"إبيرس".. مشروع لإحياء العلاج العطري في مصر

منذ أكثر من ٥٠٠٠ عاما استخدم قدماء المصريون العلاج بالعطور والبخور في حياتهم اليومية للأغراض الطبية والتجميلية وكذلك فى الطقوس الدينية، كما كانت زهرة اللوتس في الأساطير المصرية القديمة رمزا للبعث، حيث كان يعتقد أن عبيرها يساعد في بعث الموتى.

وعبر التاريخ القديم قام المصريون القدماء بتطوير وتحسين استخدام العلاج بالعطور، وطوروا من عمليات تصنيعها ليصبحوا رواد هذه الصناعة، وكانوا هم من وضعوا أسس العلاج العطري والذي استمر في التطور حتى يومنا هذا باتباع نفس المبادئ والمنهجيات التي اكتشفها ومارسها قدماء المصريين.

ولذلك أسست المصرية الأمريكية رغدة عبد المقصود شركة "إبيرس للاستشارات" لإحياء علم العلاج بالعطور والأدوية العشبية التي ابتدعها المصريون القدماء، لتصبح أكثر تداولا وسهولة في الاستخدام، وقد بدأت رحلتها مع الأروماثيرابي عندما كانت تستكشف خيارات لتطوير الأعمال في مجال الزيوت الأساسية لأحد عملائها.

رغدة لديها أكثر من ٢٠ عاما من الخبرة في مجال الزيوت الأساسية، والنكهات وصناعة العطور، وشملت رحلتها المهنية، للتعرف على الزيوت الأساسية ومصادرها، سفريات إلى أماكن متفرقة حول العالم.

وقد أطلقت رغدة علي مشروعها اسم ايبرس Ebers على اسم بردية ايبرس، وهي واحدة من أقدم الوثائق الطبية في التاريخ، وقد عثر عليها في الأقصر في الفترة من ١٨٧٣ – ١٨٧٤، ويرجع تاريخها إلى ١٥٠٠ عام ق م، وتحتوي على ١١٠ صفحة ملفوفة، وطولها ٢٠ متر، وهي محفوظة في مكتبة جامعة ليبزيج في المانيا، وتحتوى على أكثر من ٧٠٠ علاج لأمراض مختلفة للجسم والجلد والعقل، وهي تعتبر أكبر موسوعة للطب المصري القديم المعروفة حتى يومنا هذا، والعلاجات مستخلصة من البردقوش، واللبان، والياسمين، والورد، والحبهان، والقرفة، والليمون، واللوز، والعديد من الزيوت النباتية الأخرى.

وتؤمن رغدة أنه من المهم أن يتعلم الناس المزيد عن العلاج العطري والزيوت الأساسية وعن استخداماتها لأنها هدية من الطبيعية ولأنها أيضا الحل للعديد من المشاكل التي يسببها التلوث وسوء التغذية والضغط النفسي، كما أنها تساعد في تقليل التوتر والاكتئاب والصداع والتهاب العضلات والمفاصل.