رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتحية دبش: الكتابة رسالة ونبوءة

فتحية دبش
فتحية دبش

فتحية دبش، روائية وقاصة تونسيه تقيم في فرنسا، أستاذة جامعية لها اكثير من الاعمال الروائية والقصصية، كتبت في النقد، تركز على قضايا المجتمع العربى،خاصة القضايا النسويه بكل تفاصيلها..تحدثت للدستور، الى نص الحوار.

* تكتبين القصة والرواية والشعر... كيف تحافظين على التوازن بين هذه الأجناس؟
الكتابة ليست إلا محاولة رسم تتعدد أشكالها وألوانها ومدارسها. ولكن متعتها تبقى في مراودتها على اختلاف أجناسها. وكل جنس أدبي له خصوصيته التي تجعل من ممارسته نوعا من التمرين المفضي إلى تمرين آخر. هي إذن كالقفز على حبل السيرك تتطلب عشق المغامرة وروح التحدي وصقل المهارات.

* اشتهرت المجموعة القصصية "رقصة النار"، هل ترجعين السبب لاسمها الصادم للمجتمع؟
هي مجموعتي القصصية القصيرة جدا الصادرة عن سنة 2017،أما العناوين فهى للكتاب كالأسماء للشخوص والأمكنة... العنوان ركن أساسي في الكتابة بشتى أنواعها. هو البوابة الأولى أو هو كما يقول د. جميل حمداوي " مفتاح تقني" وهو حلقة الوصل بين النص والقارئ، لذا فإن الكاتب يشتغل على العنوان اشتغالا يقوم على الوعي بالنص وبالهدف من النص وبالمتلقي للنص.

المجموعة تدور في فلك القضايا الاجتماعية وخاصة المهمشين والمرأة وأطفال الشوارع وضحايا الإرهاب وضحايا المخدرات وغيرها من الثيمات التي تعج بها المجموعة، وبالتالي فإن اختيار العنوان لا بد أن يكون صادما.

* قيل أن فتحية دبش تضع جزءا من سيرتها الذاتية في نصوصها، كيف ترى الامر خاصة في رواية "ميلانين"؟

هو حكم عبثي لأنه غير قائم على دراسة نقدية علمية تستطيع الاستناد إلى نظرية عالمة بالسيرة الذاتية، ومن جهة أخرى فالكاتب يكتب قضاياه وليس بالضرورة أن تكون سيرته ولكنها تحمل شيئا منه، لذلك نختلف ونأتلف حسب القضايا المطروحة.

الأمر في "ميلانين" مغاير لكتاباتي الأخرى. فهى تحمل قضية الهوية التى أطرحها في الرواية انطلاقا من ذاتي، من هويتي: التونسية السوداء المهاجرة، الفرنسية التونسية الأصل المسلمة العربية..
هوية مركبة يحملها الكثيرون أمثالي وكثيرون يشقون بها في مراوحة بين الرفض والقبول، وتحتاج أن توضع تحت المجهر.

* هل الروائي مطالب أن يوجه أعماله لمناطق الخلل في جسم المجتمع؟

باعتقادي أن الكتابة نبوءة. وما نزلت نبوءة في رَبع إلا وكانت الحاجة إلى نزولها مُلِحة. والكاتب قاصّ أو روائي أو شاعر عليه أن يكون العين الثالثة التي ترى ما لا تراه العين المجردة. عليه أن يطرح قضايا مجتمعه وحتى إن لم يحمل حلا للقضية فهو على الأقل صوّب إليها الضوء، لذلك فإن الكتابة رسالة ونبوءة وتشتغل في حقل انساني شامل واسع يلامس كل العلوم الانسانية والصحيحة من أجل مجتمع أفضل.

* كيف ترين الجوائز في العالم العربي؟

الجوائز بصفة عامة تمنح للكاتب نوعا من الاعتراف بتجربته لكنها ليست قاعدة بحكم خضوعها للذائقة حتى وإن دُعمت بالنقد العلمي، وفي العالم العربي هناك جوائز كثيرة ترصد للرواية مثلا على حساب الأنواع الأدبية الأخرى.

* ما هي الأعمال الأدبية التي تعملين عليها في الوقت الراهن؟
لي مخطوطات في النقد، الترجمة، الرواية، القصة القصيرة جدا... سترى النور تباعا.