رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان تحل لغز العثور على ملايين المومياوات من "أبومنجل"

جريدة الدستور

حاولت صحيفة الجارديان البريطانية كشف لغز جديد من ألغاز الحضارة المصرية القديمة، حيث أشارت إلى أن باحثي علوم الآثار حاولوا التوصل إلى حل لغز تحنيط الطيور في مصر القديمة، والتي اكتشفوا منها كمية كبيرة يتخطى عددها الملايين، متسائلين عن مصدرها.

وقالت الجارديان إنه كان يتم تحنيط جثث الفراعنة وأعضاء طبقة النبلاء في كثير من الأحيان، ولم يقفوا عند هذا الحد، بل كان القدماء يحنطون الحيوانات مثل القطط والتماسيح والفئران والطيور أيضا ومن بينها طائر أبومنجل المقدس.

وأضافت أنه تم العثور على أكثر من 4 ملايين من المومياوات تخص طائر أبومنجل المقدس، في سراديب تونة الجبل وحدها، فضلا عن اكتشاف 1.75 مليون طائر في مقبرة سقارة القديمة، حيث كان يتم تقديم أغلبها كتضحية أو قربان للآلهة "تحوت" في الفترة من عام 450 الى 250 قبل الميلاد.

وقالت سالي واصف، باحثة في جامعة جريفيث بأستراليا: "كان أبومنجل يمثل الحكمة والسحر والحكم، مشيرة إلى أنه كان يتم تقديمه كقربان إذا كان الشخص لديه مدير يزعجه أو غير منصف في أحكامه على العاملين معه، حيث يتوجه العامل إلى الإله تحوت، وتقديم طائر أبومنجل قربانا له.


من أين أتت هذه الحيوانات الكثيرة؟

وقالت الجارديان إنه من بين التفسيرات لهذا العدد الكبير من الطيور المحنطة وتحديدا طائر أبومنجل المقدس، هو تربية الطيور فيما يشبه الآن "المفرخات الصناعية"، وهي الفكرة التي يرجحها الكثيرون في النصوص القديمة، مثل كتابات "هور أوف سبينيتوس" الكاهن والكاتب في القرن الثاني قبل الميلاد، الذي كتب عن إطعام عشرات الآلاف من أبومنجل المقدس بالخبز والبرسيم.

وللتأكد من هذه الرواية لجأت واصف مع وزملائها إلى تحليل الحمض النووي المأخوذ من 14 جثة محنطة لطائر أبومنجل في مصر القديمة و26 عينة حديثة من مختلف أنحاء إفريقيا.

وكشفت النتائج، التي نشرت في مجلة Plos One، عن أن مستوى التنوع في الحمض النووي للميتوكوندريا" (مولد الطاقة من الخلية) بين الطيور القديمة مماثل لتلك الموجودة في الطيور البرية الحديثة، وبالتالي فإن التنوع الوراثي في ​​الطيور القديمة كبير للغاية، بسبب المستويات العالية من التهجين.

وقالت إنه ربما قام قدماء المصريين بتربية "أبومنجل" في مزارع جماعية، وإبقائه في موائل طبيعية أو ربما تم التحفظ على طيور أبومنجل في المزارع فترة قصيرة، حتى تكون جاهزة للتضحية.

وأضافت أنه على الأرجح أن كل معبد قديم يوجد بجواره بحيرة أو أرض رطبة (وهي تعتبر موطنا طبيعيا لطائر أبومنجل)، وإذا كنت تقدم لهم الطعام فسيواصلون النمو والمجئ بحثا عن الطعام، مشيرة إلى أنه كان هناك مستنقع بالقرب من تونة الجبل، وبحيرة الفرعون بالقرب من سقارة.

وفي نفس السياق، قال بونتوس سكوغلوند، خبير في الحمض النووي، في معهد فرانسيس كريك، إنه لأمر مذهل الحصول على هذا الحمض النووي القديم الذي يبلغ عمره 2500 عام".

وأضاف أن البيانات التي تم العثور عليها من الحمض النووي تشير إلى أن مومياوات أبومنجل كانت طيورا برية، وفي حالة وجود المفرخات الصناعية الكبيرة، فإن الطيور البرية تستطيع التكاثر والنمو مع الموجودة في المفرخ، مما يؤدي إلى زيادة العدد بشكل كبير، وهذا هو الاحتمال الأرجح.

بينما قالت واصف إنه تم العثور على بعض المومياوات المزيفة لطائر أبومنجل في بعض المقابر القديمة، حيث تم العثور على مومياوات تشبه أبومنجل، ولكنها مصنوعة من الراتنج أو الريش أو قطعة من قشر البيض، مشيرة إلى أنه في حالة كانت الطيور متاحة بسهولة من المفرخات، فلن تكون هناك حاجة لمومياوات مزيفة.