رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حكايات من دفاتر الرجال".. كيف أصبحت المصرية الأولى عالميًا في ضرب زوجها؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

66% من الزوجات المصريات يتعرضن للعنف (ضرب انتهاك جسدي) من قبل أزاوجهن باختلاف الأسباب الاجتماعية والمادية، بحسب آخر إحصاء صدر من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية خلال عام 2017.

بيد أن تلك النسبة ربما تتحول خلال الفترة المقبلة، بعدما صعدت نسبة أقوى في إحصاء وُصف بالصادم من مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، والذي قال إن المرأة المصرية الأكثر اعتداء على أزواجهن في العالم بنسبة 28%.

تبعه تعليق من الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، الذي كشف عن أن المرأة المصرية هي الأولى عالميًا في ضرب الأزواج، وذلك من واقع إحصاءات محاضر الشرطة.

فهل بالفعل تبدّل الحال ودخلت الزوجة المصرية في حلبة الصراع الاجتماعية بضرب الزوج؟.. «الدستور» أجابت على ذلك في التقرير التالي من خلال سيدات يروين حكايات خاصة عن اعتدائهن على أزواجهن.

«شيماء عيد»، سيدة ثلاثينية، اعتدت على زوجها بالضرب الذي أفضى إلى كسور وقضية في المحكمة، ترى أن الأمر كان بمثابة دفاعًا عن النفس، وليس اعتداءً بدون سبب وأنها مُحقة فيما فعلته.

زواج «شيماء» الذي استمر 5 أعوام فقط أثمر عن طفل عمره عامان، والذي حدثت مشاجرة بسببه بينهم، بعدما اختلفا على المدرسة التي سيلتحق بها الصغير، فكانت تريد الزوجة أن تكون قريبة من منزل والدتها على عكس رغبة زوجها.

تقول: «بدأت الخناقة بمجرد كلام وشد، لحد ما ضربني بالقلم فاضطريت إني أشيل الكرسي وأحدفه بيه، جه على دماغي وأتصاب بجرح قطعي كبير، ولما وقع على الأرض حاول يقوم ويضربني لكن ضربته بعصا كان جنب الكرسي».

أصيب الزوج بكسور وتم حجزه في المستشفى 4 أيام، وطلق زوجته بحسب «شيماء»، مضيفة: «كان كل خوفي أنه يرد ليا العلقة ويسلط ناس عليا يضربوني فعملت محضر عدم تعرض».

الأرقام الرسمية وغير الرسمية الخاصة باعتداء المرأة المصرية على زوجها صادمة للغاية، حيث أن 66% من نسبة الدعاوى المرفوعة في محاكم الأسرة، و1500 دعوى قضائية أمام المحاكم من أزواج يتهموا أزواجهم بضربهم، بحسب مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة.

وتحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في ضرب الأزاوج بنسبة 28%، وتليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 23%، ويليها بريطانيا بنسبة 17% ثم الهند بنسبة 11%.

أما محاكم الأسرة، فقد أعلنت أن نسبة النساء اللواتى يضربن أزواجهن ويقفن أمام محاكم الأسرة طلبًا للطلاق والخلع، وصلت إلى 70% من إجمالي الدعاوى، كما سجلت مكاتب تسوية المنازعات في محاكم الأسرة، خلال عام 2018 ما يقرب من 3600 شكوى من الأزواج ضد زوجاتهم اللاتي تمارسن العنف ضدهم.

«منى عادل»، عشريينة، إحدى الزوجات التي اعتدت على زوجها بالضرب، ولكن لم يكن تلك المرة دفاعًا عن النفس بل هجومًا، بعدما اعتادت على انتقاده اللاذعة لها في كل شيء سواء الخاص بعلاقاتهم الزوجية أو ترتيبات المنزل.

في يوم أرهقت فيه الفتاه كثيرًا، مع ابنائها الاثنين وتجهيز المنزل، فعاد زوجها من عمله ينتقد كل شيء ملابسه وطعامه وتنظيف المنزل، ظلت الزوجة تسمع ولا تجيبه عن أي انتقاد قاله حتى فاض بها كما وصفت.

تقول: «كان نازل شتيمة وتهزيق فيا، وتريقة على كل حاجة، وأنا في المطبخ ومن متر الضغط والاحتمال حدفته بحلة حديد، جه عشان يضربني قمت زقيته وغيبته عن الوعي لأنه اتخبط في رأسه، ومحستش بنفسي وأنا بضرب فيه وبخربشه بضوافري».

تضيف: «جريت قفلت على نفسي الأوضة، واتصل باخواته وقالهم هاتو مأذون وانتو جايين وحكالهم، فاتصلت بأهلي خوفًا من أنه يضربني، ويومها اتطلقنا، لكن الأمور موصلتش لحد المستشفى».

الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، يرجع السبب وراء اعتلاء المرأة المصرية المرتبة الأولى عالميًا في الاعتداء على الأزواج، إلى تعرضها في الصغر لأنواع مختلفة من العنف والقيود.

يقول: «تولد المرأة فتتعرض للختان في كثير من الأحيان، وتجد أمها تزرع فيها فكرة أنها عورة وفتنة على المجتمع، وتجد الأب والأخ يمارسون عليها سلطات وقيود كنوع من فرض السيطرة فيتحول كل ذلك إلى كبت يخرج في العلاقة الزوجية التي قد تصل إلى حد الاعتداء على زوجها وإصابته بأي شئ.

منذ فترة مضت، صدحت محكمة الأسرة في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، بقضية آثارت عجب الكثيرون، حين قضت محكمة الأسرة بتطليق سيدة مع حرمانها من حقوقها المالية، مع إلزامها بدفع 10 آلاف جنيه للزوج كـ"بدل مهر".

حكم المحكمة استند على أن الزوج تعرض للضرب والعنف على يد زوجته، وأرفق في الدعوى التي رفعها ضدها تقارير طبية تثبت تعرضه للضرب على يدها؛ بسبب حالته المادية الضعيفة التي لا يد له فيها بحسب الدعوى.

وشكا الزوج من تعرضه للعنف على يد زوجته طوال مدة زواجهما التي تخطت 5 سنوات، وتحريكه دعوى ضدها بعد تعرضه للضرب، وإصابته بعاهة مستندًا لأقوال الشهود ومحتوى كاميرات العقار وتقارير طبية.

ليست كل الزوجات يعتمدن على أنفسهن في التعدي على الزوج، ولكن هناك سيدات ابتكرن طرق آخرى في ذلك، منهم «محاسن حلمي» 29 عامًا، تقطن في منطقة عابدين، والتي اعتدت على زوجها بالضرب برفقة عدد من أقاربها.

تقول: «بعد 5 سنين من الجواز، بدأت تجيلي رسايل من أرقام معرفهاش أن جوزي بيخوني، وكنت بطنش لحد ما اتبعتتلي صور ليه في يوم مع واحدة معرفهاش، وواجهته فأنكر واتصلت بأهالي وجم لحد البيت، يومها محستش بنفسي غير وأنا بضربه قدامهم وبحدف عليه أي حاجة في الشقة».

أصيب زوجها بجرح قطعي في الرأس، بعدما اعتدت عليه برفقة خالها واثنان من أشقائها في المنزل، وانتهى الأمر بالطلاق، وباتت حضانة الأطفال معها لكونهم لم يتعدوا السن القانوني لحضانة الأب.