رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جابر طايع يكتب: كذبة تغيير الثوابت وجريمة الدعاة غير الأزهريين

جريدة الدستور

تجديد الخطاب الدينى أصبح من متطلبات الواقع الحديث، حيث ارتفعت أصوات المفكرين والمصلحين وسائر التواقين إلى التجديد بوصفه وسيلة ضرورية للتخلص من براثن الجهل والتخلف فى مواجهة أنصار الجمود والتقليد، وهى دعوة أصيلة من حيث النشأة والأصل، فقد انشغل بمشروع التجديد مفكرو الإسلام، قديمًا وحديثًا، ذلك أن الإسلام فى عمقه هو حوار مستمر بين النصوص الدينية الثابتة من ناحية والحياة الواقعية المتغيرة والمتجددة من ناحية أخرى.
ويمكن القول بأن المقصود بالخطاب عامة: هو كل نطق أو كتابة تحمل وجهة نظر محددة من المتكلم أو الكاتب بغرض التأثير على السامع أو القارئ.
وبداية يجب أن نقرر أن المقصود من التجديد ليس هو ما يدعيه بعض الداعين إلى إلغاء الأصول والثوابت، بل فى الفروع والأحكام بما يتوافق مع مستجدات العصر الحاضر، بما أن دين الإسلام صالح ومصلح لكل زمان ومكان ومعلوم، أن هناك فى كل عصرمستجدات تقتضى أحكامًا جديدة، وإذا كان العلماء الأقدمون قد اجتهدوا لعصرهم فينبغى علينا أيضًا أن نجتهد لعصرنا، وإلا كنا مقصرين فى واجبنا الشرعى تجاه أبنائنا وأوطاننا.
فالخلاصة أن التجديد لا بد أن يسير فى اتجاهين متوازيين.
الأول: فى الفقه والأحكام الشرعية، فيجب على المشتغلين بالفقه أن يقوموا بواجب التجديد فى هذه الناحية انطلاقًا من حديث النبى- صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: «إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها»، لمواكبة متطلبات العصر فى جميع نواحى الحياة العملية.
وأما الثانى: فهو فى الاتجاه الدعوى، وهو إلى الذهن حين يقال «تجديد الخطاب الدينى» ففى فترة من فترات الزمن، خرجت جماعات ترفع شعار الإسلام حاولت أن تختطف الخطاب الدينى من أصحابه وأن تكون لها الهيمنة باسم الدين، فهوت بالدين والمجتمع إلى بئر سحيقة، مما يوجب على علماء الأمة القيام بواجب التجديد، وذلك بإزالة الغبش الذى ران على معانى الإسلام السمحة.
ولأجل الوصول إلى المراد لا بد من تحديد المعوقات التى تواجه الخطاب الدينى تحديدًا ومنها:
١- الفهم الخاطئ لحقيقة مفهوم تجديد الخطاب الدينى، والاعتقاد بأن المراد من التجديد تغيير الثوابت.
٢- ظهور دعاة غير أزهريين على وسائل الإعلام المختلفة بما يسمى علماء التوك شو، وظهور نماذج مضادة بين الإفراط والتفريط، الأمر الذى أوقع الشباب فى البعد عن التدين الصحيح.
وبعد أن ذكرنا أهم معوقات تجديد الخطاب الدينى فإن هناك عدة حقائق لا بد من الوقوف عليها قبل أن نطرح الحلول:
أولًا: تجديد الخطاب الدينى يأتى بالتعاون والتجديد العام الاجتماعى والثقافى والتعليمى والإعلامى.. إلخ.
ثانيًا: أن مهمة التجديد، مسئولية مجتمعية، تتضافر فيها جهود جميع المؤسسات والهيئات التربوية والدينية والاجتماعية والإعلامية وغيرها.
الحلول وآليات التجديد ويتم ذلك من خلال:
١- إدراك معنى التجديد وترسيخ مفهومه بين جميع العاملين فى الحقل الدعوى أو الدرس الفقهى، وأنه ضرورة حتمية لا بد للعلماء من القيام بها.
٢- ترسيخ الفهم الحقيقى حول المقصود بالتجديد وأنه لا يمكن أن يمس الثوابت، وإنما يكون التجديد فى المتغير.
٣- التوسع فى وسائل وآليات العمل من خلال المنصات المتنوعة فى المجال الدعوى كل مجالات الإعلام المرئى والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعى.
٤- التعاون بين جميع مؤسسات الدولة «التعليم والثقافة والإعلام والشباب وغيرها من مؤسسات الدولة» إلى جانب المؤسسات الدينية لتأتى جهودهم بالثمرة المرجوة فى عملية التجديد.
دور وزارة الأوقاف فى قضية تجديد الخطاب الدينى
■ خاضت الوزارة معركة كبيرة لاستعادة المنابر التى سلبتها الجماعات الدينية المتشددة لخدمة أغراضها.
■ إصدار القرارات بضم جميع المساجد والزوايا إلى الوزارة دون استثناء.
■ توحيد خطبة الجمعة لقطع السبيل على المتاجرين بالخطاب الدينى والذين يعملون على زعزعة استقرار الوطن.
■ إنشاء أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب وتأهيل الأئمة، وعقد دورات تدريبية وتثقيفية مكثفة للأئمة والواعظات لتدريبهم على مواجهة الشبهات ودحضها، وتفكيك الفكر المتطرف.
■ إنشاء المدارس المتنوعة، علمية وقرآنية، إضافة إلى الكتاتيب المتنوعة من أجل تحصين النشء، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى بعض الأشخاص، ونشر تعاليم الإسلام السمحة المعتدلة.
■ إصدار أكثر من عشرين مؤلفًا تعالج هذه القضية وتعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة، وترجمة بعضها إلى أكثر من عشر لغات، أهم هذه المؤلفات: الفهم المقاصدى للسنة النبوية، الكليات الست، قواعد الفقه الكلية، حماية الكنائس فى الإسلام، مفاهيم يجب أن تصحح، ضلالات الإرهابيين وتفنيدها، فلسفة الحرب والسلم والحكم، داعش والإخوان.
■ تكثيف عمل الواعظات من خلال الدروس والقوافل.
■ عقد مؤتمرات دولية بمشاركة العديد من الوزراء والمفتين والعلماء والمفكرين من مختلف الدول العربية والإسلامية والأجنبية، تهدف إلى نشر الوسطية والاعتدال، وتفكيك الفكر المتطرف.
■ إيفاد الأئمة للدول الإسلامية والأجنبية، لنشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير.
■ إطلاق قوافل دعوية كبرى إلى المناطق النائية والمحافظات الحدودية، بالتعاون مع مشيخة الأزهر الشريف وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومعالى أ. د محمد مختار جمعة، وزيرالأوقاف، بهدف التوسع فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح، وتحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف ومخاطره لتفكيك الأفكار المتطرفة.