رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقاً إنهم.. إخوان كاذبون


بين رأى يقول إن «الجماعة الإسلامية قطعت على نفسها عهداً بعدم العودة للعنف تحت أى ظروف، وإذا خرج أحد منها على ذلك، فهى حالة فردية قد تكون بدافع الانتقام، لكنه عمل ليس تنظيمياً».. وبين رأى آخر يرى «أن العام الماضى، وإبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، كان أزهى أعوام جماعة الإخوان، الأم التى خرجت منها كل التنظيمات الدينية، التى انطلقت بدورها للعمل بحرية،

حتى تم عزل مرسى فى 30 يونيو الماضى، وانتهى حكم الإخوان، فعادت تلك الجماعات إلى سابق عهدها من ممارسات العنف، بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، وما تلاهما من عنف شهدته جميع محافظات مصر، حتى جاءت محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم».. بين الرأيين يطل السؤال: هل عادت الجماعة الإسلامية إلى العنف مرة أخرى، وتراجعت عن مراجعاتها بعد حقبتى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، رغم من إصدارها بيانًا أدانت فيه حادث محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وتبرأت منه؟!.

فى حقبة الثمانينيات والتسعينيات، تعرضت مصر لموجة عاتية من الإرهاب المسلح، قامت بها جماعات الإسلام السياسى، وكان أبرزها الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد المصرى الذى اغتال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فى حادث المنصة الشهير، وبعدها أحكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك قبضته الأمنية على تلك التيارات، بالاعتقالات وصدور أحكام بالسجن المؤبد والإعدام، حتى أعلنت الجماعة الإسلامية عام 1995 توبتها عما فعلت، وأصدرت مراجعاتها الفقهية المعروفة، وبعدها تم الإفراج عن معظم أعضاء هذه الجماعات، حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011، لتخرج هذه الجماعات بالكامل من السجون، وبدأت ممارسة عملها السياسى.. ولما فشلت جماعة الإخوان ومن يناصرونهم طوال العام الماضى فى إدارة شئون البلاد والتهاون فى حق الوطن، وبدأ الشعب التكشير عن أنيابه، ثم جاءت المطالبة بإعلان انتخابات رئاسية مبكرة ورفض محمد مرسى لذلك المطلب الجماهيرى، ثم المهلة بعد المهلة اللتين أعقبهما خروج الشعب بالملايين فى ثورة 30 يونيو، وطلب الفريق أول عبد الفتاح السيسى من الشعب الثائر تفويضاً أو «أمراً» ــ كما قال ــ بمواجهة أى عنف أو إرهاب محتمل، لأنه كان يعرف أن الإخوان ومن يناصرونهم سيتجهون للعنف أكثر وأكثر فى المستقبل، لتبدأ مرحلة التدمير الذاتى لهذه الجماعات، بعد أن تكون قد أدخلت المجتمع فى دوامة الحرائق والتفجيرات والاغتيالات، كما هو حادث الآن.

وبالرغم من التحريضات الصريحة والتهديدات المعلنة من أقطاب هذه الجماعات، بسحق الليبراليين، وتحويل أفراد من هذه الجماعات إلى انتحاريين على طريقة القاعدة، بعد انحدارهم سياسياً، وهى التهديدات التى لم تخطئها عين أو أذن عبر شاشات التليفزيون أو من فوق منصتى النهضة ورابعة العدوية، فقد خرج علينا من يقول «إن تصريح وزير الداخلية بأننا أمام حقبة جديدة من العنف المسلح على غرار موجتى الثمانينيات والتسعينيات، إنما يفسر لنا الموقف بأن الحادث مدبر لتبرير مزيد من الإجراءات القمعية والقسرية، وتمديد حالة الطوارئ ومزيد من الاعتقالات وتبرير لاستخدام العنف ضد التيار» المتأسلم!.

بالطبع هذا كلام لا يحتاج إلى رد، لأن الكذب، هو عنوان أقطاب الجماعات أو المناصرين لها، حتى ولو جاء من محام كبير، يدارى خيبة الفعل المشين وفشله فى تحقيق مراده، ويعمل على إيجاد مبرر أمام التابعين من المغيبين من أشياع الإخوان، لعدم قدرتهم على الحشد والتعبئة فى الشارع، بعد أن لفظهم هذا الشارع وراح الشعب يتصدى لهم فى كل مكان.

ولكن يبقى لنا كلام.. إن التنظيمات الإرهابية التى تنتمى للإخوان والتى هددت وتوعدت الشعب المصرى بالقتل والحرق والتفجير باستخدام سيارات مفخخة من قبل، لن تفرض إرادتها على الشعب المصرى، وسينتصر الشعب مثلما اعتاد دائماً.. مصر لن تعود مرة أخرى لعصور الخراب والدمار، وإن هذه الأعمال الإجرامية لن تحقق أهدافها ولن ترهب دولة بحجم وتاريخ مصر، لأنها دولة قوية عصية على أى محاولات إجرامية لزعزعة استقرارها أو إرهاب شعبها.. وسيعلم الذين ظلموا، أى منقلب ينقلبون.

■ رئيس تحرير بوابة الجمهورية أونلاين.