رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل أن يدركنا الطوفان


فصل جديد من فصول الأولتراس مع العنف، الذى تسبب فى عقوبة الأهلى مادياً، وحرمانهم من حضور مباراتين فى دورى أبطال أفريقيا.. وقعت أحداث الفصل الجديد بملعب مختار التتش يوم الثلاثاء، عندما تسبب هؤلاء الشباب فى إيقاف تدريب فريق الكرة بالأهلى وإلغائه،

بعد أن نزل اللاعبون والجهاز الفنى إلى أرض الملعب، فيما عدا، وائل جمعة، شريف إكرامى، شهاب الدين أحمد، ووليد سليمان، الذين لم يستجيبوا لنداء الجمهور الذى طالبهم بالحضور، كعادته، لكنهم تجاهلوا النداء، فما كان منهم إلا أن هتفوا ضد اللاعبين والجهاز الفنى ومجلس إدارة الأهلى، الأمر الذى دفع الجهاز الفنى إلى سحب لاعبيه إلى داخل صالة الجمانيزيوم لاستكمال التمرين، بعيداً عن الشتائم والسباب الذى راح الشباب يكيله لهم.. ليس هذا فقط، بل إن اللاعبين اضطروا للخروج من الباب المجاور لباب دار الأوبرا، تجنباً للصدام مع الأولتراس الذين وقفوا لهم بالمرصاد أمام باب الملعب الرئيسى!.. وما إن انتهت هذه الواقعة، حتى حدثت مأساة «الوايت نايتس» مع نادى الزمالك!

قصة تعيد نفسها بأحداث مغايرة فى كل مرة، وقعت أحداث ملعب الجونة، وقبلها حرق مقرى اتحاد الكرة ونادى الشرطة بالجزيرة، وبينهما أولئك الذين وقفوا فى شارع جامعة الدول العربية، يتحدون الإرادة الشعبية ويحاولون استفزاز قوات الشرطة والقوات المسلحة.. فمن هؤلاء الشباب؟.

تستخدم كلمة «الأُلترا ULTRA» لوصف مناصرى قضية معينة، على نحو يجاوز ولاء أصحاب القضية الأصليين لها، وقد انتقلت الكلمة لوصف مشجعى الأندية الرياضية بأوروبا فى ظل سياق اتسم بعزوف الشباب عن الآليات التقليدية للسياسة، كالأحزاب والنقابات، بجانب صعود السياسات الرأسمالية وأزمة الحداثة بالمجتمعات الغربية.. واتسمت جماعات الألتراس الرياضية عن غيرها بولائها غير المشروط لنواديها، وباستقلاليتها المالية والتنظيمية، عن مجالس إدارات النوادى وروابط التشجيع التقليدية، واعتمادها على التبرعات الذاتية للأعضاء، الذين تتراوح أعمارهم عادة بين 16 ــ 25 سنة، ومعظمهم من الذكور القادمين من جميع طبقات المجتمع خاصة الطلاب.

وقد دخلت هذه المجموعات، فى مصر، إلى المشهد السياسى كرد فعل على ارتباك مسار الانتقال وضعف حكم القانون ومؤسسات الدولة، وبين المعارضة وأنصارها.. وفى ظل حالة الاحتقان التى صاحبت محاكمة المتهمين فى مجزرة بور سعيد، طفت على السطح أعمال عنف مختلفة راحت ترفع شعارات، تبدأ من القصاص، وتنتهى بإسقاط الرئيس.

ومن هنا تصاعد النشاط السياسى للأولتراس، الأمر الذى لفت الانتباه إليهم، كقوة ضغط فى الشارع لا يُستهان بها، ومن ثم حاولت الجماعات المختلفة احتواءهم واستغلالهم فى إثارة الشغب والبلبلة فى الشارع المصرى،

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.