رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحى ع الاستيدج.. من أين يأتى مصممو الأزياء بأفكارهم؟

جريدة الدستور

فى عالم الموضة الحديثة، لا يشترط أن يتبع مصممو الأزياء المدارس التقليدية فى الحصول على أفكار لتصميماتهم المختلفة، ويمكنهم من خلال «مصادر وحى وإلهام» غير تقليدية الوصول إلى إبداعات غير مسبوقة فى ذلك العالم الذى يتجدد مع كل طلعة شمس. من بين هذه المصادر: قصة رومانسية أو تاريخية، وعالم الفلك والأبراج، والتصميمات الهندسية الحادة، وغيرها من العناصر المحيطة بالمصممين والقادرة على أن تكون مصدرًا لإلهامهم لإنتاج تصميمات «خارج الصندوق» وملائمة للعصر الحالى. فى السطور التالية نتعرف أكثر على هذه المصادر، من خلال إجابات مصممى أزياء مشاهير عن سؤال: من أين تأتون بأفكار تصميماتكم؟

محمد نور: صممت سواريه مستمدًا من «جلابية بلدى» على أنغام «ساكن فى حى السيدة»
استوحى مصمم الأزياء محمد نور أفكار أحدث مجموعاته الجديدة فى الأزياء من عالم الفلك، فهى تضم ١٣ فستانًا منها ٦ مستوحاة من الأبراج الفلكية وصفات كل برج بشكل منفرد.
يوضح «نور»: «صممت ٦ فساتين مستوحاة من صفات الأبراج الفلكية، كل فستان منها عبر عن صفة معينة يتميز بها البرج الفلكى، مثل الطبيعة والحياة والغيرة والحب والكراهية، التى تعبر عنها أبراج الثور والحمل والجوزاء».
ويضيف: «قرأت عن علم الأبراج كثيرًا، وعرفت ما تعبر عنه من عناصر مثل الحياة والمياه والنار والتراب والهواء، ثم بدأت أعبر عن كل عنصر منها فى تصميم واحد من فساتينى»، مشيرًا إلى أنه استهدف من وراء ذلك أن يكون لكل فستان «فانز» خاص به ومرتبط بالبرج الذى يمثله. بجانب الأبراج أبدع «نور» تصميمات أخرى تأثر فيها بأغانى المطرب الكبير الراحل محمد عبدالمطلب.
يقول: «أعشق محمد عبدالمطلب وأغانيه، وهو فى الحقيقة جدّى، وأغنياته الثلاث: ساكن فى حى السيدة ويا ليلة بيضا وبياع الهوى، ألهمتنى لتصميم ٣ فستانين ضمن مجموعة أزيائى الجديدة».
ويوضح أن «يا ليلة بيضا» أوحت له فكرة تصميم فستان زفاف، و«ساكن فى حى السيدة» أوحت له فكرة تصميم فستان «سواريه» مستمد من «جلابية بلدى»، كما أوحت له أغنية «بياع الهوى» بتصميم ثالث. وعن رأيه فى ظاهرة سيطرة التصميمات المستوحاة من التراث، خلال الفترة الأخيرة، قال مصمم الأزياء الشهير: «أزياء التراث أصبحت (تريند) وعادت للموضة من جديد فى العالم كله، وبفضل ما تمتلكه بلادنا من تراث فرعونى ورومانى وإسلامى، وغيرها، أصبح للأمر خصوصية وتميز كبيران فى مصر».
وفيما يتعلق بانتشار عروض الأزياء، قال: «بالفعل أصبحت العروض كثيرة جدًا، وهى ظاهرة صحية وليست سيئة، فالمصممون بمختلف تنوعاتهم يبدعون أزياء جديدة والزبون عليه أن يختار»، مضيفًا: «فى آخر عامين أصبح هناك تركيز كبير من الإعلام على تطورات الموضة فى مصر، وأصبحنا أكثر انفتاحًا على الجديد من الأزياء العالمية».

ميادة الشراباص: تطوير الفكرة عبر «آثار الإغريق»
عمدت ميادة الشراباص إلى تقديم طراز جديد فى عالم الأزياء، خلال أول «فاشون شو» لها، دمجت فيه بين تصميم الفساتين واستخدام الأشكال الهندسية، فى فكرة مستحدثة تبتعد عن التقليدية إلى خارج الصندوق. تقول «ميادة» عن ذلك الاتجاه: «هناك فى عالم المعمار ما يسمى (لاند سكيب)، ويقصد به التفاصيل المعمارية للمبنى، وهو الأمر الذى يوجد فى عالم الأزياء ويقصد به البنية الأساسية للفستان». وتضيف: «نظرًا لعشقى أشكال الألماظ، عملت على استخدامه فى تصميم الفساتين ودمجه مع رسومات معمارية مختلفة، ما أنتج تصميمًا أنيقًا يناسب كل الفئات العمرية، ويمكن أن ترتديه المحجبات»، موضحة: «استمددت أفكارى من الأبواب والنوافذ وواجهات المبانى». وتتابع: «تصميم الأزياء علمنى التركيز فى كل شىء مهما بدا بسيطًا، لذا كنت أشاهد الجدران والأشكال الهندسية والمعمارية للمبانى، واستمد منها فكرة أطبقها فى عالم الأزياء، وخاصة فساتين السواريه، لتخرج هذه الفساتين فى النهاية بشكل فنى يجمع بين المعمار وروح الأزياء العصرية». ورغبة منها فى تطوير فكرتها غير التقليدية، بدأت «ميادة» فى قراءة كتب التاريخ، والاطلاع على تفاصيل ومنجزات عهود الإغريق خاصة، وتطبيق ما تراه على الفساتين، وحتى التصميمات الرجالى.

رامى مسعد: كلاسيكيات الزمن الجميل والفراشات
رغم مروره بالعديد من الأزمات المتتالية خلال رحلته فى عالم تصميم الأزياء، وسعيه لأن يكون مصممًا شهيرًا له اسمه الكبير، لم يستسلم ابن مدينة المنصورة رامى مسعد وواصل طريقه متسلحًا بالموهبة وإمكانياته الفنية الكبيرة، حتى أقام أول عرض أزياء له فى أكتوبر الماضى. وعن المصدر الذى يستمد منه أفكار تصميماته المختلفة، يقول «رامى»: «أستوحى تصميماتى من الزمن الجميل، حيث الفساتين المنفوشة والتجسيم الذى يليق بالسيدة المصرية»، موضحًا أنه «يعمل على تجسيد الفراشات وبعض الأزياء الكلاسيكية فى صورة معاصرة، من أجل تصدير الموضة المصرية إلى الخارج، مع اعتمادى على ألوانى الخاصة وفقًا لطبيعة كل تصميم، فى سير مماثل لكل من إيلى صعب وزهير مراد». ويضيف أن «شكل الجسم هو الذى يحدد التصميم، بحيث يراعى هذا التصميم إخفاء أى (ديفوهات)»، لذا فهو يدرس الشخصية التى سترتدى الفستان ودورها فى المناسبة التى ستذهب إليها، ثم يختار التصميم الملائم مع مكانتها وشكلها وطولها.

سونيا بن خليل: فساتينى من التراث التونسى
تلتزم مصممة الأزياء التونسية سونيا بن خليل باستخدام تراثها المحلى فى تصميم مجموعتها من الأزياء، فالمولودة فى تونس الخضراء دائمًا ما تبهر جمهورها فى عروض الأزياء داخل فرنسا ولبنان والمغرب بالروح التونسية فى تصميماتها. وظهر فى هذه التصميمات استخدام «الحايك» وهو زى تونسى محلى، واستخدام إكسسوارات من العنبر والمرجان والأحجار الكريمة والكريستال والتيجان الملكية، بجانب «الدانتيل»، وذلك لإبراز جمال المرأة التونسية وخاصة العروس التى تحتفل قبل زواجها بأسبوع كامل، وتحتاج إلى التنوع فيما يتوافق مع عاداتها المحلية. وتقول «سونيا»: «أركز على الجانب التراثى التونسى فى تقديم أشكال مختلفة من فساتين الزفاف للعروس التونسية، بجانب تصميمات أخرى مستوحاة من التراث الثرى لبلداننا العربية الشقيقة».