رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصيلة اجتماعات مدبولى فى واشنطن.. 20 لقاء سياسيًا واقتصاديًا

جريدة الدستور

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نحو 20 لقاءً في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الخمسة أيام المنتهية اليوم، تنوعت بين لقاءات بالكونجرس الأمريكي وأخرى بالبنك الدولي وبعض الشركات، ما دعا الخبراء والمتابعين لوصفها بالزيارة بالاقتصادية والسياسية.

وفى مستهل الزيارة التقى رئيس الوزراء، كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، ونقل لها رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتطلع لاستمرار علاقات التعاون مع الصندوق خلال الفترة المقبلة من أجل الحفاظ على مُكتسبات برنامج الإصلاح الاقتصادى، ونقل لها توجه الحكومة الرامي لتعزيز مشاركة القطاع الخاص فى جهود التنمية والبناء والإنتاج وأن يتولى قيادة قاطرة التنمية فى البلاد.

وطلبت كريستالينا جورجييفا من مدبولي نقل تحياتها وتهانيها للرئيس السيسى على النجاح المذهل الذى حققه برنامج الإصلاح الاقتصادى فى ظروف لم تكن سهلة، وقالت إن مصر نموذج لامع للدول التى طبقت برنامج إصلاح قوى وناجح، بات نموذجًا يسعى الصندوق لاحتذائه مع دول العالم التى ترغب فى تبنى برامج إصلاح اقتصادى، وأكدت انبهارها بحجم الالتزام الكبير من جانب رئيس الجمهورية والحكومة للقيام بكل ما من شأنه تحقيق التطوير المنشود فى مصر.

والتقى رئيس الوزراء، مع مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، وعبر الأخير عن مدى اعتزازهم بمصر، قائلا: "لا توجد سوى مصر واحدة فى العالم، ونحن نقدر العلاقات معها لأقصى حد ونتطلع لتعزيز هذه الشراكة فى المستقبل".

وكشف نائب الرئيس الأمريكى لمدبولي عن زيارته التي قام بها لتركيا لإيجاد حل للمشكلة التى تسبب فيها دخول القوات التركية للأراضى السورية، وأكد مدبولى لـ«بنس» موقف مصر الثابت والراسخ من رفض أى انتهاك للأراضى السورية وإدانة العدوان التركى والتحذير من العواقب الوخيمة له.

ثم التقى مدبولى، ريك بيرى وزير الطاقة الأمريكي، وأعرب الأخير عن سعادته بالتعاون المتنامي مع مصر فى مجال الطاقة، مشيدًا بما يشهده فى مصر من تطور، تلاه لقاء لـ رئيس الوزراء يلتقى رئيس مؤسسة التمويل الدولية "آدم بوهلر"، والذي أشاد خلال اللقاء بنجاح تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى، وما تمتلكه مصر من مميزات عدة فى مقدمتها القوة البشرية والموقع الجغرافي المتميز، وما تتمتع به من استقرار وأمان.

بعدها التقى "مدبولي"، وزعيم الأقلية الجمهورية بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى "مايكل ماكول"، حيث أكد الأخير أن مصر ستظل شريكًا محوريًا لا غنى عنه للولايات المتحدة، وأشاد بالرئيس السيسي قائلا: يتمتع بالرؤية والقيادة.

وعلى هامش الزيارة شارك مدبولي فى غداء عمل استضافته غرفة التجارة العربية الأمريكية، تحت عنوان "الفرص البازغة فى مصر"، وأشار مدبولي خلال استضافته إلى أن السوق المصرية واعدة والاستثمار فى مصر يتيح فرصًا للتصدير إلى أقاليم عدة من خلال اتفاقيات التجارة الحرة التى تربط بين مصر بدول العالم.

وألقى رئيس الوزراء كلمة موجزة تطرق خلالها إلى أهم الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، والحوافز التى تمنحها مصر للمستثمرين، مستعرضًا كذلك أهم النجاحات الاقتصادية التى حققتها الحكومة المصرية، خاصة خفض العجز الكلى للموازنة، وتراجع معدل التضخم لأدنى مستوى له منذ سنوات، وتخفيض معدل البطالة.

بعدها التقى مدبولى مع ويلبر روس، وزير التجارة الأمريكى، وقال له إن الحكومة المصرية مستعدة لبحث تقديم الحوافز الاستثمارية الممكنة من أجل استقطاب الشركات الأمريكية.

وتم خلال اللقاء استعراض جوانب العلاقات التجارية بين مصر والولايات المتحدة، ومجالات التعاون التى يمكن تعزيزها خلال الفترة المقبلة، والتى تشهد زخمًا فى العلاقات السياسية، ويجب أن يواكبه تطوير مواز على مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية.

كما شهدت الزيارة لقاءً جمع مدبولي مع ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولى، وقال مدبولي للأخير إن الحكومة المصرية تولى أهمية خاصة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى واستمرار خطط إصلاح القطاع الصناعى ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

فيما أشاد رئيس البنك الدولى بحرص مصر على تدشين برنامج دعم فنى مع صندوق النقد الدولى، بما يحافظ على النجاحات الاقتصادية التى تحققت ويسهم فى تعزيز انخراط المؤسسات الدولية فى كل مجالات التنمية فى مصر.

تلاه لقاء لرئيس الوزراء مع ستيفين منوشين، وزير الخزانة الأمريكي"، حيث أعرب الأخير عن سعادته بالتعاون المتنامي مع مصر، ووصف ما تم تحقيقه فى الإسكان الاجتماعى بمصر بأنه إنجاز مبهر.

كما التقى مدبولي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وزعيم الأقلية الديمقراطية باللجنة، وأكد مدبولى خلال اللقاء، إدانة مصر العدوان الصارخ على وحدة الأراضى السورية، محذرًا من العواقب الوخيمة التى سوف تترتب على هذا العدوان.

وردًا على سؤال بشأن سد النهضة، قال مدبولي إن نهر النيل شريان حياة للمصريين والشعب المصري لن يقبل أن يتم المساس بحقوق مصر فى مياه النيل.

أيضا استقبل مدبولي، "كيمبرلي ريد"، رئيس بنك التصدير والاستيراد الأمريكي، وأعرب الأخير عن تطلعهم للعمل مع مصر خلال الفترة القادمة من أجل تعزيز فرص الشركات الأمريكية في السوق المصرية، وطرح مدبولي دراسة مجالات التعاون في تحلية المياه والربط الكهربائي ودعم دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.

والتقى مدبولي بعدها رئيس شركة أباتشى الأمريكية، ودعاه لزيادة حجم استثمارات الشركة فى مصر، وكشف جون كريستمان عن خططهم لزيادة أنشطتهم واستخدام أحدث الطرق التكنولوجية فى البحث والاستكشاف، فيما أثنى رئيس الوزراء على التعاون القائم مع شركة أباتشى للبترول، معربًا عن تطلعنا لزيادة حجم استثمارات الشركة فى مصر.

وأكد رئيس شركة أباتشى: أن الشركة تنظر إلى قطاع البترول فى مصر نظرة مستقبلية واعدة، لا سيما فى ظل التطور الكبير الذى شهده هذا القطاع خلال السنوات الماضية، مضيفًا أن "أباتشى" لديها خطط لزيادة أنشطتها فى مصر، واستخدام أحدث الطرق التكنولوجية فى البحث والاستكشاف.

ووجه رئيس أباتشى الشكر إلى مصر على دعمها ومساندتها الشركة، وتذليل أى صعوبات تواجهها.

وعلى شرف مدبولي نظمت غرفة التجارة الأمريكية بواشنطن، عشاء عمل، وجه خلاله "جون كريستمان" رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، الشكر إلى الرئيس السيسي على تدشينه إصلاحات اقتصادية غير مسبوقة وضعت مصر على خريطة الاستثمار العالمي، وجعلتها مقصدًا جاذبًا للأعمال.

فيما دعا مدبولي المستثمرين الأمريكيين لضخ استثماراتهم بمصر قائلاً: الحكومة المصرية على أتم الاستعداد لحل أي مشكلة تواجه الاستثمارات الأمريكية في مصر، وأوضح لهم أننا انتقلنا من اقتصاد ضعيف بعد ثورتين إلى اقتصاد قوى وصاعد ينظر له الجميع بعين الاعتبار، غير أن الحكومة تعمل على تشجيع وتعزيز مشاركة القطاع الخاص بشكل فاعل في النشاط الاقتصادي، اقتناعًا بدوره في تحقيق التنمية والحفاظ على استدامة النمو.

بعدها التقى رئيس الوزراء بنائب رئيس شركة بوينج الأمريكية، وتم خلال اللقاء استعراض جوانب التعاون بين مصر، ممثلة فى شركة مصر للطيران، وشركة بوينج، لا سيما فى ضوء الخطة الطموحة التى تتبناها الحكومة لتحديث أسطول مصر للطيران، وآخرها انضمام طائرات طراز "دريملاينر" إلى أسطول الشركة، من أجل دفع خطط التطوير الجارية، والتى أسهمت فى تحسين الوضع المالي والتنافسي لمصر للطيران.

كما تطرق اللقاء إلى إمكانية تدشين تعاون بين بوينج ووزارة الاتصالات فى مجال التطوير التكنولوجي والسوفت وير.

كما التقى رئيس الوزراء رئيس شركة Adtran الأمريكية المتخصصة فى مجال الاتصالات، ورحب مدبولي بالتعاون القائم مع الشركة فى العاصمة الإدارية، وقال لرئيس الشركة إننا نتطلع لقيام الشركة بالاستثمار المباشر فى مجال إنتاج وتصنيع مهمات الاتصالات المختلفة.

كما التقى مدبولي الرئيسين المشاركين لمجموعة أصدقاء مصر بمجلس النواب الأمريكي، بحث معهما ملفى العدوان التركى على الأراضى السورية وسد النهضة، وأكد النائبان دعمهما القضايا التى تهم مصر فى مجلس النواب.

واختتم مدبولي لقاءاته في واشنطن باستضافته في معهد الشرق الأوسط بواشنطن لعقد جلسة نقاشية، حيث قال مدبولي خلال الاستضافة: إن الرئيس السيسى تسلم الحكم فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة كانت تنذر بانهيار اقتصادى محتوم، ورغم كل ذلك نفذت مصر أفضل برنامج إصلاح اقتصادى فى تاريخها، وقال أيضًا إن معدلات التضخم والبطالة انخفضت، وارتفع الاحتياطي النقدي، وتم التعامل مع قضايا تاريخية معقدة تتعلق بترشيد الدعم واتخذت الحكومة ضوابط مالية صارمة لتخفيض عجز الموازنة.

وأشار مدبولي خلال كلمته إلى أن مصر لم ولن تقف ضد جهود التنمية فى حوض النيل، وفى الوقت ذاته لن تقبل مطلقًا أن يتم المساس بحقوقها فى المياه، واختتم بـ"لولا برامج الحماية الاجتماعية المتنوعة التى تبنتها الحكومة لارتفع معدل الفقر فى البلاد إلى مستويات قياسية".