رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"معركة المياه 8".. منفذو محطة تحلية المنصورة الجديدة: "هتغير شكل الدلتا"

جريدة الدستور

محطة تحلية مياه البحر فى مدينة المنصورة الجديدة، واحدة من أهم المشروعات القومية التى تبذل الدولة كل طاقتها لإنجازها فى أقرب وقت، بهدف تغذية المدينة بمياه الشرب النقية، وفى إطار التحول تدريجيًا إلى الاعتماد على المياه المحلاة فى توفير احتياجات المواطنين.

ويعمل الآلاف من العمال والفنيين والمهندسين، فى الوقت الحالى، على تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، وذلك فى ظل ظروف جوية صعبة للغاية، تجاهلوها تمامًا بهدف إنجاز المشروع وإخراجه بأفضل صورة ممكنة.

«الدستور» التقت عددًا من المهندسين والعمال والفنيين العاملين فى المشروع، وتنقل فى السطور التالية حديثهم عن تفاصيل عملهم داخل محطة تحلية المياه، وظروف معيشتهم بالقرب من موقع العمل، ومدى توافر الخدمات لهم من مساكن وانتقالات ورواتب.

أحمد الحدينى: السكن ملائم والراتب جيد والمواصلات مريحة


البداية مع أحمد الحدينى، ابن مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، البالغ ٢٦ عامًا، وهو أحد المهندسين المدنيين المشاركين فى المحطة منذ أول يوم عمل بها، بعد أن ترك منزله وانتقل إلى السكن الذى وفرته له الشركة المنفذة للمشروع بالقرب من موقع إنشاء المحطة.
وقال «الحدينى» إن تخصصه فى المشروع هو دراسة خصائص المياه التى يتم استخراجها من البحر، ومعرفة نسبة الملوحة بها، وما سيتم التخلص منه من رواسب بعد الانتهاء من عملية التحلية، وذلك لتحديد المواد الخام اللازمة لعمل المحطة.
وأضاف: «كل جزئية صغيرة فى المشروع لها إخصائى مسئول عنها، والجميع هنا يعمل فى تناغم تام لتحقيق هدف واحد وهو إنجاز المشروع فى الوقت المحدد، خاصة مع توفير كل متطلباتهم من مسكن ملائم وراتب جيد ووسائل مواصلات مريحة». وشدد على الأهمية الكبيرة للمحطة ضمن مخططات التنمية، قائلًا: «المشروع مهم جدًا لتنمية مدينة المنصورة الجديدة، فى ظل عمله على إنتاج كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب».


عبدالتواب: حولنا الصحراء إلى «أرض عمار»


انتقل محمد عبدالتواب، ٤٥ عامًا، من أبناء محافظة القاهرة، للعمل داخل محطة تحلية المياه استجابة لرغبته الملحة فى الالتحاق بأحد المشروعات القومية التى تنفذها الدولة حاليًا، وهو يشعر بالفخر الشديد للمشاركة فى المشروع، الذى شهد توفير كل الاحتياجات الأساسية له ولزملائه فى موقع العمل. وأشار إلى أنه يعمل فى المحطة منذ ٤ أشهر كمسئول عن الإدارة المالية للمشروع، المختصة بكل ما يتعلق بالبضائع فى المخازن والمشتريات وجميع المواد الخام المستخدمة فى إنشاءات المحطة، موضحًا: «أنا مسئول عن تسلم المواد الخام وفحصها قبل دخولها العمل، وتخزين المتبقى منها حتى يتم طلبها فى تركيبات المحطة».
وقال «عبدالتواب»: «تسلمنا المحطة فى البداية عبارة عن أرض صحراوية فارغة، واستطعنا تعميرها وإنجاز العديد من المهام ضمن المرحلة الأولى من مشروع محطة التحلية، وذلك بفضل مجهودات العاملين بها، ونعمل حاليًا على تنفيذ جميع المراحل، كما هو مخطط له فى الدراسة التى أجرتها الجهات المنوطة».
وشدد على أن المشروع يهدف إلى خدمة الوطن فى المقام الأول، ويعد أحد المنجزات الكبرى فى مدينة المنصورة الجديدة التى ستبهر العالم بشكلها الجديد، بعد الانتهاء من المحطة وبقية المشروعات فى المدينة، مضيفًا: «أتوقع أن تصبح المدينة الساحلية من أهم المدن الواعدة خلال الأشهر المقبلة».
وعن أبرز التسهيلات التى حصل عليها العمال المشاركون فى تنفيذ المحطة، قال «عبدالتواب»: «الشركة المنفذة وفرت لى سكنًا مناسبًا فى مدينة دمياط الجديدة، كما وفرت وسائل نقل إلى موقع العمل».


شريف طارق: نوفر كل احتياجات المدينة من المياه

شريف طارق، أحد أبناء محافظة الدقهلية، من أوائل المهندسين المشاركين فى المشروع منذ البداية، وذلك فى إعداد التصميمات الإنشائية لكل مبانى المحطة، لذا يشعر بفخر شديد بأنه من «بين الذين وهبوا عملهم لخدمة الدولة فى مشروعاتها التنموية».
وكشف «طارق»، الذى يبلغ من العمر ٢٧ عامًا، أنه يعمل كمهندس مدنى داخل محطة المياه، ومسئول عن تجهيز تصميمات البناء والإنشاءات الكاملة للمحطة.
وأضاف: «نحن على وشك الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع فى الفترة الحالية، وسنبدأ الثانية قريبًا جدًا، مع دراسة تطوير العمل ليشمل مرحلتين ثالثة ورابعة، بهدف إنجاز المشروع بالشكل الأمثل، وتحقيق استفادة كبرى منه، وحتى يكون مثالًا يحتذى به لباقى المشروعات فى المحافظات الأخرى». وتابع: «جارٍ كذلك الانتهاء من بعض الأعمال المدنية والإدارية داخل المحطة، وفقًا لأحدث الأساليب العلمية فى هذا المجال»، مشيرًا إلى عمل المحطة بتقنية «التناضح العكسى» المتطورة والبعيدة تمامًا عن استخدام الأساليب السابقة مثل «التبخير».
وبَيّن أن المشروع سيكون أول محطة لتحلية مياه فى منطقة الدلتا، وسيسهم فى تغييرها بشكل كامل للأفضل، وسيوفر كل احتياجات مدينة المنصورة الجديدة من المياه.


يوسف شحاتة: لا نشعر بأى إرهاق لتوافر جميع الإمكانيات المطلوبة


روى يوسف شحاتة، ٣٠ عامًا، أحد العاملين فى المحطة من أبناء محافظة كفر الشيخ، تجربته فى العمل بالمشروع قائلًا: «أشكر كل من ساعدنى فى الالتحاق بالعمل داخل أحد المشروعات القومية الكبرى التى ستكون محور حديث المصريين خلال الأشهر القليلة المقبلة».
وأوضح «شحاتة»: «أعمل داخل المحطة كمشرف حدادين، ومسئول أول عن جميع أعمال الحدادة فى الموقع، ومعى فريق عمل مكون من ٢٤ شخصًا جميعهم متمركزون فى مواقع العمل، لا ينشغلون سوى بإنجاز مهامهم اليومية، علمًا بأن هذا العدد سيزداد مع تنفيذ المراحل المقبلة من المشروع ليكون ٧٠ حدادًا». وعن الإمكانيات المتوفرة للعمال، قال: «الشركة توفر لنا جميع الإمكانيات التى نحتاجها، من مسكن ووسائل نقل وأعمال ترفيهية، حتى لا يشعر أى عامل بالملل أو الإرهاق»، لافتًا إلى وجود وسيلة نقل مخصصة تنقله من مكان إقامته فى كفر الشيخ حتى موقع العمل فى المنصورة الجديدة.


إبراهيم محمد: 10 ساعات عمل على الأقل يوميًا


إبراهيم محمد، ٣٣ عامًا، من محافظة قنا أيضًا، يعمل مساعد أمين مخزن فى المحطة، وهو بذلك مسئول عن جميع المعدات والخامات الموجودة داخل المخزن، وتكون فى عهدته بمجرد تسلمها، وعليه الحفاظ عليها لحين استخدامها فى أعمال البناء.
وقال «محمد»: «ما زلنا فى المرحلة الأولى من تنفيذ المحطة، ونعمل خلالها على صب الخرسانات كمرحلة أساسية تتم قبل البناء، وأتوقع استخدام معدات وخامات أثقل وأكبر خلال المراحل المقبلة من المشروع، وأشعر بأن هناك تقدمًا ملموسًا فيها يومًا بعد يوم».
وأشار إلى أن جميع العمال يعملون ١٠ ساعات على الأقل يوميًا، ويبذلون مجهودًا كبيرًا لإخراج المشروع بصورة مشرفة لمصر، مشيدًا بالدعم الذى توليه القيادة السياسية للعمال والفنيين والمهندسين، والتشجيع المتواصل لهم على تنفيذ المهام وتسريع وتيرة العمل.


عماد حامد: نجهز للاحتفال بانتهاء المرحلة الأولى

التحق عماد حامد، ٢٧ عامًا، من قاطنى مدينة المنصورة، أحد المهندسين المشاركين فى تشييد المشروع، بالعمل داخل المحطة منذ مارس الماضى، ويأمل فى أن يخرج المشروع بالشكل الذى يعبر عن الجهود الكبيرة المبذولة فيه. وقال «حامد» إنه يعمل مهندس تخطيط داخل المشروع، وتتلخص مهمته فى إعداد وتجهيز خطط العمل والبرامج الزمنية الخاصة بتنفيذ المحطة، وفى حال حدوث تعديلات يغير الخطة على الفور، وفقًا للوضع الجديد.
وأضاف: «نعمل فى الوقت الحالى على الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من المحطة بشكل ناجح، وجميع العاملين ينتظرون الانتهاء منها، وسنحتفل بذلك بشكل خاص، لأن النجاح الذى تحقق كبير جدًا». ووصف المحطة بأنها «من أعظم الأفكار التى تخدم مصر وتعمل على تنميتها»، خاصة أن البلاد تعانى من «الفقر المائى» حاليًا، ومعظم دول العالم تدشن مثل هذه المحطات، مختتمًا بقوله: «توجد لدينا العديد من محطات تحلية المياه فى الساحل الشمالى، لكن مصر تسعى حاليًا لإنشاء محطات جديدة فى مدن الدلتا، وفقًا لتعليمات وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى».

محمد أبوزيد: لا راحة قبل الانتهاء من المشروع الضخم


ذكر محمد أبوزيد، أحد أبناء محافظة قنا، ويبلغ من العمر ٤٣ عامًا، أنه التحق بالعمل فى العديد من المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، إيمانًا منه بأن هذا الوقت يحتاج إلى تكاتف جميع أبناء الوطن من أجل التنمية والبناء. وأشار «أبوزيد» إلى إصراره على المشاركة فى محطة تحلية المياه بالمنصورة الجديدة، والانتقال من محافظته فى أقصى الصعيد إلى المشروع الجديد بالدلتا، لأنه «يشعر بأن عليه مسئولية كبيرة تتطلب منه إنجاز العمل بأفضل شكل». وأوضح: «أنا المسئول الوحيد عن تشغيل وصيانة جميع الوحدات الكهربائية فى المحطة، سواء اللازمة لتشغيل المعدات التى يستخدمها العمال، أو اللازمة لتشغيل المحطة ذاتها، بجانب حماية هؤلاء العمال من التعامل مع اللوحات الكهربائية كونها تحتاج إلى فنى كهرباء لديه خبرة واسعة فى المجال». وأضاف: «المشروع له أهمية كبيرة للبلد، ويفتح المجال لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للكثير من الشباب، ويساعدهم على اكتساب خبرات جديدة»، مختتمًا بقوله: «نحن نعمل بشكل يومى لتنفيذ المشروع على أرض الواقع، ولا راحة قبل الانتهاء منه فى أقرب وقت ممكن».


رئيس العمال: «رجالتنا ما بيعرفوش التعب»

قال حسن على، رئيس العمال فى المحطة، إن المشروع وفر العديد من فرص العمل للشباب من مختلف محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن جميع العمال والمهندسين الموجودين فى المحطة يتمتعون بخبرات كبيرة فى إنجاز مثل هذه المشروعات الضخمة، ما يجعل «الخير قادمًا مع الانطلاق الفعلى للمحطة».
وكشف «على»، وهو أحد أبناء محافظة قنا، ويبلغ ٣٣ عامًا، عن أن أهم مسئوليات وظيفته الحفاظ على سلامة جميع العاملين فى المحطة، والتأكد من تنفيذهم المهام اليومية بشكل سليم وناجح، حتى لا يتم التأخير يومًا واحدًا عن الوقت الذى حددته الجهات المسئولة المشاركة فى تحقيق وعود الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب.
وأضاف: «لن يقتصر المشروع على عدد العمال الموجودين حاليًا، وستوفر المحطة ١٠٠٠ فرصة عمل أخرى فى المراحل المقبلة، وذلك لتجهيز الموقع لأعمال الحفر والإنشاء، وصب المواد اللازمة للحفر والخرسانة»، مشددًا على أن هؤلاء العمال يعملون بضمير ولا يملون من العمل حتى الانتهاء منه فى الوقت المحدد، قائلًا: «رجالتنا ما بيتعبوش».
وأشار إلى توفير الشركة المنفذة وسائل نقل مريحة للتسهيل على العاملين، بجانب سكن مجهز بأفضل التشطيبات لضمان الراحة التامة لهم، كما أن جميع العاملين يتقاضون أجورًا مناسبة تكفى
احتياجاتهم هم وأسرهم.

الإنتاج 160 ألف متر مكعب يوميًا لخدمة 700 ألف مواطن

تخدم محطة تحلية المياه فى مدينة المنصورة الجديدة ٧٠٠ ألف مواطن عقب الانتهاء من تنفيذها، ويجرى إنشاؤها على مساحة ٢٤ فدانًا، وذلك بطاقة إنتاجية ١٦٠ ألف متر مكعب من المياه يوميًا، وبتكلفة إنشاء بلغت مليارًا و٤٠٠ مليون جنيه.
وينفذ المشروع على ٤ مراحل، الأولى التى يتم العمل فيها حاليًا، وتنتج ٤٠ ألف متر مكعب فى اليوم، ومن المقرر الانتهاء منها العام المقبل، وتعمل المحطة بنظام «التناطح العكسى» أو «RO»، وتم التعاقد على الأجهزة والمعدات التى ستستخدم فيها لاستيرادها من أوروبا والولايات المتحدة. وتضم المحطة ٣ أجزاء تبدأ بـ«المأخذ البحرى» لنقل مياه البحر عبر أنفاق تحت الأرض إلى وحدة التحلية التى ستعمل وفق أحدث النظم العالمية فى تحلية مياه البحر وإنتاج المياه الصالحة للشرب، فيما يجرى التخلص من جزئيات المياه المالحة بإلقائها فى البحر، مع توزيعها على بقعة واسعة حتى لا تعود للمحطة مرة أخرى أثناء مرحلة التعبئة، وجميع المراحل تتم آليًا دون تدخل بشرى لضمان عدم وجود أى ملوث للمياه.