رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيمتار: 350 مليون دولار استثمارات أجنبية في آبار عسران (حوار)

صورة من الحوار
صورة من الحوار


في ظل الاكتشافات البترولية والغازية التي تشهدها مصر في الوقت الحالي بفضل الدعم الكامل والمستمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير البترول والثروة المعدنية، أصبح قطاع البترول في مصر هو قاطرة التنمية الحقيقة، وتحول من قطاع خدمي إلى قطاع اقتصادي له مردود وعائد يساهم بشكل كبير وفعال في التنمية الاقتصادية.

وفي ظل التحديات التي تواجه هذا القطاع المهم؛ نجد أن هناك شركات بترول مصرية وأجنبية تدعم مصر في مشروعاتها الإنتاجية لتواكب هذا التطور التنموي وتساهم في عملية التنمية الاقتصادية في مصر.

واستطاعت شركة سيمتار إيجيبت للبترول، خلال فترة زمنية قليلة، أن ترفع إنتاجها من الزيت الخام إلى نحو أكثر من 2500 برميل يوميًا، ليصل إنتاج الشركة منذ نحو 10 سنوات إلى نحو 200 مليون برميل، كما تساهم الشركة في ضخ استثمارات كبيرة خلال الفترة الماضية، بلغت نحو أكثر من 350 مليون دولار.

واستطاعت مصر خلال 4 سنوات أن تضع نفسها على الخريطة العالمية في مجال الغاز، وأصبحت الشركات العالمية تقبل على العمل في مصر وضخ استثمارات، في ظل توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعمه المستمر للقطاع الذي ساهم في تشجيع وزيادة الاستثمارات بمجال البحث والاستكشاف، وتنمية الحقول المكتشفة، بما يعكس نجاح استراتيجية الدولة في تهيئة المناخ الجاذب، وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف عن البترول والغاز.

وكان وزير البترول والثروة المعدنية، أكد أن الفترة المقبلة ستشهد نشاطا مكثفا في أعمال البحث والاستكشاف والإنتاج بمنطقة البحر الأحمر والصحراء الغربية بعد الانتهاء من تقييم العروض المقدمة من شركات البترول العالمية للمشاركة في أول مزايدة عالمية للبحث والاستكشاف عن البترول والغاز بهذه المنطقة البكر والإعلان عن نتائجها بعد إغلاقها منتصف الشهر الحالي، بالإضافة إلى مشروع تجميع البيانات الجيوفيزيقية بالمناطق البرية المفتوحة بصعيد مصر والمخطط البدء في تنفيذه خلال العام المالي الحالي باستخدام تقنية جديدة تنفذ للمرة الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط، تمهيدا لطرح مزايدات جديدة للبحث عن البترول والغاز بهذه المناطق، مما يساهم في فتح آفاق جديدة لجذب المزيد من الاستثمارات وتوافد الشركات العالمية بهدف تحقيق اكتشافات جديدة تعزز وتعظم من إنتاج واحتياطي مصر من البترول والغاز.

ورصدت الحكومة المصرية استثمارات لقطاع البترول خلال الفترة من 2014 وحتى 2020 بقيمة 819 مليار جنيه.

"الدستور" التقت يورون رختين، الرئيس التنفيذي لشركة سيميتار إيجيبت للإنتاج المحدودة، والخبير العالمي في مجال البترول والطاقة في أفريقيا، والذي كان يعمل بشركة "شيل" في مصر منذ عدة سنوات سابقة لسنوات عديدة، حيث عمل منذ 2011 حتى 2014 وشاهد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر مؤخر، والذي أكد تفائله بمستقبل مصر الاقتصادي، وخاصة في مجال الطاقة والبترول في ظل قيادة الرئيس السيسي وقيادات البترول الحالية، من وزير البترول إلى رئيس الشركة العامة للبترول.. إلى الحوار:
- كم تبلغ حجم استثمارات الشركة وكيف استحوذت انبكورت على سيمتار في مصر؟
في البداية سنتحدث عن سيمتار، حيث بدأت الشركة في أعمال تنمية حقل عسران بالصحراء الغربية، التابع لمنطقة امتياز الشركة العامة للبترول، وذلك عن طريق توقيع اتفاقية مع الشركة العامة وتختلف هذه الاتفاقية عن باقي اختلافات البترول في مصر، بالإضافة إلى أن حقل عسران ينتج خام ثقيل من أثقل أنواع الخام على مستوى العالم، ومن أصعب عمليات الاستخراج للنفط في مصر، حيث يتم حقنه بالبخار من أجل إسالته وسيره في المواسير، ويعد حقل عسران هو الحقل الوحيد في مصر، الذي يتم التعامل معه بالطرق التبخرية لثقل الخام.

أما الأخبار السارة بالنسبة للحقل فهو الاحتياطيات المؤكدة من الحقل على أكثر من 200 مليون برميل زيت خام، ولكن استخراجه يكلف الشركة أموالا طائلة، وهذا تحدى فريد من نوعة بالنسبة للشركة، ولذلك يعتبر إنتاج الشركة من الحقل متواضع إلى حدا ما.
- كم يبلغ حجم الإنتاج الحالي من حقل عسران؟
كان حجم الإنتاج خلال الثلاث سنوات الماضية وصل إلى نحو من 2500 برميل إلى 3000 برميل يوميا، وحاليا نعمل على دخول تكنولوجيا جديدة من خلال ضخ استثمارات جديدة، وهذا بسبب أن حقل عسران يحتاج إلى تكاليف عالية لاستخراج كميات كبيرة من الزيت الخام مقارنة بالحقول الأخرى في مصر التي لا تحتاج إلى نفس التكاليف لاستخراج الزيت لكونه خام خفيف.

- ولماذا استحوذت شركة انبكتور كابيتال على حقل عسران وسيمتار؟
حينما تم عرض حقل عسرات للبيع، استحوذت شركة انبكتور كابيتال على الحقل؛ لأنها كانت ترى أنه هذا الحقل من الممكن أن يحدث به عملية تنمية، لأنه ما زال به مخزون استراتيجي هائل، ولم يتم تنميته بالشكل الكافي، كما أن تحسن الاستثمار المصري، وخاصة في قطاع البترول، تحت قيادة وزير البترول، والقيادة السياسية في مصر، جعل شركة انبكتور تستحوذ على الحقل من خلال شركة سيمتار.

- ما هي الخطط المستقبلية للشركة وحجم الاستثمار في مصر؟
نحن الآن نستخدم طرق مختلفة لحفر الآبار، لأن الآبار كانت في البداية يتم حفرها عمودية، مما كانت تتكلف الكثير من الأموال بالإضاف إلى المجهود الشاق في عملية الحفر، أما الآن فيتم عمل الحفر بالطرق المائلة أو رأسية وذلك لزيادة عملية الإنتاج وتقليل التكاليف، وبالفعل بدأنا في ذلك منذ أيام من خلال حفر أول بئر بالطريقة المائلة كاختبار ثم نقوم بعملية التبخير، وإذا نجحت هذه الطريقة سيتم حفر عدد كبير من الآبار بهذه الطريقة، وحاليا تعد الشركة خطة الحفر للعام القادم، وبعد ذلك يتم تحديد حجم الاستثمارات القادمة بناء على نتائج حفر البئر الأولى، أما عن استمرارية العمل فقامت الشركة بضخ استثمارات أولية بقيمة 25 مليون دولار لزيادة الإنتاج من الآبار الموجودة بالفعل في الحقل، ثم ستقوم الشركة بضخ ضعف المبلغ تقريبا في حالة نجاح تجربة الحفر في البئر الأولى
- كم يبلغ عدد العمالة بالشركة؟
نحن لدينا نحو 500 عامل وموظف بالحقل حاليا، بخلاف العمالة الغير المباشرة، وعدد العمال الجانب قليل جدا مقارنة بعدد العمالة المصرية بالحقل، وأنا فخور جدا بالعمالة المصرية، بالإضافة إلى عدد كبير من المقاولين برأس غارب.

- وما هو المتوقع من الإنتاج في حالة نجاح تجربة الحفر المائل والتبخير؟
من المتوقع زيادة إلى ضعفين الإنتاج الحالي، الذي وصل اليوم أكثر من 2500 برميل يوميا، وذلك من خلال تقسيم الحقل إلى بلوكات وخطة التنمية، بالإضافة إلى تشغيل عمالة جديدة خلال الفترة القادمة، كما تم إنتاج أكثر من 22 مليون برميل من الحقل خلال السنوات الماضية، وبالمقارنة بالاحتياطي المؤكد بالحقل تصل نسبة الإنتاج 22 مليون برميل إلى نحو 2% من الاحتياطي، وانه باستخدام التكنولوجيا المناسبة في أعمال الحفر والاستثمارات الجديدة سنصل إلى إنتاجية 20% من الاحتياطي الموجود بالحقل قريبا، وسيتم تحديد الموعد بعد الانتهاء من التجارب، ومن المتوقع أن يصل احتياطي الحقل إلى نحو 200 مليون برميل.

- كم يبلغ نصيب الشركة من الانتاج؟
أولا إنتاج الزيت الثقيل تختلف عن أسعار الزيت الخفيف، وأن برميل الزيت الثقيل يكلف نحو أكثر من 20 دولارا، وإذا كان خام برنت 60 دولار تحصل الشركة على 40 دولارا فقط منها 20 دولار تكلفة، والشركة تحصل على نسبة 70% من الإنتاج وهذا بناء على سعر "برنت" وكمية الإنتاج.
- ما هي أهم العقبات التي تواجه عمل الشركة؟
نحن معظم تعاملنا مع الشركة العامة للبترول وهو تعامل مثمر بنّاء، ومقارنة بنحو 5 سنوات ماضية يوجد الآن تحسن كبير جدا من ناحية الإنتاج والتنمية بدعم وتعاون الشركة العامة للبترول، ومن أهم التحديات التي تواجه الشركة هي أن سيمتار هي الشركة الوحيدة التي تنتج الزيت الثقيل في مصر، حيث لا يوجد خبراء كثيرين في هذا المجال في مصر، ولذلك تضطر الشركة لجلب خبراء أجانب من الخارج، وكذلك المعدات، وذلك لعدم وجود هذه المعدات والآلات في الأسواق المصرية، كما أن عملية الاستيراد لهذه المعدات من الخارج تأخذ وقتا كبيرا حتى تدخل الحقل، مما قد يعرضنا لخسائر يوميا من تعطل عملية الإنتاج، كما أنه يوجد تحدى آخر، وهو الخصم الذي يتم على 20 دولارا، وهذا يؤثر على إيرادات الشركة، كما أن الجمارك تعيق دخول المعدات والآلات وذلك بسبب طوال الوقت.

- هل تختلف اتفاقية سيمتار مع الشركة العامة للبترول عن الشركات الأخرى؟
نعم كل منطقة تختلف عن الأخرى في الاتفاقيات فتختلف حقول الغاز عن الزيت الخام، وكذلك تختلف اتفاقيات الزيت الخام عن الزيت الخفيف، وهذا في صالح الحكومة المصرية ومن الحكمة أن تختلف الاتفاقيات عن بعضها حسب المنطقة.

- لماذا لم تدخل الشركة في المزايدات التي طرحتها وزارة البترول في الصحراء الغربية أو البحر الأحمر للبحث عن الزيت والغاز؟
أولا لم يمر على شركة انبكتور كابيتال على استحواذها لشركة سيمتار إلا عدة شهور قليلة، ولذلك تركز الشركة حاليا على عملية الإنتاج والتنمية من حقل عسران، ومن المؤكد أن تنظر الشركة إلى فرص جديدة والدخول في مزايدات في المستقبل، وحاليا يتم تصدير الزيت الخام عن طريق الشركة العامة للبترول.
كم يبلغ عدد الآبار المنتجة الموجودة بحقل عسران؟
يوجد نحو 400 بئر في حقل عسران، منهم نحو 100 بئر فقط يتم الإنتاج منهم، وباقي الآبار يتم حاليا وضوع خطط تنمية لبدء الإنتاج منهم.

- كم حصلت مصر من مستحقات وعائد لها من الإنتاج من حقل عسران حتى الآن؟
أولا الاستثمار الأجنبي بيأخذ كل المخاطرة التي يقوم بها أثناء عمليات الحفر والتنمية، ومعظم الأرباح تحصل عليها الحكومة المصرية، وأيضا الشريك الأجنبي يحصل الآن على نسبة عادلة من الإنتاج، ومع كل ذلك تم ضخ نحو 350 مليون دولار استثمارات أجنبية لحفر وتنمية آبار حقل عسران.

- كيف ترى مستقبل البترول والغاز في مصر؟
مصر لديها إمكانيات هائلة في مجالات الغاز والزيت الخام، كما لديها مستقبل باهر في البحر المتوسط والبحر الأحمر والصحراء الغربية وخليج السويس، وأن منطقة البحر الأحمر لم يتم تنميتها بالطريقة المثلى وبها إمكانيات كبيرة من الغاز والزيت، كما يوجد صعيد مصر أيضا به إمكانيات هائلة من الثروات البترولية.
- كيف ترى مستقبل النفط في ظل الصراعات الجيوساسية التي تقودها أمريكا مع الصين وإيران؟
أسواق النفط تحتاج إلى قيادة حكيمة ومستقرة، ولكن يوجد بالفعل عدم استقرار بالمنطقة سيؤثر على الاستقرار العالمي بسبب الحروب التجارية وأسعار النفط، وبالتالي في حالة عدم وجود استقرار في أسعار النفط سيؤثر على جميع الشركات العاملة في مصر بطريقة مباشر أو غير مباشرة، ولكن في تلك الأحوال مصر آمنة بالنسبة للأحداث السياسية الخارجية بشأن النفط ومستقرة اقتصاديا، وذلك بفضل القيادة الحكيمة فى مصر.

- ما رأيكم في المزايدات الأخيرة التي طرحتها مصر للبحث عن الغاز والبترول بمنطقة البحر الأحمر؟
كما قلت قبل ذلك، إن مصر أصبحت الآن أمنة نفطيا، وخاصة بعد ترسيم حدودها مع المملكة العربية السعودية، وأن البحر الأحمر به مناطق واعدة بالاستكشافات البترولية، وذلك بناء على المسح السيزمي التي قامت به شركات عالمية بالمنطقة على أكثر من 10 بلوكات.
- ما هي أهم الدول التي تنتج نوعية الزيت الخام الثقيل الموجود في حقل عسران؟
هي بلاد قليلة جدا التى تنتج نوعية الزيت الثقيل مثل فنزويلا، كندا، عمان، ولكن نوعية الزيت فى حقل عسران اثقل من خام هذه الدول.

- ما هي وجبتك الغذائية المفضلة في مصر؟
وجبتي المفضلة هي الكشري الحار وأيضا المشويات، وأتمنى أن ارى القاهرة جميلة أكثر من ذلك، وإزالة القمامة من الشوارع، وكذلك تنظيم حركة السير للسيارات، وأن تكون هناك شبكة مواصلات عامة جيدة لأن مصر بها عدد كبير جدا من السيارات، واثق تماما في رؤية وقيادة الرئيس السيسي لمصر.

معلومات وأرقام
تم التعاقد مع شركة سيميتار كمقاول تنمية الزيت الثقيل بحقل عسران في 4 نوفمبر 1998 بهدف التعجيل بمعدلات الإنتاج وتعظيم الاحتياطي القابل للتنمية من خلال محاور التنمية المختلفة والقابلة للتطبيق طبقا للتقنيات الحديثة في مجال إنتاج الزيت الثقيل عالي اللزوجة، وتحسين حصيلة الإنتاج من مكامن الحقل.

وتم تجربة الحقن بالبخار بتاريخ 2001-7-30 وأعطت نتائج إيجابية، وتم إعلان التنمية التجارية للمشروع بتاريخ 2001-10-18.