رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيهانوك ديبو: تركيا هاجمت سجنًا يضم عناصر داعشية.. وشمال سوريا ستكون «مقبرة العثمانيين»

جريدة الدستور


ثمَّن عضو مجلس سوريا الديمقراطية، سيهانوك ديبو، الموقف المصرى من العدوان التركى الغاشم على شمال سوريا، مؤكدًا أنه دائما ما تكون مواقف مصر سريعة ومؤثرة. وقال «ديبو»، فى حواره مع «الدستور»، إن أعضاء المجلس قدموا إلى مصر من بروكسل بعد عقد لقاءات مع الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، والاتحاد الأوروبى، مشددًا على أن موقف أوروبا داعم لقضيتهم. واعتبر أن الموقف الأمريكى، بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من مواقعها بشمال سوريا، بمثابة «طعنة فى الظهر»، مشددًا على أن أراضى الشمال السورى ستكون مقبرة للغزاة العثمانيين مثلما كانت اليمن قديمًا.


■ ما تقييمكم للموقف المصرى من العدوان التركى على مناطق شمال سوريا؟
- الموقف المصرى منذ الساعات الأولى لشن العملية العسكرية التركية الغاشمة على شمال سوريا كان متميزًا وواضحًا، وهو ما يذكرنا بالموقف المصرى منذ البداية عندما شنت تركيا هجومها الغاشم على منطقة عفرين، ودائمًا مصر مواقفها سريعة ومؤثرة. والآن لاحظنا أن هناك تلمسًا مصريًا واضحًا لمدى خطورة الوضع، وما تحمله مخططات «أردوغان» للمنطقة، وجئنا إلى القاهرة بدعوة رسمية من وزارة الخارجية لنا فى مجلس سوريا الديمقراطية، ولبينا هذه الدعوة والتقينا معالى الوزير سامح شكرى.
■ لماذا قرر أردوغان بدء هذه العملية الآن؟
- «أردوغان» يحاول إلهاء الداخل التركى من أجل توجيه الأنظار إلى خارج تركيا، عن طريق تحقيق بعض المكاسب من خلال عملية عسكرية، تحت المسوغات والحجج الواهية التى ليس لها أى أساس من الصحة، بالإضافة إلى محاولته الحثيثة إحياء تنظيم داعش، وشاهدنا التزامن بين شن العملية العسكرية وتفجيرات بجوار السجون فى محاولة لإعادة تنظيم «داعش» مرة أخرى للحياة، كما أنه يهدف إلى نشر التطرف بالمنطقة، فمخططاته لا تهدف فقط إلى تقسيم سوريا، لكن هذه التهديدات سوف تشمل عددًا من الدول الأخرى.
وأكدنا، خلال لقائنا وزير الخارجية أن هذه المقاومة مشروعة وتؤكدها القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحق الدفاع المشروع، وأكدنا ضرورة إنقاذ العملية السياسية السورية ومشاركة مجلس سوريا الديمقراطية فى العملية السياسية.
■ هل يمكن أن نتحدث بشكل أوسع عن محاولة أردوغان إحياء «داعش»؟
- دعنى أضرب لك أمثلة: استهداف تركيا سجن «جاركين»، ويضم إرهابيين من «داعش» من أكثر من ٦٠ دولة، ويضم أخطر قيادات التنظيم الإرهابى، هذا القصف أدى إلى هروب بعض القيادات، بالإضافة إلى تحريضها الخلايا النائمة للقيام بعمليات تفجير أمام سجن «غويران» فى الحسكة، وما يحدث فى المخيمات وهروب نساء داعشيات، والجميع شاهد هذه الفيديوهات.
وهذه المناطق قبل تحريرها منذ العام ٢٠١٥، على يد قوات سوريا الديمقراطية، لم تشكل أى تهديد أمنى لتركيا، وعندما تم تحريرها بمكونات سورية وبأشخاص سوريين ولهم مطلب بالحفاظ على الأراضى السورية والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضى السورية شكل لتركيا خطرًا على أمنها القومى.
والعصا السوداء أو الغليظة التى تستخدمها تركيا هى تنظيم داعش الإرهابى والغطاء السياسى لداعش وللإخوان المسلمين هى تركيا نفسها.
■ هل هناك أهداف أخرى وراء العمليات التركية؟
- الهدف هو تقسيم وضم أكبر قدر من المساحات الجغرافية فى شمال سوريا وفى شرقها، وصولًا إلى أراضى العراق، هذه هى المرحلة الأولى، وقد تكون المرحلة الثانية قفزها لتهديد الأمن والاستقرار فى الخليج العربى، فنحن نلاحظ أن تركيا تتدخل بشكل سافر فى شئون الدول العربية وفى شئون مصر الداخلية لتغذية تنظيم الإخوان الإرهابى، بالإضافة إلى ما يحدث فى ليبيا وتهديدها للمنطقة بالكامل.
وهذه الأمور تشكل خطورة على الاستقرار العربى، لذلك يلزم أن ننظر إلى الموقف العربى الموحد كبداية إيجابية يجب أن تتبعها خطوات فعلية، وأن تشكل ضغطًا أكبر من أجل تكرار هذه الخطوة وتحجيم السلطان أردوغان وإنهاء هذه العمليات العدوانية.
■ إلى أى مدى أنتم مستمرون فى التصدى للعدوان التركى؟
- لا خيار أمامنا إلا أن نمارس سوريتنا، وأن نظهر للعالم أجمع بأننا سوريون وأن لدينا الحق ولدينا الواجبات، ومن حقنا أن تُحل الأزمة السورية، متوسعة على جميع الفصائل والمكونات، ومثلما كانت اليمن هى مقبرة العثمانيين، مصرون أن تكون شمال سوريا هى المقبرة العثمانية الجديدة.
■ ما تعليقكم على الموقف العربى؟
- الموقف العربى واضح وصريح، لكن الدول العربية ينتظر منها المزيد من الأفعال والخطوات فى مثل هذا المجال، ونحن نطالب الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا وإنهاء أى شكل من الأشكال الاقتصادية من أجل وقف هذا العدوان.
■ هل طالبتم الدول العربية بدعمكم بالسلاح أو الأموال؟
- يلزمنا دعم سياسى ومشاركة مجلس سوريا الديمقراطية فى العملية السياسية فى سوريا وعدم استبعادها من اللجنة الدستورية، وطالبنا بهذه المسائل أكثر من دعمنا بالسلاح، ونعتبر أنفسنا مع أغلب البلدان العربية شركاء، فأغلب الدول العربية أعضاء فى التحالف الدولى ضد الإرهاب، ولن نجدد الشراكة لأننا شركاء بالفعل، يلزمنا فقط أن تكون هناك مواقف فاعلة وعاملة توقف هذه العملية العسكرية وهذه المجازر بحق شعب شمال سوريا.
ونقدر موقف المملكة العربية السعودية فى إيجاد حل للأزمة السورية، ونقدر موقفها الرافض لهذا الغزو التركى، لكن يجب أن يكون هناك انفتاح أكبر بشكل رسمى على تجربة الإدارة الذاتية وإتاحة الفرص أمام مجلس سوريا الديمقراطية كى يعبر عن حقيقة مشروعه السورى.
■ هل هناك موافقة من الدول العربية لمطالبكم؟
- إذا ما استثنينا قطر، فإن كل البلدان العربية متفهمة لموقفنا وتدعم قضيتنا العادلة.
■ كيف ترى الموقف القطرى الداعم للعدوان التركى؟
- قطر متورطة وراعية للتنظيمات الإرهابية ماديًا، وهى الممولة المادية لعملية الغزو التركى، وهى تغرد خارج السرب العربى وتشبه الأجير بيد السلطان العثمانى.
■ هل تواصلتم مع أى دولة؟
- بالتأكيد، فمجلس سوريا الديمقراطية قدم إلى مصر من بروكسل، وحظى بعدة لقاءات مع الرئيس الفرنسى ومع المفوضية الأوروبية ومع الاتحاد الأوروبى ومع بعض الدول والعواصم الغربية، ولن نتوانى عن طرق جميع الأبواب من أجل وقف هذه العمليات.
■ هل لمستم استجابة من هذه الدول لدعم مطالبكم؟
- هناك استجابة من جميع الدول، فجميع الدول الأوروبية أبدت مواقف رسمية تدين هذه العملية وننتظر منها أفعالًا وتحركًا سريعًا على صعيد مجلس الأمن.
■ هل طلبتم منهم دعمكم بالسلاح؟
- لا نحتاج لمثل هذه الأمور، لكن نحتاج إلى مواقف تمنع هذه الهجمة على الأراضى السورية، ونحتاج إلى مشاركة مجلس سوريا الديمقراطية فى العملية السياسية، وتمثيلها وفق ما تمثله على الأرض السورية والجغرافيا السياسية وهى ٣٠٪ فى اللجنة الدستورية، ونحتاج لحشد أكبر لوقف هذه العملية.
■ كيف ترى الموقف الأمريكى فى الوقت الحالى؟
- الموقف الأمريكى بمثابة طعنة فى الظهر، فأمريكا متواطئة حتى لو عادت وقررت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لن تمنح الضوء الأخضر للعملية العسكرية التى تقوم بها تركيا فى شمال سوريا، فما نراه وما نتلمسه أنه ضوء أخضر أمريكى لتركيا لشن مثل هذا العدوان.