل الإمبراطور الروماني أوريليان عام 273م إلا أنها بقيت مؤثرة في الجغرافيا السورية، ومع دخول الإسلام إلى سوريا في القرن السابع للميلاد حلت اللغة العربية مكانَ الرومانية واليونانية.

وظلت المدينة التي تعرف باسم "عروس الصحراء" محتفظة بمواقعها الأثرية الغنية حتى سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة تدمر عام 2015، وظلت تحت سيطرته حتى مارس 2017 حينما استعادها الجيش السوري وخلال هذه الفترة تعرضت آثار المدينة للسرقة على يد التنظيم وبيعها بخلاف تدميره للمعابد والتماثيل الأثرية بحجة أنها وثنية ويضاف إلى ذلك الدمار الناتج عن العمليات القتالية بين التنظيم والجيش السوري.

ومن أبرز المعالم الأثرية بتدمر "معبد بل" الذي أسس عام 32 ميلادية و"معبد نابو" و"معبد اللات" وكان "معبد بعل -هامون"، ومعبد بعلشمين، والرواق العظيم وقلعة فخر الدين المعاني المعروفة باسم قلعة تدمر، وقوس النصر، الذي أنشىء في القرن الثاني الميلادي، وبسبب طابع المدينة الأثرية الفريد الصحراء كان يزورها أكثر من 100 ألف سنويا.

وحتى الآن لم يتم اكتشاف الكثير من معالم المدينة فقد غادرت البعثات التي كانت بدأت تفد إلى المنطقة لاكتشافها بعد 2011 بسبب اندلاع الثورة.