رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الخليفة الموهوم".. 8 سنوات من محاولات أردوغان لتأجيج أوضاع سوريا

جريدة الدستور

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في التمهيد لتواجده العسكري بالأراضي السورية، من أجل تحقيق وهم الخلافة الزائف، منذ بداية التظاهرات السورية في عام 2011، ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت في بدايتها تأخذ منحنى سلمي.

ولكن وفقًا لصحف تركية فإن المواقف السياسية والتدخلات العسكرية والأمنية والاستخبارية تحكم علاقة تركيا بالوضع السوري، وخاصة بعد تفجر النزاع المسلح في عموم الأراضي السورية وتدخل أطراف دولية وإقليمية متعددة.

التصعيد ضد الأسد
بعد ستة أشهر على انطلاق التظاهرات السورية، قال أردوغان، وكان وقتها رئيسًا للوزراء، إن "الشعب السوري لم يعد يصدق الأسد، وأنا أيضًا".

وأضاف أردوغان: "أخشى أن الأمور تتجه إلى حرب أهلية بين العلويين والسنة" في سوريا، ويهيمن العلويون على مناصب مهمة في السلطة، ثم دخلت أنقرة في تصعيد كلامي ودبلوماسي مع دمشق، قبل اتخاذ عقوبات بحقها.

دعم التنظيمات المسلحة
من الأراضي التركية وبدعم من الرئيس التركي تمخضت الشخصيات البارزة في دعم التنظيمات المسلحة بسوريا، ومن بينهم رياض الأسعد، وهو عقيد منشق عن الجيش السوري ولاجئ في تركيا، "الجيش السوري الحر"، والذي يتألف من عسكريين منشقين عن الجيش النظامي ومن مدنيين قرروا حمل السلاح لمقاتلة قوات نظام الأسد.

في أواخر عام 2012 اعترفت تركيا بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري".
رفض دعم الأكراد في حربهم لـ"داعش"

وعلى الرغم من دورهم البارز في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، قرر أردوغان في نهاية عام 2014، رفض دعم المقاتلين الأكراد في دفاعهم عن مدينة عين العرب "كوباني" ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، خوفًا من قيام منطقة حكم ذاتي للأكراد في سوريا بقيادة قوات كردية قريبة من حزب العمال الكردستاني، والذي يخوض نزاعًا مسلحًا مع أنقرة.

وأعلن أردوغان الذي أصبح رئيسًا لتركيا في 2014، "حربًا على الإرهاب" تستهدف حزب العمال الكردستاني والتنظيم الجهادي.

في أغسطس من العام ذاته انضمت تركيا إلى التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن. ثم شددت مراقبتها لمطاراتها وحدودها.

في 24 أغسطس 2016، شنت تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا، وأطلقت عليها اسم "درع الفرات" تستهدف رسميًا مجموعتين تعتبرهما أنقرة "إرهابيتين"، هما تنظيم "داعش" ووحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن في مكافحة الجهاديين.

وسيطر مئات من عناصر الفصائل المعارضة السورية مدعومين بدبابات وطائرات تركية، في بضع ساعات على بلدات سورية عدة قرب الحدود التركية بينها جرابلس ودابق والباب.

أما في 20 يناير من العام الماضي، شنت القوات التركية هجومًا بريًا وجويًا أسمته عملية "غصن الزيتون"، استهدف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين. وفي اليوم التالي، اقتحمت دبابات تركية وجنود أتراك الحدود.

وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ نصف سكان المنطقة البالغين نحو 320 ألف، فروا خلال الهجوم التركي الذي شابته أعمال نهب.

في 17 سبتمبر، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب بإشراف روسي-تركي، بهدف تجنب معركة يشنها النظام على آخر معاقل التمرد في سوريا.

وحسب صحيفة أحوال التركية "غير أن الاتفاق الذي هدف إلى فصل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام عن المنطقة التي يهيمن عليها جهاديون وفصائل معارضة، لم يمنع بعد أشهر من شنّ النظام وحليفه الروسي غارات جوية".

كما أعلن أردوغان أنّه مصمم على "التخلص" من الميليشيات الكردية في حال لم تجبرهم واشنطن على الانسحاب من الشمال السوري.

وبعد يومين، أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرارًا مفاجئًا بسحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا. ثم أوضح أنّ 400 عسكري سيبقون في نهاية المطاف هناك "لبعض الوقت".

دعا الرئيس التركي إلى إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا، مارس الماضي، والذي قابلته "واشنطن" بقرار إنشاء "مركز عمليات مشتركة" لتنسيق إنشاء هذه المنطقة العزلة التي من شأنها أن تفصل بين الحدود التركية والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

ولكن في الأول من أكتوبر، أكد أردوغان أنّ صبر أنقرة بدأ ينفد تجاه الولايات المتحدة

وفي السادس منه، أعلنت واشنطن أنّ تركيا ستتوغل عسكريًا "قريبًا" في شمال سوريا وأنّ القوات الأمريكية ستنسحب من المنطقة، وبدأ الانسحاب في اليوم التالي.

وفي 9 منه، أطلقت تركيا هجومها على القوات الكردية تحت اسم "نبع السلام"، مثيرة ردود فعل شديدة من المنطقة وانتقادات دولية.