رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى المنصة 1981 "2"


فى 6 يناير 1981 «قبل عيد الميلاد الأقباط» أعلن اللواء نبوى إسماعيل أنه تم القبض على تنظيم إيرانى شيعى جاء الى البلاد لغرض تفجير بعض الكنائس المصرية وذلك فى إطار محاولات النظام الإيرانى زعزعة الاستقرار فى البلاد للرد على الرئيس السادات الذى استضاف شاة إيران.

الواقعة الثالثة حدثت فى أمريكا، أى فى أغسطس 1981 زار الرئيس السادات الولايات المتحدة الأمريكية، وفى لقائه برجال الأعمال والصحافة الأمريكيين أعلن أمامهم أنه أول من قام بطرد الخبراء السوفييت من الشرق الأوسط، وأنه لديه الكثير من الخطط للقضاء على الشيوعية فى المنطقة.

لم يستمع رجال الصحافة الذين يتابعون اللقاء إلى ما قاله لهم «السادات »عن مكافحة الشيوعية وسألوه عن حالة الأقباط فى مصر. فوجئ الرئيس السادات - وهى واحدة من أخطاء الأجهزة الأمنية التى دبرت للقاء دون أن تدرى حقيقة ما سيواجهه الرئيس من انتقادات حادة فى هذا اللقاء - وأجابهم الرئيس بأن الأقباط شأنهم شأن المسلمين يتمتعون بجميع الحقوق المكفولة للمواطنين المصريين، وأنهم يأخذون حقوقهم كاملة ويؤدون ما عليهم من واجبات، ويتم إلزامهم بالتجنيد الإجبارى شأنهم شان إخوانهم المسلمين، وأنهم يعيشون فى وطنهم الأم مصر فى وئام وسلام مع إخوانهم المصريين من المسلمين.

وقف المحامى شوقى كراس- وهو قبطى من أسيوط وهاجر فى بداية السبعينيات ويعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويرأس جمعية قبطية هناك- وأعلن أمام رئيس الجمهورية أن حقوق الأقباط فى مصر مهضومة، وأنهم يعانون من الاضطهاد الدينى، واستغاث شوقى كراس أمام رئيس الجمهورية بالمنظمة العالمية لحقوق الإنسان لتتأكد من قيام الحكومة المصرية هناك بمعاملة الأقباط المعاملة التى تكلم عنها الرئيس السادات منذ قليل، وأعلن أمام الرئيس السادات أنه قام بتسجيل كلمة الرئيس التى ألقاها منذ قليل.

كان كلام شوقى كراس اتهاما للسادات بالكذب والتحايل. وفى اليوم التالى قام سليم نجيب -وهو قبطى مصرى ويعمل قاضيا فى مونتريال بكندا- بتوزيع منشورات تندد بمعاملة الأقباط فى مصر معاملة سيئة، ورفع لافتات أثناء مظاهرة نظمها بعض الأقباط أمام البيت الأبيض وفندق بلير هاوس حيث يقيم السادات ومرافقوه .

كما قام منير بشاى- ويعمل رئيسا لهيئة أقباط كاليفورنيا- وطالب الصحافة الأمريكية باتخاذ موقف حازم لإنقاذ أقباط مصر .

كان البابا شنودة قد أرسل الأنبا صموئيل -أسقف البحث العلمى بالكنيسة المرقصية- إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث توجد تجمعات للأقباط من أجل الاتفاق مع الجالية القبطية هناك على عدم إحراج الرئيس السادات أثناء زيارته للولايات الأمريكية، وعدم إثارة الموضوعات الداخلية، وذلك من أجل تجنب استفزازه كما كانت هناك بعض الوقائع الأخرى ساهمت فى تعزيز فكرة المؤامرة لدى الرئيس السادات وساهمت فى تبلبل أفكاره ومنها.

فى 6 يناير 1981 «قبل عيد الميلاد الأقباط» أعلن اللواء نبوى إسماعيل أنه تم القبض على تنظيم إيرانى شيعى جاء الى البلاد لغرض تفجير بعض الكنائس المصرية وذلك فى إطار محاولات النظام الإيرانى زعزعة الاستقرار فى البلاد للرد على الرئيس السادات الذى استضاف شاة إيران السابق والذى طردته الثورة الإيرانية متحديا مشاعر المسلمين. وظهر الوزير بالتليفزيون وهو يعلن أنباء التنظيم، وجاءت صورة شخص يطلق لحيته يرتدى جلباباً قال النبوى إنه الإيرانى الذى شهد على زملائه أعضاء شبكة التخريب التى كانت ستفجر الكاتدرائية المرقسية مقر البطريرك فى العباسية وبعض كنائس الإسكندرية وبنى سويف.

كان هذا قبل ساعات من احتفال الأقباط وإلقاء البابا خطبته التقليدية فى الكنيسة، وكان من نتيجة هذا الإعلان أنه فرضت حراسة وبعض القيود على المترددين على الكنائس.

وبدأت بعض الصحف تنشر اعتداء أعضاء الجماعات الإسلامية على المسيحيين، وكان أعضاء الجماعات الإسلامية يسبون الحكومة والسادات والبابا شنودة فى الخطب التى يلقونها علنا فى المساجد.

وفى أبريل 1981 «قبل احتفال الأخوة الأقباط بأعياد القيامة » نشرت الصحف أن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية ألقت القبض على تنظيم شيوعى يتكون من 75 فردا، وأنه من أهم أهدافه إصدار نشرات توزع على الفلاحين والعمال والطلبة لافتعال الأزمات وإثارة المشاكل للتشكيك فى نظام الحكم القائم دون السماح بالاختلاط بين العناصر الجديدة والقديمة مراعاة للمستوى الفكرى والعقائدى وضمانا لعدم إفشاء مخططات التنظيم غير القانونية إلى أجهزة الأمن، وكذلك تدعيم الوجود بين التجمعات عن طريق مندوبين من قيادات التنظيم، وحصر جميع المواقع العمالية التى يزيد فيها عدد العمال على 400 عامل، وإصدار ثلاث صحف توزع سرا تحت أسماء الانتصار، والفلاح، والأرض ،واستخدام هذه الصحف لنشر الشائعات وترويج الأكاذيب وبث الدعاية الشيوعية والقيام بعمليات تخريب فى بعض المنشآت لإثارة الذعر بين المواطنين.

وفى تلك الفترة أيضا استضافت مصر شاه إيران المخلوع فى أعقاب الثورة التى قامت فى إيران بقيادة آية الله الخمينى، وكانت كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الحليف الأقوى لشاه إيران قد رفضت استقباله، واستقبله السادات.

وبدأت المساجد تستقبل كبار السياسيين من المعارضين للحكومة أمثال الدكتور حلمى مراد والأستاذ فتحى رضوان، وكلاهما كان وزيرا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

وفى تلك الفترة ناشد عدد من أساتذة الجماعة الرئيس السادات رئيس جمهورية مصر العربية أن يصدر القرار الخاص بعودة الحرس الجامعى من ضباط الشرطة وبزى الشرطة الرسمى حتى يتمكن الحرس من تحقيق الفاعلية المطلوبة.

والأساتذة هم: الدكاترة:

حسن حمدى- رئيس جامعة القاهرة - وكامل ليلة - رئيس جامعة عين شمس -وطلبة عويضة- رئيس جامعة الزقازيق- ومحمود الخضرى- رئيس جامعة الإسكندرية- ويحيى مسعود-رئيس جامعة المنصورة- وعبد المنعم عثمان - رئيس جامعة القناة- وعبد الحى مشهور- رئيس جامعة طنطا- و عبد الرازق حسن -رئيس جامعة أسيوط.

والغريب أن أجهزة الأمن التى تتصدى للتنظيمات الشيوعية والشيعية التافهة والتى لا قيمة لها تغاضت عن التصعيد الخطير الذى كان يمارسه أعضاء الجماعات الإسلامية ويعدون العدة ويجهزون السلاح لاغتيال السادات، كما كانوا يعتدون على المحلات المملوكة للأقباط وينهبونها.

والغريب أيضا أن الجماعات الإسلامية لم تكن تخفى شيئا، فقد كانت تكشف عن أفكارها علنا فى المساجد، وكانت ميكروفونات المساجد تذيع خطب أمراء الجماعات الإسلامية علنا، وفيها تهديد سافر لكل أركان النظام وعلى رأسهم الرئيس السادات ووزير الداخلية، وفيها تهديد أيضا لقيادات الكنيسة القبطية.

هذا التصعيد غير المسبوق من الجماعات الإسلامية أدى إلى تصعيد مقابل من جانب أقباط المهجر الذين كانوا يرقبون موقف الجماعات الإسلامية فى مصر، ويرقبون تنامى قوتهم.

وشرعوا فى الكتابة فى الصحف الأمريكية عما يحدث للأقباط فى مصر على يد الجماعات الإسلامية وصمت الدولة عن مكافحتها.

■ خبير أمنى