رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدينتنا والصرف الصحى




تعانى مدينتنا فى وسط الصعيد من مشاكل متعددة، أهمها مشكلة الصرف الصحى، وهى مشكلة قديمة تعانى منها مدينتنا مع مدن أخرى كثيرة، والغريب أن هناك قرى عديدة فى مصر تتمتع بخدمات الصرف الصحى، يرجع ذلك فى الأساس الأول إلى المراكز السياسية والاجتماعية لبعض الأهالى، حيث كان الأمر يتم باستخدام النفوذ لتوصيل تلك الخدمة.
بدأ العمل فى تركيب مواسير الصرف الصحى فى مدينتنا فى منتصف التسعينيات ومضى على عملية التركيب أكثر من خمسة وعشرين عامًا، وتم انتهاء الأعمال بالجزء الغربى لمدينة ديروط، وطلب تسليمه لشركة المياه، واستكمال الأعمال بعداية الإبراهيمية والسكة الحديد لربط الجزء الشرقى، الذى تم الانتهاء من محطات الرفع وشبكات الانحدار به. وجارٍ التنفيذ فى خط السيب النهائى لمحطة معالجة صرف صحى ديروط، حيث بلغت نسبة التنفيذ به ٩٢٪، ومن المنتظر إنهاء الأعمال بمشروع صرف صحى ديروط وخط السيب النهائى ودخوله الخدمة.
وهناك خطورة لمياه الصرف الصحى على المنشآت الخرسانية بسبب وجود الغازات المتكونة من الفضلات العضوية والمواد الكيميائية، وهى غاز الميثان وغاز كبريتيد الهيدروجين، المنبعثة منها، فتؤدى إلى تآكل الخرسانة المشيدة بها غالبية بيوت المدينة ومنشآتها. وتعتبر مياه الصرف الصحى سببًا من أسباب عديدة ومختلفة قد تؤدى لانهيار المبانى بشكل جزئى أو كلى، أو تؤدى إلى تقصير عمرها الافتراضى، بحيث يتوجب إخلاؤها فى أقرب وقت، وقد تتعرض الأساسات للتآكل واختلاط مواد كيميائية مختلفة بسبب وجود مياه أسفل المبنى، تؤدى لتفاعلات مع الحديد والخرسانة، ووجود الماء وحده يسبب صدأ وتآكل الحديد، أضف إلى ذلك ما تسببه المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى أو المياه الناتجة عن التسرب من تلف بالتمديدات والبيارات القريبة.
تعددت تصريحات المسئولين الكاذبة بشأن هذا المشروع المتعثر، وكان آخرها ما صرح به فى ٢٨ يناير ٢٠١٨ المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط أنذاك، من أهمية الانتهاء من المشروعات الخدمية بالمراكز والقرى فى الوقت المحدد لها سابقًا، طبقًا للبرامج الزمنية الموضوعة. انتقد محافظ أسيوط- خلال الاجتماع- عدم الانتهاء من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى فى المواعيد المحددة مسبقًا، مطالبًا برفع تقرير دورى عن الموقف التنفيذى لجميع الأعمال الإنشائية، التى يتم تنفيذها أولًا بأول، وأكد المهندس محسن الحسينى، رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط، الانتهاء من مشروع محطة الصرف الصحى، الذى يخدم مدينتى الغنايم وصدفا فى ٣٠ مارس ٢٠١٨، والانتهاء من مشروع محطة مياه الشرب بمدينة ديروط فى ٢٠ فبراير ٢٠١٨.
نحن الآن فى أكتوبر ٢٠١٩، والحال على ما هو عليه، ولم يتم تنفيذ شىء.
خطورة الأمر أن مياه الصرف الصحى المعروفة بالمياه السوداء، قد ملأت شوارع المدينة، بعد أن قام بعض الأهالى بتوصيل منازلهم خلسة بمواسير الصرف الموجودة فى الشوارع. والتى من الممكن أن تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة، نظرًا لاحتوائها على الكثير من البكتيريا والطفيليات والفيروسات، هذا إلى جانب وجود الكثير من المواد السامة والمعادن الثقيلة التى تستخدم فى التنظيف. وجود مياه الصرف الصحى فى الشوارع يهدد صحة الإنسان بالأمراض الخطيرة، كما يهدد البيئة بكارثة صحية، وتزداد الخطورة إذا كانت مياه الصرف الصحى تخرج من الأماكن الموجود بها أشخاص مرضى أو مواد ملوثة مثل المستشفيات. نتمنى أن تتفضل الحكومة ووزارة الإسكان وشركة المياه والصرف الصحى، بإنقاذ الأهالى فى مدينة ديروط من كوارث وخطورة انتشار مياه الصرف الصحى فى شوارع المدينة، وخطورتها على صحة السكان والمبانى التى يقيمون فيها.