رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب ذبحهما لسوء سلوكهما.. الطب الشرعى يؤكد عذرية "فتاتى الحوامدية"

جريدة الدستور

كشف تقرير الطب الشرعي المبدئي حول توقيع الكشف الطبي على "فتاتي الحوامدية" اللتين ذبحهما والدهما عن عذريتهما، بعدما قرر المتهم أنه قتلهما بسبب سوء سلوكهما.

وكانت النيابة كلفت الطبيب الشرعي بتشريح جثتي الفتاتين لتحديد أسباب الوفاة، وتوقيع الكشف الطبي عليهما لبيان مدى عذريتهما بعدما تعلل الأب بسوء سلوكهما ليكشف التقرير أن الفتاتين لم يمسسهما شخص.

وكان المتهم بذبح ابنتيه في الحوامدية قد أدلى باعترافات تفصيلية في التحقيقات التي أجرتها نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية لجريمته التي نفذها صباح الجمعة الماضي.

وقال المتهم "نصر. ا. ع. ع"، 52 سنة، مشرف إنتاج بشركة السكر بالمعاش، إنه انفصل عن والدة ابنتيه منذ عام 2003 وتزوج بعدها قرابة 11 مرة، وإن زوجته الأخيرة توفيت منذ 3 سنوات بمرض السرطان ولم يتزوج بعدها مرة أخرى.

وعن السبب في ارتكابه الجريمة، قال إنه منذ فترة سمع إحدى ابنتيه تتحدث في الهاتف مع أحد زملائها بالجامعة "مكالمة جنسية" فنهرها وحذرها وطلب منها قطع علاقتها بهذا الشاب، كما أنه حذر زميلها من الاتصال بابنته مرة أخرى.

وأضاف المتهم، في تحقيقات استمرت قرابة 8 ساعات متواصلة، أنه فوجئ بابنته تتحدث في الهاتف مرة أخرى "مكالمة جنسية" مع ذات الشاب، ما دفعه للتحدث إليه مرة أخرى وتحذيره من الاتصال بابنته، وقرر التخلص من ابنتيه خاصة بعد علمه بأن الأخرى كانت تعلم علاقة شقيقتها بالشاب وتخفي عنه الأمر.

وعن يوم الجريمة، قال المتهم إنه اصطحب الفتاتين بعدما أخبرهما بمرافقته للذهاب في "مشوار"، وعند وصوله بالقرب من كوبري الحوامدية تحجج بالجلوس في قطعة الأرض الزراعية المجاورة للكوبري لينال قسطًا من الراحة بعد المشي لمسافة طويلة.

واستطرد المتهم قائلًا: إنه أخرج السكين الذي أحضره لارتكاب الجريمة، ووقف خلف ابنتيه أثناء جلوسهما على الأرض وذبحهما بحركة واحدة من الخلف، ثم ذهب إلى قسم الشرطة المواجه لمسرح الجريمة وسلم نفسه لضباط المباحث.

وعن حريق شقته الذي سبق الجريمة بقرابة 10 أيام، قال المتهم إن ماسا كهربائيا تسبب في التهام النيران شقته وجهاز ابنتيه، وكان الجيران يحاولون مساعدته لجمع أموال وإعادة تأسيس شقته وإحضار أثاث جديد بدلًا من المحترق.

وجهت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد لابنتيه، وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريز هواتف المجني عليهما للتأكد من أقوال المتهم، وطلبت تفريغ كاميرات مراقبة التي أظهرت المتهم والقتيلتين أثناء سيرهما متوجهين إلى مسرح الجريمة.

كان اللواء محمد الشريف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارًا بالعثور على جثتي فتاتين مذبوحتين على حافة ترعة الجيزاوية بالحوامدية، فانتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثتين لشقيقتين، وأن وراء ارتكاب الجريمة والدهما.

وشرحت التحريات، بإشراف اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن المتهم في العقد السابع من العمر، موظف بشركة السكر بالمعاش، وابنتاه في العشرينيات من عمرهما تدرسان بكلية الهندسة.

وأضافت التحريات أن المتهم استدرج ابنتيه صباح الجمعة وسار بهما في الشارع وتوقف بجوار ترعة الجيزاوية وذبح الكبرى ثم الصغرى، وترك جثتيهما وسط الشارع، وتوجه حاملًا السكين الملطخ بالدماء إلى قسم الشرطة، وأبلغ بارتكابه الجريمة.

انتقلت قوة أمنية رفقة المتهم إلى المكان الذي أرشد عنه وعثر على القتيلتين، وقال المتهم إن شكه في سلوك ابنتيه دفعه لارتكاب الجريمة.

وناقش ضباط المباحث عددا من جيران وأهالي المنطقة الذين قرروا أن المتهم وابنتيه المجني عليهما من حسني السمعة وسلوكهم جيد للغاية.

وأضافت إحدى الجارات أن منزل المتهم تعرض لحريق هائل منذ قرابة 10 أيام التهم محتوياته بالكامل، وأن المنزل كان بداخله جهاز إحدى الفتاتين وأموال لجهاز الأخرى، والحريق دمرها بالكامل، ما دفع الأهالي لتجميع الأموال كتبرعات وتعويض الموظف العجوز عما لحق به.

وتابعت السيدة أن المتهم اتصل هاتفيًا بأحد المتطوعين لجمع التبرعات له ليلًا قبل ساعات من ارتكاب الجريمة، وطلب منه التوقف عن جمع الأموال له مرددًا: "أنا هخلص الحكاية دي خالص"، ليفاجأ أهالي البلدة بالكامل بالجريمة صباحًا.