رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضريح النبي دانيال.. بين نبي يهودي وأحد أئمة الشافعية

ضريح النبي دانيال
ضريح النبي دانيال

باب مستطيل الشكل ذو مصراعين من الخشب وعليهما زخارف هندسية، لحجرة يتوسطها فتحة مثمنة باسيتج خشبي يتم النزول منه عن طريق سلم خشبي لحجرة ضريح النبي دنيال، والذي يقع بداخل مسجد النبي دنيال، ومن أهم الأماكن الأثرية التي يضمها أشهر شوارع وسط الإسكندرية، الذي يعج بالأماكن الأثرية، ويحمل اسم المسجد والضريح.

عند مرورك بمنتصف شارع النبي دنيال بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، تجد ممرًا في نهايته مدخل المسجد الذى يتكون من ساحة كبرى بها ثمانية أروقة من خلال سبعة أعمدة رخامية تحملُ عُقودًا نصف دائرية، كما يوجد مصلى للنساء من الجهة الأخرى.

يحيط الغموض بضريح النبي دانيال، ولطالما نُسجت حوله الكثيرُ من الرواياتِ، من بينها، أنه يرجع تسميته لنبي الله دانيال وهو نبي يهودي، وبين رواية أخرى بأنه أحد أئمة الشافعية.

يقول الشيخ محمد صفوت وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية، أن الضريح الذي يقع بمسجد النبي دانيال يضم تابوتين أحدهما كتب عليه النبي دانيال والآخر لُقمان الحكيم.

وأضاف "صفوت" لـ "الدستور"، أنه قد أجمع كثيرٌ من الأولياء المحققين، والباحثين، أصحاب الكشف والعلم اللدنىّ، أن نبي الله دنيال، هو النبي دانيال من بني إسرائيل وهو نبي غير مرسل. مُشيرًا إلى أن عدد الأنبياء 124 ألف نبي، المرسل منهم 313 نبي، والمذكور في القرآن 25 نبيًّا فقط، وأن ضريحَه يوجد بمسجد النبي دانيال، وبجواره ضريح الحكيم لقمان الذي ذكر اسمه في القرآن.

وأوضح أن من بين الأولياء الذين ذكروا ذلك، هو العارف بالله سيدي محمد محمود سلام الكائن ضريحه في أبو ليلة مركز ميت غمر بالدقهلية، وهو من أولياء الله الصالحين الذين أعطاهم الله العلم اللدنىّ، والكشف والحقيقة، فهى هبه يعطيها الله لمن يشاء من الصالحين.

ويؤكد الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، وعضو جمعية التراث والفنون التقليدية، أن مسجد النبي دانيال، هو مبنى حديث تم تجديده، وكان بجانبه مقابر الأسرة العلوية، وبعد ثورة52 تم نقل هذه المقابر إلى القاهرة، وتم توسعة الشارع وهدم المكان بأكمله، وبنائه من جديد.

وأضاف "عاصم" أنه في النصف الأول من القرن العشرين، قام عدد من الآثريين، والمهتمين بعمل أبحات أسفل مسجد النبي دنيال، ولم يجدوا شيئًا بخلاف بعض بقايا عظام قديمة، لبناء المسجد على "جبانة"، بالإضافة إلى بعض الآثار الرومانية.

وأوضح أن مايقع أسفل المسجد هو عبارة عن صهاريج مياه ويوجد "شاهدي قبر"، أحدهما مكتوب عليه النبي دنيال والآخر الحكيم لقمان، وأن ما يشاع عن وجود ضريح النبي دنيال أحد انبياء بني اسرائيل غير صحيح، فلم يُذكر أن النبي دنيال جاء إلى مصر أو دفن فيها، وأن وجوده كان قبل إنشاء وتأسيس مدينة الإسكندرية.

وتابع، أن بعض الآراء تشير إلي سبب تسمية المسجد بالنبي دنيال، يرجع لوجود شيخًا من شيوخ الطريقة المالكية، اسمه محمد بن دنيال الموصلي، في القرن الثامن الهجري، وأنه دفن في هذا المكان، ومن هنا جاء اسم المسجد.

وقال " عاصم" ان المسجد والضريح لا علاقة له بمحمد بن دنيال الموصلي، لأنه مدفون في القاهرة طبقًا للمصادر، وان الآخر الذي كان اسمه دنيال وموجودًا بالإسكندرية، لم يكن من الأولياء ولا لديه صلاحيات لجعله إمامًا يبني فوقه مقامًا يتبرك الناس به.

وأشار إلى أن هذا المشهد ما هو إلا "مشهد رؤية" من مشاهد الرؤية انتشرت في العصر الفاطمي، وهو أن أحد الصالحين يرى في منامه رؤية لأحد الاولياء فينفذ مشهد الرؤية، ويطلق اسم صاحب الرؤية على مقام أو مسجد وهو ما تم بإطلاق اسم النبي دنيال والحكيم لقمان على مقامات بداخل المسجد، وليس له علاقة بالنبي دنيال نبي بني إسرائيل.

وأعلنت منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية والساحل الشمالى، مؤخرًا عن إجراء صيانة شاملة لضريح النبى، دانيال وتحت الإشراف الأثرى والهندسى الكامل لمنطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالى.

وقال محمد متولي مدير عام الأثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية، أن ضريح النبي دنيال أحد الأثار الإسلامية، ومسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 231 لسنة 2005، وصدر له قرار بالحرم الخاص به برقم 168 لسنة 2018.

وأضاف "متولي" أن الضريح يُنسب إلى العارف بالله الشهيد محمد بن دانيال الموصلي، أحد شيوخ المذهب الشافعي فى نهاية القرن 8ه‍ والـ 14م، ثم حُرفَ اسمُ المسجدِ إلى مسجد النبي دانيال أحد أنبياء العهد القديم.