رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تقضي منظومة التأمين الصحي الجديدة على طوابير المرضى؟

جريدة الدستور

أيام وتنتهى طوابير الانتظار والألم، للمرضى والفقراء ومحدودي الدخل، والتي تكتب كل يوم حكاية مأساوية جديدة على أبواب المستشفيات، وذلك بعد تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديدة بمدينة بورسعيد، كأولى المحافظات التي تطبق بها التجربة الجديدة على أن يتم تعميمها في باقي محافظات مصر تباعًا.

وانتهت وزارةالصحة من إعداد عدد من مستشفيات محافظة بورسعيد، التي ستعمل بمنظومة التأمين الصحي الشامل بنسبة 100%، مع انتهاء تجهيزات 28 وحدة ومركز رعاية صحية أولية من أصل 35 وحدة تضمها المنظومة.

"الدستور فى التقرير التالي تواصلت مع بعض المرضي الذين خضعوا لمنظومة التأمين الصحي القديم وقصوا معاناتهم معه، وعرضت القصة الكاملة للمنظومة الجديدة قبل أيام من تطبيقها.

في مساء إحدى ليالي الصيف الحارة، شعرت سعاد 52 عامًا تعمل موظفة منذ أكثر من 30 عامًا، بألم في صدرها جعلها غير قادرة على التنفس، ورغم محاولاتها لتناسي الألم والنوم حتى يأتي الصباح، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل واصطحبها زوجها إلى المستشفى، التي أجرت لها رسم قلب وحولتها إلى رعاية القلب المركزة حيث كانت تعاني من جلطة مضاعفة.

ظلت السيدة بالمستشفى لمدة 3 أيام تحت العناية المشددة في خطوة من الأطباء هناك لتبديد الجلطة التي أصابتها والتأكد من عدم عودتها بحقن السيولة. تقول علمت من زوجي أن الطبيب المسئول عن حالتي طلب منه الذهابإلى أحد المستشفيات الخاصة لإجراء قسطرة على القلب للتأكد من تأثير الجلطة عليه.
تضيف: "وبالفعل انتقلت إلى إحدى المستشفيات الخاصة وخرجت نتيجة القسطرة بضرورة إجرائي عملية للقلب المفتوح فى أقرب وقت، وتابعت كان الحل الوحيد وقتها أمامي هو الذهاب إلى التأمين الصحي لإجراء العملية التي تتكلف آلاف الجنيهات.

تستطرد: "وبالفعل ذهب زوجي بنتيجة القسطرة والتي توضح حالة قلبي الخطيرة وتستلزم إجرائي جراحة عاجلة كما قال الأطباء، وجاء ه الرد بأنه تم تحديد موعد لي فى التأمين الصحي بعد 6 أشهر ولن أستطيع أن أفعلها قبل ذلك".

وتابعت الطبيب المتابع لحالتي قال أن كل يوم يمر عليّ دون إجراء العملية فيه خطر كبير علي حالتي، ولابد من إجرائها، وبالفعل اتفقت مع إحدى المستفشيات الخاصة وتكلف زوجي ثمنها، وتعدت 100 ألف جنيه.

تقول: "فكرت كثيرًا إذ لم يكن معي وقتها ثمن تكاليف العملية، ماذا كان سيحدث لي وكيف تسببت منظومة التأمين الصحي في تدهور حالات الكثير من المرضى، الذين لم يكن لديهم إمكانيات مادية تساعدهم في تحمل تكاليف العلاج خارج التأمين".

ويهدف نظام الرعاية الصحية الشامل الجديد، إلى إعادة إصلاح منظومة الرعاية الصحية القديمة، وبناء وتعديل القواعد التشريعية اللازمة لتوسيع التغطية الصحية، وتحسين كفاءة وجودة الخدمات المقدمة بالتزامن مع كفالة حماية مالية لمنظومة الرعاية الصحية لكل أطياف الشعب، ومع بداية يوليو القادم سيتم تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديد فى بورسعيد.

وبمجرد تطبيق النظام بشكل كامل، سوف يشعر المواطن أنه قد أصبح هناك كيان قادر على تحمل عبء خطر المرض، حسب تصريحات وزير المالية، الذي أكد أن نظام التأمين الجديد سيكون ماليًا قادرًا على تولي عبء دفع اشتراكات المرضى غير القادرين.

وأوضح أنه لن يفرق بين الفئات القادرة وغير القادرة، وكذلك لن تفرق بين المزايا الممنوحة لمختلف الفئات، مشيرًا إلى إنه تم إعادة النظر في كيفية تقديم وتمويل وحوكمة الخدمات المقدمة بما يضمن استمرار إتاحتها.

وتبلغ التكلفة التقديرية لمشروع التأمين الصحي الجديد بالمستشفيات نحو 6 مليارات جنيه، وستكون تكلفة العلاج بتلك المستشفيات، حسب التقديرات المبدئية، 20 جنيهًا للمحولين من الوحدات التابعة، و50 جنيهًا لغير المحولين، أما غير القادرين فتُقدم الخدمة إليهم مجانًا ضمن برنامج تكافل وكرامة إذا كانوا محولين من الوحدات، و10 جنيهات لغير المحولين.

محمد الشافعيk مهندس 50 عامًا مريض آخر، عانى مع منظومة التأمين الصحي القديمة، قال أُصُبت بجلطة شديدة في القلب، انتقلت على إثرها إلى المستشفي، وبعد إجرائي لبعض الفحوصات وإجراء قسطرة على القلب، كان لابد أن أجري عمليه قلب مفتوح، وذهبت بالفعل إلي التأمين الصحي لأحدد موعد العملية، وحُددوا الموعد بعد 6 أشهر، مؤكدين لي أن قائمة الإنتظار طويلة جدًا ولن استطيع إجرائها قبل ذلك.

يضيف: "ستة أشهر مرت طويلة ومملة فمنع عني الأطباء، أغلب أنواع الأكل وكنت أتناول أدوية سيولة بصفة دائمة لمنع الجلطات، ومُنعت من الحركة تمامًا خاصة أن حالة قلبي لم تكن ضعيفة، حتى جاء موعدي وأجريت الجراحة".

يختتم: "عندما سمعت عن منظومة التأمين الصحي الجديد شعرت بالفرح؛ لأن جميع الطوابير ستنتهي وسيجد المريض رعاية ممتازة وفي أقل وقت، وأتمنى أن يتم تطبيقها بأسرع وقت في جميع المحافظات".

وكان للأطباء جزء كبير من تطوير منظومة التأمين الصحي، فأكدت وزارة الصحة، إنه تم تحديد أجور الأطقم الطبية والإدارية حسب درجة الطبيب العلمية، فسيحصل الطبيب المقيم ومكلف على راتب يبدأ من ١٠ آلاف جنيه ويصل الى ١٢ ألف جنيه.