رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الساحرة.. منة شلبى: أدوارى الفنية لا تشبهنى.. وأقرأ سيناريو مسلسل جديد

منة شلبى
منة شلبى

محظوظة ببدايتى مع عمالقة التمثيل.. وعبلة كامل أهم ممثلة فى الوطن العربى
تصوير «أهل العيب» دون أزمات رقابية قريبًا.. وأتعاون مع حلمى فى «خيال مآتة»
إذا توافر نص قوى سأتواجد فى الموسم الدرامى الرمضانى بشكل دائم

لا يُرضى النجمة منة شلبى غير الأدوار الصعبة «المستفزة»، التى تثير قدراتها الفنية فتجعلها تجتهد فى تقديمها بالصورة المثلى، وترى فى ذلك وسيلة لتطوير إمكانياتها فى التمثيل ومن ثم الاستمرار. ورغم أنها تنظر إلى التكريم باعتباره حافزًا على تقديم ما هو أفضل لجمهورها، فإنها تعتبر نفسها «أصغر» من أن تتلقى تكريمًا على مشوارها الفنى، الذى لا تزال تستكمل خطواته. «منة» ترى أنها «محظوظة»، فبدايتها الفنية كانت مختلفة، إذ شاركت «عمالقة» على مستوى التمثيل والاخراج، فقدمت الرائعتين: «الساحر» مع محمود عبدالعزيز ورضوان الكاشف، ثم «بحب السيما» مع محمود حميدة وأسامة فوزى، لتتوالى أعمالها التى تركت من خلالها ولا تزال بصمات قوية. هذه الطبيعة الشخصية فى اختيار «الصعب»، والمشوار الفنى الحافل، تتحدث عنه منة شلبى فى حوارها مع «الدستور»، على هامش تكريمها بمهرجان أسوان السينمائى الدولى لأفلام المرأة، مؤخرًا.

■ بداية.. كيف استقبلتِ تكريمك فى مهرجان أسوان لسينما المرأة؟
- كنت سعيدة جدًا قبل حضورى إلى أسوان، لأننى أحب هذه البلد جدًا، وفرحت بالقدوم إليها مثل الطفلة التى تذهب فى رحلة مدرسية لمكان قريب من قلبها، فأسوان لها سحر خاص يخطف القلب، وكل من زارها، مصريًا أو أجنبيًا، سيقر بذلك.
ومعروف عن أهل أسوان الكرم والطيبة والنقاء، وهو ما لمسته بنفسى خلال حفل التكريم ضمن فعاليات مهرجان أسوان لسينما المرأة، حيث وجدت ترحابًا شديدًا من أهالى المحافظة الحاضرين، والذين أعتبرهم «أطيب ناس قابلتهم فى حياتى».
■ أهديت التكريم لوالدتك.. ما الذى تمثله فى حياتك؟
- «دى قلبى وحياتى كلها»، أدين لها بالفضل فى كل شىء بعد ربنا، و«كان نفسى تكون موجودة معايا فى التكريم»، لكن الظروف كانت أقوى ولم تستطع الحضور.
■ هل ترين أن تكريمك جاء متأخرًا بعد سنوات طويلة قدمتى خلالها أعمالًا كثيرة مهمة فى مكتبة السينما المصرية؟
- دائمًا ما أرى أننى أصغر من أن يتم تكريمى، بحكم أنى ما زلت أواصل مشوارى الفنى الذى لم يكتمل حتى الآن، وأعتبر نفسى ممثلة ما زال أمامها الكثير من سنوات العمل، لذا غالبًا ما كنت أرفض التكريمات، وأعتبر أن وقتها لم يحن بعد، لكنى، فى الوقت نفسه، أرى التكريم حافزًا ومشجعًا لى على تحقيق ما هو أفضل لجمهورى، وأن أحافظ على تقديرهم لى، ويجعلنى لا أخذلهم ولو لمرة.
وتكريمى فى مهرجان أسوان تحديدًا له مكانة كبيرة فى قلبى، لأن المهرجان عن «سينما المرأة» بشكل خاص، وفى دورته الأولى عرض فيلمى «نوارة»، وتكرر الأمر خلال الدورة الحالية، وهو ما يعكس اجتهادى فى تقديم هذا الدور.
■ كيف ترين فكرة تنظيم مهرجان لـ«سينما المرأة»؟
- تنظيم مهرجان خاص بسينما المرأة واختيار مقره فى الصعيد فكرة فى منتهى الذكاء، لأن «ستات الصعيد» يمتلكن شجاعة وصلابة ومثابرة وتحملًا كبيرًا لمصاعب الحياة، كما أننا فى حاجة لأعمال فنية كثيرة تهتم بقضايا المرأة بشكل أكبر، لذا أشكر أسرة المهرجان على هذا التكريم، والذى جمع بين السينما والمرأة.
■ ننتقل إلى أعمالك الفنية المقبلة.. هل انتهت أزمة فيلم «أهل العيب» مع الرقابة؟
- فيلم «أهل العيب» من الأعمال المهمة التى أنتظرها بشكل شخصى، خاصة أن لدىّ شغفًا كبيرًا للعمل مع مخرجه محمد ياسين، وأؤكد أن ما تردد عن مواجهة العمل لـ«أزمة رقابية» أو غيرها غير حقيقى، وسنبدأ تصويره خلال فترة قريبة.
■ ما حقيقة تعاونك مجددًا مع النجم أحمد حلمى؟
- نعم، وهو عمل سينمائى يحمل اسم «خيال مآتة»، من إخراج خالد مرعى، وتأليف الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، ومن المؤكد أننى سعيدة بتعاونى مع «حلمى» للمرة الثالثة، وعلى المستوى الشخصى أعتز به وأعتبره من أهم «الكوميديانات» فى مصر خلال السنوات الأخيرة، كما أن «وشنا حلو على بعض»، إذ قدمنا فيلمين حققا نجاحًا قويًا جدًا وهما «كده رضا»، و«آسف على الازعاج».
■ ما أكثر دور قدمتيه فى السينما وترين أنه يشبهك أكثر؟
- لا أعتقد أن هناك تشابهًا بين شخصية قدمتها وشخصيتى الحقيقية، والسبب أننى دائمًا ما أختار الأدوار البعيدة عن طبيعتى، فبرغم أن شخصيتى فى الحقيقة تميل للمرح والفكاهة والرومانسية، أبتعد دائمًا عن الأدوار الكوميدية والرومانسية، وأختار أدوارًا صعبة بها تحدٍ وتستفزنى على المستوى الفنى، وهو ما يرهقنى أكثر، لكن يساعدنى فى تطوير قدراتى الفنية، ومن ثم الاستمرار.
وفى آخر أعمالى السينمائية «تراب الماس»، قدمت شخصية صعبة جدًا، لمست الجمهور بشكل كبير، و«شوفت ده بنفسى فى الشارع» ومن خلال تعليقات الجمهور على منصات «السوشيال ميديا»، وأرى أن مهمتى هى ألا يشاهدنى الجمهور «منة شلبى»، وأن أنقل له الشخصية التى أجسدها.
■ كيف تختارين أعمالك السينمائية إذن؟
- هناك مرحلة يمر بها أى فنان فى البدايات هى مرحلة الانتشار، والتى لا يكون لديه حرية الاختيار فيها، لكنى على المستوى الشخصى كنت فى بداية مشوارى «محظوظة»، فالأعمال التى لم أكن حرة فى اختيارها كانت قوية جدًا وحققت لى انتشارًا كبيرًا، ومع عمالقة الفن، ما جعل الأمور أكثر سهولة أمامى بعد ذلك.
فالبداية التى عرفت الجمهور بى كانت مع النجم الراحل محمود عبدالعزيز فى فيلم «الساحر»، وبعده قدمت «بحب السيما»، ثم «كلم ماما» و«فيلم هندى» و«وأوعى وشك» و«أحلام عمرنا»، وصولًا إلى فيلم «أنت عمرى»، الذى بدأت منه الحصول على أدوار بطولة بشكل مختلف.
وفى بداياتى تعاونت مع نجوم كبار مثل محمود عبدالعزيز، وأتشرف بأننى لحقت الأستاذ يوسف شاهين، وكنت محظوظة بدعم مخرجين كبار كانوا سببًا فى وجود اسم منة شلبى، بداية من رضوان الكاشف وأسامة فوزى ومحمد خان ومروان حامد وهالة خليل وخالد مرعى ويسرى نصرالله. وحرصت أثناء التكريم أن أذكرهم شخصًا شخصًا، لأنهم-وبدون مجاملة- قدمونى للجمهور، ولو حتى فى دور واحد، سواء كان مشهدًا أو بطولة.
■ تتغيبين عن الدراما منذ مسلسل «واحة الغروب» قبل عامين.. لماذا؟
- إذا توفر نص قوى كل عام سأتواجد كل عام، ولا أقدم أى أعمال لمجرد الرغبة فى المشاركة وحسب، كما لا يتملكنى «وسواس» الظهور فى شهر رمضان، وأختار النص الجيد دون النظر إلى الموسم الذى يقدم فيه العمل، والآن تلقيت نصًا جيدًا بالفعل أعمل على قراءته، لكنى لست متعجلة أو مرتبطة بموسم معين.
■ أخيرًا.. قلتِ إن الفنانة عبلة كامل هى مثلك الأعلى فى التمثيل ولا أحد يشبهها.. لماذا؟
- أنا مثلى الأعلى كل فنانة أعطت وأضافت للمكتبة الفنية فى مصر، ومن هؤلاء نادية لطفى وسعاد حسنى، وأنا دائمًا ما أبحث عن عمل به دور مختلف وقوى، ولا أبحث عن الوجود فقط ولا الشهرة، وهى الصفات التى وجدتها فى الفنانة عبلة كامل، فهى ليست سعاد حسنى مثلًا، لكنها «فنانة استثنائية» وأعتبرها «أهم فنانة فى مصر والوطن العربى»، ورائدة «مدرسة الأداء التمثيلى الطبيعى»، لكنها لم تحصل على حقها فى الشهرة، رغم أنه «ما فيش واحد فى مصر ما بيحبش عبلة كامل».