رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزام الأحمد: أمريكا نفذت معظم بنود «صفقة القرن».. ولقاء أبومازن وهنية غير وارد حاليًا

جريدة الدستور

- عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» أكد أن السلطة لن تتسلم أموالًا ناقصة من الاحتلال
رأى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المسئول عن ملف المصالحة، عزام الأحمد، أن حركة حماس هى التى تمتلك فى الوقت الراهن قرار إنهاء الانقسام الفلسطينى.
واعتبر «الأحمد»، فى حواره مع «الدستور»، أن أمريكا تريد استبدال الصراع مع إيران بالصراع العربى الإسرائيلى، لكنه ذكر أن طهران تتدخل فى الشأن العربى والفلسطينى، وموقفها واحد من عوامل الانقسام داخل فلسطين.
ورأى أن الدوحة تعمل على تكريس الانقسام الفلسطينى، وأن الأموال القطرية التى تصل إلى غزة تعزز فصل القطاع عن الضفة الغربية، لافتًا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى تمكنت من تنفيذ الجانب الأكبر من «صفقة القرن».

■ أين وصل ملف المصالحة حاليًا.. وماذا عن الدور المصرى؟
- أعتقد أن من يمتلك قرار إنهاء الانقسام حركة حماس، ونخشى القول إن الأمر يسير إلى طريق مسدود.
ومصر كانت وما زالت تحمل على عاتقها مشاكل وهموم القضية الفلسطينية، وتبذل جهودًا مضنية للتوصل لحلول للانقسام الفلسطينى- الفلسطينى الذى أدى إلى نشر الفوضى فى الأراضى المحتلة.
■ لكن البعض يتهم السلطة بتضييق الخناق على الشعب فى غزة.. كيف ترد على ذلك؟
- هؤلاء أهلنا الذين يبايعون منظمة التحرير والرئيس أبومازن، والسلطة هى الراعى الوحيد لهم، ولا نتعايش مع الشعارات والإعلام المزيفين.
■ شهدت غزة خلال الفترة الأخيرة بعض الحملات السلبية ضد أبومازن.. كيف قرأت هذه التطورات؟
- فشل الحراك الذى هندسته جماعة الإخوان وحلفاؤها فى المنطقة فشلًا ذريعًا، وتصدى القطاع للحراك يؤكد أن الداعين له «قلة»، فيما رددت الأغلبية «فوضناك.. بايعناك».
■ إذن هل يمكن للرئيس عباس أن يزور قطاع غزة؟
- كل شىء بوقته، طبعا أكيد ممكن، فهى بلده، ولكن هناك انقسام، ونحن لا نقبل أن يصل لهناك الرئيس عباس فى هذا الوقت.
■ هل هناك لقاء سيجمع الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية قريبًا؟
- بشكل محدد ومختصر، فى الوقت الحالى لن يكون هناك لقاء بينهما، ربما فى وقت آخر.
■ ما تعليقك على الدعم القطرى لقطاع غزة؟
- نتنياهو قال بنفسه، إن الأموال القطرية التى دخلت عبر إسرائيل، وبالتنسيق معها، عززت فصل قطاع غزة عن الضفة.
■ كيف قرأت زيارة مبعوثى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط لمناقشة الشق الاقتصادى من صفقة القرن؟
- بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين، فقد تم تنفيذ معظم بنود «صفقة القرن»، وما يهمهم الآن «الضحك» على بعض المترددين فى اتخاذ مواقف حاسمة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه السلام بالمنطقة واستعادة كامل الأراضى العربية المحتلة. وعلينا أن نشير إلى أن من يتراجع عن الاتفاقيات السابقة ولا يتعهد بها هو الذى لا يريد السلام، فالإدارة الأمريكية تنفذ ما تفكر فيه، الأمر الذى يتوافق مع اليمين الإسرائيلى بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى يريد فرض الاستسلام على الشعب الفلسطينى.
■ كيف ترى محاولة الإدارة الأمريكية إنشاء محور دولى ضد إيران؟
- لاحظنا عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووى، أن الدول الأوروبية لم تنسحب، لكن واشنطن تريد لفت الأنظار بعيدًا عن تل أبيب، وتبديل الصراع العربى الإسرائيلى، بالصراع مع طهران، وكأن الاحتلال انتهى، وهذا خطأ سياسى كبير يقع فيه كثيرون من العرب.
إيران تتدخل فى شئوننا وعلى نحو سلبى، لكن لا يعنى هذا أن ندخل أنفسنا فى عداء جديد، وعلينا، حتى تحرير الأرض العربية، أن نواجه الأولويات على نحو صحيح، والتى تأتى فى مقدمتها إقامة السلام العادل والدائم فى الشرق الأوسط من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
■ السلطة ترى مواجهة إسرائيل أولوية.. وبعض الدول تعتقد أن مواجهة إيران هى الصدارة.. كيف نفض الاختلاف؟
- تقديرى أن الأمور لم تصل لذلك رغم تدخلات «الجمهورية الإسلامية» السافرة فى شئون دول الخليج، ومع ذلك هناك علاقات وسفارات تربط الطرفين، آملين أن تكف طهران عن التدخل فى الشئون العربية، لا فى دول الخليج فحسب، ولكن فى الشأن الفلسطينى أيضًا، فالموقف الإيرانى عامل من عوامل استمرار الانقسام فى الساحة الفلسطينية.
■ ما موقف السلطة الفلسطينية من اعتداءات الاحتلال وآخرها ما حدث فى مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى؟
- أصبحت مثل هذه الاعتداءات جزءًا من حياتنا اليومية منذ عشرات السنين، وأصبح قدر الفلسطينيين أن يتصدوا للأطماع الصهيونية بالمنطقة، فنحن رأس الرمح، وقضية «باب الرحمة» ليست جديدة، والاقتحامات للمسجد الأقصى متواصلة كما جرى سابقًا فى الحرم الإبراهيمى، وبالتالى ليس أمامنا إلا التصدى للعصابات الصهيونية المتطرفة ولجيش الاحتلال وحكومة اليمين المتطرف حتى نستطيع أن نفرض السلام العادل والدائم.
■ ما دور الاتحاد الأوروبى فى دعم القضية الفلسطينية؟
- كثير من دول الاتحاد لم تعلن، حتى الآن، اعترافها بالدولة الفلسطينية، على الرغم من إيمانها بحل الدولتين، وبرغم أن إقامة هذه الدولة تتفق مع بيان «البندقية» فى الثمانينيات، لكن التردد الأوروبى يزيد اليمين الإسرائيلى تطرفًا، ويزيد إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تهورًا.
■ ما الإجراءات التى ستتخذها السلطة ردًا على قرار حكومة نتنياهو اقتطاع أموال الأسرى وأسر الشهداء؟
- نحن لن نتسلم أى أموال ناقصة من المحتل الإسرائيلى، وهو قرار أولىّ، تتبعه سلسلة من الإجراءات العقابية التى سوف تتخذها السلطة الفلسطينية، إذا لم تحل المشكلة، منها إعادة النظر بكل ما يربطنا بعلاقات مع إسرائيل والاتفاقيات الموقعة بيننا.
■ ماذا عن الاجتماع السنوى لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الذى جرى مؤخرًا؟
- تستمر مؤسسة ياسر عرفات فى مهامها فى إحياء ذكرى رحيل مؤسس الثورة الفلسطينية المعاصرة، والمحافظة على تاريخه النضالى، الذى يعد أمانة فى أعناقنا، وعلينا أن نتذكر دومًا مقولته الشهيرة «لم يخلق بعد من يتنازل عن ذرة تراب من القدس وفلسطين»، وأن تبقى مدوية فى آذان الأجيال الفلسطينية المتعاقبة. يومًا بعد آخر، يزداد حضور عرفات فى حياة الأجيال التى لم تعاصره، بالتالى نتأكد أنه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة إلا بعد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حسبما كان يناضل «أبوعمار».
كيف ترى مصير العلاقات العربية الإسرائيلية؟
- نطالب الدول العربية بعدم التطبيع الكامل مع إسرائيل، وعلينا الالتزام بقنوات الشرعية العربية المتمثلة فى قرارات جامعة الدول العربية، منها مبادرة السلام العربية التى نصت على أنه لا سلام ولا تطبيع ولا علاقات مع إسرائيل إلا بعد إقامة دول فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهذا نقوله لكل أشقائنا العرب فى السر والعلن.