رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر والسيسى والتاريخ


ليس غريبًا أن تتلاصق أو تتجاور صور الزعيم ناصر والفريق أول السيسى فى جميع الميادين والشوارع.. نعم فناصر ذلك الرجل البطل يستحضره المصريون فى كل موقف مهم يمر بنا فى حياتنا ناصر الزعيم الذى التف حوله الشعب للقضاء على الاستبداد والإقطاع وهو الذى تحدى من تحدوه وبنى السد العالى هو الذى أمم قناة السويس.. بحق كان حبيب الشعب.

فحينما خرج السيسى ليطلب من المصريين خروجًا تاريخيًا لأجل الكرامة والحياة.. كان بطلاً وتحمل نقد الكارهين والحاقدين الطامعين فى مصر.. الذين قال مهدى عاكف وهو واحدًا منهم «طظ فى مصر» حقيقة منذ ثورة يناير والتى كلما كتبت أقول - التى لم تكتمل بعد -.

فهى كانت بلا قائد نعم كان وقودها وقائدها شباب مصر شباب بلا خبرة لذلك اختطفت على يد جماعة الإخوان والمأساة أنهم نسبوها لأنفسهم! منذ ذلك الوقت وكان هناك إحساس عظيم لدى الكثيرين وبالذات جماعة المثقفين أننا فى حاجة إلى رجل ثورى يتحلى ولو بنسبة من صفات الزعيم.

ولعلنا جميعًا شعرنا كيف سلم المجلس العسكرى السابق السلطة كلقمة سهلة للإخوان.. وهنا نشعر تماماً بالفارق بين قائد وآخر إنه موقف.. ولكن لأن مصر محفوظة فى يد الله، فقد عين لها ابنًا بارًا رفض الاستسلام لمن أهانوا المصريين فكان وطنى الموقف أصيل الفكر حقق انتماء لبلاده بإخلاص وتضحية متحملاً أعباء صعبة.. لكنه استعذب كل ذلك لأجل حبه لوطنه، وتقدير الشعب وضع على عاتقه أمانة تاريخية فحافظ عليها وعليه، إن القدرة العظيمة التى تجلت فى قرارات السيسى كانت بحق مستلهمة من روح ثورة يوليو مع ملاحظة أن الجيش تحمل ضغوطًا نفسية جارحة من هذه الجماعة غير طامع فى حكم أو سلطان غير كاذب مثل من كذبوا علينا وخدعونا وعشنا أسوأ الأزمات فى شهور حكمهم البغيض.

لقد عبر السادات بشعب مصر ليحقق انتصارات أكتوبر المجيدة، وها هو السيسى يعبر بنا من الداخل إلى الداخل إلى الأعلى فى صورة تحمى هذا البلد وتحافظ عليه مؤكدة له كرامته الجريحة.. لقد تحدى عبد الناصر الأمريكان، وأذهل السادات العالم كله بحرب مازالت تدرس تضاريسها فى كليات العالم العسكرية لتقنيتها وروعتها وكيف تحطم خلالها خط بارليف.

وها هوالسيسى يتحدى الأمريكان ومعهم جماعة الإخوان ليزلزل البيت الأبيض، نعم إن الزعماء هم الذين يصنعون التاريخ أما الأقزام الضعفاء فهم الذين يدفنهم التاريخ للأبد، نعم نحن شاهدنا مصر وقد قسمها الإخوان إلى مصريين وإخوان، لاحظنا الأخونة فى كل المصالح والوزارات.

وكان لذلك أسوأ الأثر فى نفوس المصريين الذين لم يعتادوا على الانقسام بل عاشوا فى وحدة وطنية وشعبية خالدة عبر التاريخ نحن الآن فى فرح مجيد وسعادة لا توصف فالجيش والشعب لحمة واحدة وصوت ورأى واحد.

آخر العمود مأساة العديد من البشر أنهم لم يتعلموا قراءة التاريخ

■ عضو اتحاد كتاب مصر