رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفياجرة النسائية".. هل آن الآوان لمواجهة "أوهام الجنس النسائي"؟

جريدة الدستور

خلف بوابة "العيب" تقف العديد من النساء، مستسلمة لمصيرها غير قادرة على البوح بأى مشكلة أو أزمة تتعلق بـ"الجنس"، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت الإعلان عن بدء إنتاج عقار جديد من "الفياجرا النسائية" لمعالجة مشكلة "ضعف الرغبة الجنسية"، وهو الإعلان الذى اعتبره البعض الحجر الذى سيحرك الماء الراكد، من شأنها أن تكون البداية فى كسر حجز الصمت المسيطر على مشكلات النساء الجنسية.

ويعمل العقار الجديد على علاج ضعف الرغبة الجنسية لدى النساء، بعد أن أكدت دراسة لباحثين بجامعة ساوثهامتون، وجامعة يونيفرستي كوليدج لندن، أن النساء يفقدن الرغبة في الجنس أكثر من الرجال بمقدار الضعف إذا كن يعشن مع شريك لهن، موضحة أن نقص الرغبة عند الرجال أعلى في الفترة بين سن 35 و44، أما النساء فقد زاد فقدان الرغبة أكثر فيما بين سن 55 و64.

"الفياجرا".. فاعلية مشكوك فيها
جدل كبير دار حول العقار الجديد، ومدى فاعليته فى حل مشكلة فتور الرغبة، وهو الأمر الذى أنكره العديد من الأطباء المتخصصين في الطب الجنسي، ومن بينهم الدكتورة هبة قطب، استشارى الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، التى أكدت الفياجرا النسائية تسبب العديد من النتائج السلبية والآثار الجانبية للمرأة، موضحة أن الدواء المنتشر بالأسواق تحت هذا المسمى يعالج في الأصل بعض الآثار النفسية والعصبية وليست الجنسية، فالوظائف الخاصة بفياجرا الرجال تختلف بشكل كبير عن ما يُسمى الفياجرا النسائية، بحسب هيئة الدواء الأمريكية، التى أصدرت فى وقت سابق، بيانا يؤكد عدم فعالية الدواء المسمي بـ "فياجرا النسائية".

"الأفلام الإباحية".. وهم البحث عن الكمال
عالم الجنس مليء بالمعضلات والأوهام، وخاصة عند النساء، بسبب عدم قدرتهم على البوح بما يظنون، وأبرزها مشاهدة الأفلام الإباحية، التى يعتقد الكثير أنها حل سريع لمشكلة الفتور الجنسي، وهو ما أوضحته دراسة حديثة أجريت لصالح قناة "بي بي سي 3" على عينة مكونة من ألف شخص من الفئة العمرية 18 إلى 25 سنة، وانتهت إلى أن 47% من النساء شاهدن مواد إباحية خلال الشهر السابق للدراسة، فيما أشار 14% من المشاركات في الدراسة إلى أنهن اعتقدن في وقت ما أنهن أدمنَّ مشاهدة هذه المواد.

من جانبه، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن مشاهدة الأفلام للسيدات بغرض التخلص من الفتور أو لزيادة الرغبة الجنسية، يؤدى بنتائج عكسية، لما يسببه من نتائج غير مرضية بالمرة، ويصيب الشخص بالعديد من الآثار النفسية السيئة، وعلى رأسها انعدام الثقة بالنفس، والإحباط، والعجز، خاصة أن هذه المواد بها العديد من المبالغة، تؤدى إلى انخفاض الرضا الجنسي بشكل أكبر من قبل المتلقى.

"الأعشاب".. كذبة غير محمودة العواقب
فى ظل غياب الوعى، تكون التربة خصبة لانتشار الوهم، وهو ما ينتطبق على وصفات الأعشاب مجهولة المصدر، التى يروج لها بوصفة الثورة فى عالم الجنس، ناسجين حولها العديد من الأوهام التى ينساق خلفها الكثيرون، لكنهم يستفيقون على كارثة النتائج المخيبة للطموح، ويتعقد الموقف أكثر مما سبق بازدياد الشعور بفقدان للرغبة فى العلاقة الحميمة، وظهور بثور كبيرة الحجم بالجهاز التناسلي.

كثير هى طرق الأوهام، غلا ان الكثيرون يرون الجدل الدائر حول عقار "الفياجرة النسائية"، ربما يكون الباب الذهبى لفتح ملف المعاناة على مصرعيه، وبداية العمل على ايجاد مناخ مناسب للمشكلة التى بقيت لعصور حبيسة الصمت، وبيئة خصبة لانتشار الأوهام.