مدرس مساعد "هندسة أسوان": لم أتوقع الفوز بمسابقة "ناسا"

فاز المهندس أيمن رجب أحمد حمد الله – المدرس المساعد بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة بجامعة أسوان، بالمركز الثانى في المسابقة العالمية التي أعلنت عنها وكالة ناسا مؤخرا، حول "تدوير المخلفات في البيئات منعدمة الجاذبية" داخل سفن الفضاء، التقته "الدستور" ليتحدث عن المسابقة، فضلا عن تفاصيل مشروعه والمدة التي يستغرقها كى يتخلص من المخلفات داخل سفينة فضائية.

1- ما هوالتصميم المطلوب بالمسابقة، وكم عدد المتنافسين ؟
علمت بالمسابقة من خلال متابعتى للموقع الرسمى لوكالة ناسا، فهم أعلنوا عنها خلال شهر أكتوبر 2018، ثم نظموا مؤتمرا صحفيا كى يوضحوا أهداف الفكرة والأشترطات الخاصة بالمسابقة، وقرأت الاعلان على الموقع في ديسمبر، موضحا أن أخر موعد للتقديم في المسابقة كان يوم 18 يناير 2019، وقدمت فكرتى قبل الموعد بيومين، ووصل عدد المتقدمين في هذا الوقت 1172 متسابقا.

وأضاف أن الفكرة المطلوبة في المسابقة هى تصميم جهاز يتم من خلاله التخلص من المخلفات داخل السفينة الفضائية، بمعنى أن يقوم بأحتواءها وتجهيزها ويتم أعادة تدوير لها أيضا، في أثناء تواجدها بالمحطات الفضائية وفي بيئة منخفضة الجاذبية، أو داخل المبانى الفضائية التي من المقترح بناءها في المستقبل، مشيرا إلى أن وكالة ناسا تهتم كثيرا بهذا الموضوع في الوقت الحالى، لأنها تستهدف تنظيم رحلات طويلة المدى في الفضاء، فبدلا من أستمرار تخزين المخلفات طوال الرحلة، طالبوا بتصميم جهاز لديه القدرة على تنفيذ أعادة تدوير لها، وأسترجاعها مرة أخرى إلى مصادرها الأولية وهي (الغاز والماءوالمواد الصلبة)، حتى يستطيع أستخدامها مرة أخرى، ويصبح لديه القدرة على تصغير مكوك الفضاء والوصول ألى رحلته في وقت أسرع.

2- فى أى مرحلة تقدمت للمسابقة، وعدد الأسئلة التي تم عرضها عليك لتأكد من كونك صاحب الفكرة؟
قمت بكتابة فكرتى النظرية وارسالها لوكالة ناسا، وبعدها أختبرونى من خلال عدد من الأسئلة التخصصية التي لها علاقة بفهمى عن البيئة منعدمة الجاذبية، يصل عددها حوالى 47 سؤالا.

3- متى علمت بفوزك، وهل كنت تتوقعه وسط هذا العدد الهائل من المتقدمين على مستوى أنحاء العالم؟
أرسلت وكالة ناسا عبر البريد الألكترونى أيميل رسمى بحصول مشروعى على المركز الثانى في المسابقة، في الأول من مارس الماضى، وطلبوا منى عدم التحدث عن الموضوع في السوشيال ميديا حتى يتم أعلانه بشكل رسمى من جهتهم، وتم الأعلان عن الفائزين في الأول من أبريل الجارى، وحصل على المركز الأول شخص من رومانيا، والثالث من أمريكا.

وأوضح أنه لم يكن يتوقع الفوز لأن المطلوب بعيدا عن تخصصه تماما، وأن معمل الابداع والحلول الذكية في وكالة ناسا يقدم المسابقات التنافسية على مستوى العالم كنوع من أنواع التحديات، لكنه حاول كثيرا أن يجتهد حتى يحصل على هذا المركز، مشيرا إلى أنها ليست المسابقة الأولى التي تتبع وكالة ناسا ويشارك بها، حيث أنه شارك سابقا في مسابقتهم عن "تصميم رسومات للمبانى المتوقع تنفيذها في المستقبل في كوكب المريخ، وحصل على المركز الـ50 على مستووى العالم على الرغم أنها في مجال تخصصه، ولكن الخامات كانت ضعيفة إلى حد ما.

4- ماهى فكرة المشروع، ومن ساعدك في الحصول على هذا المركز رغم أنه بعيد عن مجال تخصصك؟
فكرة المشروع عبارة عن "جهاز لأعادة تدوير المخلفات داخل البيئات منعدمة الجاذبية" وهي سفن ومحطات ومبانى الفضاء، وتصميم هذه الفكرة بعيد جدا عن تخصصى، حيث أننى أعمل مدرس مساعد بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة بجامعة أسوان، موضحا أن الذي ساعده على تنفيذ تصميمه أنه شغوف بالتطلع على جميع المعلومات التي لها علاقة بالفضاء، ولديه معلومات هائلة عنها، وذلك من خلال أستذكاره وتجميع المعلومات عنها منذ عامين، ولكن كان ينقصه جزء الألكترونيات والميكانيا وحاول يجتهد على نفسه حتى أستطاع تنفيه وتقديمه، قائلا "أنا شاركت بس مكنتش متوقع أكسب بس قولت لازم اتحدى نفسى".

5-كم المدة التي أستغرقتها لتصميم المشروع؟ وماهى مكوناته؟ وكيفية أستخدامه؟
أستغرق مدة تتراوح بين 10 إلى 15 يوما، ويتكون من ثلاث أجزاء، الأول وعاء وظيفته أحتواء المخلفات ومنعها من التطايرنظرا لعدم وجود جاذبية بأعتبارها سلة قمامة مغلقة، والثانى يطلق عليه "فيدر" وهوعبارة عن عملية ميكانيكة لأعداد المخلفات وتجهزها وتقطيعها وأرسالها عبر سيستم إلى المرحلة الثالثة، وهي عبارة مفعل نووى يؤفع درجة حرارة المخلفات إلى 1400 درجة، ثم يتم تحليلها أعادتها إلى المواد الأولية مرة ثانية وهي الغاز وبخار الماء والمواد الصلبة.