رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطوة بديلة فى ملف "سد النهضة".. ماذا يعنى احتكام مصر للمادة الـ10 من اتفاق 2015؟

جريدة الدستور

أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن محادثات واشنطن بشأن مراعاة مصالح مصر والسودان وإثيوبيا، والحفاظ على حقوق مصر المائية، توصلت لإطار زمني محدد لا يتجاوز الشهرين.

وأشار شكري في تصريحات تلفزيونية له عقب عودته من العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أنه سيتم تفعيل المادة العاشرة إن لم تسفر الاجتماعات الأخيرة عن نتيجة، مضيفًا أن مصر أعلنت قبولها الوساطة؛ لأن طرحها عادل ولن يؤدي لضرر، كما أن التناول العلمي لهذه القضية سيحافظ لمصر على حقوقها.

فما هي المادة العاشرة لاتفاق المبادئ الموقع بين قادة دول مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015؟ وكيف تحفظ لمصر حقوقها؟

نصت المادة العاشرة والأخيرة من اتفاق المبادئ، تحت عنوان "مبدأ التسوية السلمية للمنازعات"، على أن تقوم الدول الثلاثة "مصر وإثيوبيا والسودان" بتسوية منازعاتها الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقًا لمبدأ حسن النوايا، وإذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات، فيمكن لها مجتمعة طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لرؤساء الدول أو الحكومة.

ووفق البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، فإنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 يناير 2020، فسيوافق وزراء الخارجية على أنه سيتم الاحتجاج بالمادة 10 من إعلان المبادئ لعام 2015.

رعاية وليس وساطة
الحديث عن التلويح باللجوء للوساطة أثار التساؤلات عن ماهية الدور الأخير لواشنطن في اجتماعات سد النهضة، حيث أكد مصدر دبلوماسي لـ"الدستور" أن الدور الأمريكي كان مجرد رعاية للمفاوضات، وهو ما اتضح من خلال التصريحات الرسمية المصرية التي لم تتطرق إلى "الوساطة"، إنما اعتبرت المشاركة الأمريكية رعاية مقدرة من جانب مصر.

وفي ختام الاجتماعات، أعرب وزير الخارجية عن تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي العميق لرعاية نظيره الأمريكي دونالد ترامب لهذه المفاوضات واستقباله الوزراء الثلاثة والدور البناء والمحوري الذي يضطلع به الرئيس ترامب والولايات المتحدة، وبما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة وبما يعزز من تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الإفريقي.

التصريحات المصرية اتفقت مع ما أعلنت عنه الخارجية الإثيوبية قبيل اجتماعات واشنطن، والتى أكدت أن وزير الشئون الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو "سيُطلع المشاركين والمنظمين للاجتماع على موقف إثيوبيا من السد"، مؤكدًا أن الاجتماع الذي دعت إليه واشنطن "هو نقاش وليس وساطة".

الفرق بين الرعاية والوساطة
من جانبه، صرح السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك فرقا كبيرا بين الوساطة والرعاية، لافتًا، في تصريحات لـ "الدستور"، إلى أن الدور الأمريكي الأخير اقتصر على السعي لوضع إطار ونظام واضح لاستمرار المفاوضات وفق جدول زمني محدد، دون الدخول في تفاصيل تلك المفاوضات، موضحًا أن دور الوسيط يختلف تمامًا حيث يقوم هذا الوسيط بتقديم مقترحات للحل.

وأكد بيومي أنه إذا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق وفق اجتماعات واشنطن، فإنه سيتم الاتفاق على الوسيط من جانب الدول الثلاث.