رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقوق المرأة والطفل فى الدستور


صباح الخير يا حمزة.. صباح الخير ياكوكى «تاتا خطى العتبة تاتا واحدة واحدة»

برافو ياحمزة «إنت بقيت تمشى أحسن من المره اللى فاتت».. عارف يا حمزة فكرتنى وأنا صغيرة كما قلت لك كنت أمثل وأغنى فى برامج الأطفال والمسلسلات وكان فيه غنوة بنعنيها للشاعر سمير عبد الباقى ومن ألحان الفنان المناضل الراحل عدلى فخرى .. تقول كلماتها.. واحد اتنين ثلاثة.. ألف ب ت تاتا.. واحد اثنين سلاح ألف ب مفتاح.. تفتح باب الفجر النادى .. تطلع شمس صباح

ويمشى حفيدى حمزة بضع خطوات ثم يقف فرحاً بنفسه مصفقاً بيديه ثم يحاول الاستدارة فيقع.. هكذا كل الأطفال فى بداية المشى ولكننى كالعادة ينخلع قلبى كلما وقع حمزة على الأرض وتقول لى رشا.. عادى يا ماما طوال النهار يحدث ذلك إزيك يا حمزة أحب أقولك إننى كنت بالأمس مع مجموعة من زميلاتى النساء فى مجلس الشورى لنقدم مطالب نساء مصر للجنة الاستماع فى الجمعية التأسيسية التى تضع دستوراً لمصر يعبر عن كل المصريين.. دستوراً كما قلت لك من قبل يتضمن مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص لكل المواطنين والمواطنات عارف يا حمزة مشوار النساء لنيل حقوقهن مازال طويلاً بدأ من القرن الماضى ومازال مستمراً.

بدأت حركة النساء المصرية فى الدفاع عن حقوق النساء بعد ثورة 1919 التى نادى فيها الشعب «الاستقلال التام أو الموت الزوءام» كفاح الشعب المصرى أثناء الاحتلال الإنجليزى كان دائماً من أجل الاستقلال والدستور وخرجت المرأة المصرية حاملة الهلال والصليب معاً لتنادى بالاستقلال وتنادى بدستور جديد للبلاد وسقطت أول شهيدة مصرية فى ثورة 1919 فى شهر مارس السيدة حميدة خليل واعتبر يوم 16 مارس من كل عام يوماً للمرأة المصرية وكانت السيدة هدى شعراوى رائدة فى ذلك الوقت مع زميلاتها لنضال النساء فى الثورة وبعد الثورة وطالبت النساء بحقهن فى التعليم وحقهن فى الترشح والانتخابات حينما تم كتابة دستور 1923 وكونت هدى شعراوى أول اتحاد نسائى 1924 وبدأ المشوار الطويل فى الكلام عن حقوق النساء فى حق العمل والصحة والتعليم وحقوق الترشح والانتخابات وتكونت عبر كل هذه السنين منظمات حقوقية نسائية للدفاع عن قضايا المرأة فى محو الأمية ومشروعات صغيرة للأسرة والمرأة لتزيد من دخل الأسرة ومعاونة المرأة على ذلك منظمات أخرى تدافع عن تجريم العنف ضد المرأة ومحاربة العادات الضارة بالمرأة وطالبنا فى هذه الجلسة بتضمين الدستور نصاً على «التزام الدولة محاربة العادات والتقاليد الضارة التى تحط من كرامة المرأة وأمنها أو تمس سلامتها الجسدية أو تكاملها الجسدى والمعاملة القاسية التى تحمل مظاهر العنف المادى أو المعنوى وتكفل لها حق الإرث»

طبعاً يا حمزة تضمين الدستور على هذه النصوص يحمى المرأة من التعرض لجميع أشكال العنف سواء كان لفظياً أو بالضرب والإهانة أو التحرش بالجسد كما أن هذه المادة تمكننا من محاربة العادات الضارة وهى عادة الختان ومحاربة تقاليد وأعراف زواج البنات فى سن صغيرة وهو ما يعرف بزواج القاصرات .. لذا يا حمزة طلبنا بأن يتضمن الدستور نصاً صريحا بتحديد سن الطفولة من سنة حتى 18 سنة حتى تمنع زواج القاصرات وتسرب البنات من التعليم من أجل الزواج فى سن صغيرة وأيضاً عمل الأطفال فى سن صغيرة بأعمال شاقة وضارة لا تتناسب مع سنهم والمعروف دولياً أنه هناك مواثيق دولية وقعت عليها مصر ومعظم الدولة خاصة بحقوق الطفل ومنع الاتجار بالبشر ومنع تشغيل الأطفال فى سن ما قبل التعليم والنص على اشتغالهم بعد ذلك فى سن كبيرة «13 - 18 سنة» أثناء الأجازة المدرسية فى أعمال تناسب سنهم والمواثيق الدولية حماية للإنسان فى كل زمان ومكان، هناك المواثيق الخاصة بحق العمل والوظيفة وحرية تكوين النقابات وحرية التعبير السلمى بالاعتصام والتظاهر والإضراب والمواثيق الخاصة بحقوق المرأة وتجريم العنف بأشكاله المختلفة الذى يقع عليها ومواثيق خاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية حق العمل والصحة والتعليم والحق فى خدمات متكاملة من مياه نظيفة وصرف صحى وهناك أيضاً المحددات الاجتماعية للصحة وهى السكن الصحى والغذاء الصحى وبيئة صحية ومياه نظيفة وصرف صحى لأن الوقاية خير من العلاج. وطالبنا يا حفيدى فى هذه الجلسة أن تحتوى ديباجة الدستور على هذه المواثيق وعلى التزام الدولة بتفعيل جميع المواثيق التى وقعت عليها كما طالبنا بالنسبة للمرأة حقها فى الضمان الاجتماعى والمعاش إذا كانت ربة منزل وحق المرأة المعيلة لأسرتها فى التأمين الصحى والتأمينات الاجتماعية والمعاش وحقوق المرأة المسنة والأرملة والمطلقة.

ويجب أن ينص على التزام الدولة بحق الصحة للمواطن من « الوقاية والتشخيص والعلاج والتأهيل» والاهتمام بالصحة الإنجابية للمرأة.

وفى التزام الدولة بحق المواطن فى التعليم وأن التعليم مجانى فى جميع مراحله والتعليم الإلزامى من سن السادسة حتى سن 18 سنة لمنع ظاهرة تسريب الفتيات من التعليم وفى النصوص الخاصة بالقضاء على الأمية طالبنا بالتزام الدولة بوضع خطة شاملة للقضاء على الأمية خلال خمس سنوات بالنسبة للذكور والإناث من جميع الأعمال وتتولى تنفيذها بمشاركة المجتمع.

وأجمعت النساء يا حمزة على عدة مبادئ عامة يشملها الدستور للمجتمع ككل بنسائه ورجاله 1- مبادئ المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين والمواطنات على أساس الجنس «رجل أو امرأة» والأصل أو الفكر أو العقيدة أو الدين أو الثقافة أو الوضع الاجتماعى فالمواطنون سواء.. 2- مبدأ المساواة بين الرجال والنساء فى جميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

■ ناشطة سياسية