رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف عبّرت «شوكولاتة» السينما الأمريكية عن الحب؟

جريدة الدستور

«لا أحد سيأتى لنجدتك فى حزنك وكآبتك وإحباطك ووحدتك وخيباتك العاطفية إلا الشوكولا، تلك اللعنة الشهية تذوب فى فمك، وتعيد برمجة مزاجك نحو الأجمل، تملؤك نشوة وتترك مذاقا متأخرا للذتها، كما لو كانت تلغى ما سبقها».. الجملة السابقة التى كتبتها الروائية الجزائرية أحلام مستغانمى، ربما تلخص مشاعر كثيرين فى العالم، حول هذه المادة الغريبة، التى تتسم بنكهتها ومذاقها وقوامها المختلف، ما يجعلها أحيانا صديقا فعالا فى أوقات المحنة والفرح والغضب والرومانسية.

هوليوود استثمرت هذه المادة فى أفلامها، وأظهرت الشوكولاتة باعتبارها مرادفا للحب والحياة والشغف والجنون، كما ظهر فى فيلم «Faith، Love and Chocolate»، الذى صدر نهاية العام الماضى.
ففى إطار تناول السينما الأمريكية للشوكولاتة تحولت هذه المادة إلى مرادف للشغف بالحياة، وحملت معانى كثيرة مثل الحرية والمتعة والتحرر، وهو ما ظهر فى هذا الفيلم الذى أخرجه جيفرى داى، وشارك فى تأليفه مع توماس لوكريدج.
قام ببطولة فيلم «Faith، Love and Chocolate» كل من: كاثلين أشكرافت وربيكا روبلز وجابرييل مارى ميلر ولويس روبرت طومسون وسيدنى بولاك، وتناول الإيمان والحب اللذين يمكن أن يمنحهما الإنسان للآخرين أو يتلقاهما منهم، بالإضافة إلى مصاحبة الشوكولاتة ودورها فى حياة بطلة الفيلم.
هذه العناصر الثلاثة التى تظهر فى اسم الفيلم تتحول فى الأحداث إلى ٣ فتيات هن: «جيسيكا» و«إميلى» و«آشلى»، اللاتى يتخرجن فى الجامعة محملات باعتقادات حالمة حول الحب الحقيقى والصديق المثالى ووظيفة الأحلام، ثم يصطدمن معا بالواقع الصعب، ما يجعلهن يدركن أن الحياة ليست مجرد نزهة.
وفى إطار الحبكة الدرامية التى تهدف لتزويد الشباب بعدد من القيم الإيجابية حول الصداقة والعلاقات العائلية وكيفية مواجهة عقبات الحياة، تحاول الشابة «جيسيكا ميلر»، التعامل مع العالم الجديد بعد التخرج، وتبدأ رحلة بحثها الخاصة لاكتشاف الهدف والإيمان، وتصاحبها الشوكولاتة، صديقتها العزيزة، طوال الرحلة.
ومع مواجهة التحديات، تعانى البطلة من أجل تعلم كيفية النجاة فى هذا العالم القاسى، ووقتها يقدم لها والدها هدية خاصة من والدتها التى توفيت عندما كانت فى التاسعة من عمرها، هى عبارة عن صندوق من الذكريات، يساعدها على تعلم الأسرار البسيطة للحياة، لكن يكون عليها أن تجد الإيمان والشجاعة الكافية لفتح هذا الصندوق.
وخلال بحثها عن الإيمان، تلتقى «جيسكا» بامرأة أمريكية من أصول إفريقية، تملك شخصية شديدة المرح رغم معاناتها من مرض «ألزهايمر»، كما تملك رؤية روحانية متميزة، تساعد بها البطلة فى فهم أسرار الحياة المحيطة بها، وتساعدها فى الحصول على روح الشجاعة المطلوبة، كى تفتح صندوق الذكريات الخاص بأمها.
ويعد الفيلم واحدا من الأعمال الهوليوودية الكثيرة التى تربط بين الحب والشوكولاتة بشكل ما، وهو الأمر الذى يتكرر فى عدد من الأفلام، ربما كان آخرها الفيلم التليفزيونى الذى يحمل اسما مشابها هو «Love Romance & Chocolate»، والصادر منذ أيام قليلة.
ويروى الفيلم الأخير قصة المنافسة بين البطلين «إيما» و«لوك»، من أجل أن يصبحا من صانعى الشوكولاتة للعائلة المالكة البلجيكية، ويستطيعان عن طريق الحب والرومانسية تكوين تشكيلات ملهمة وفريدة من هذه المادة الساحرة.
الفيلم من إخراج جوناثان رايت، وتأليف ريبيكا شيشتر، وبطولة النجوم لاسى شابيرت، وبريتانى بريستو، وهيل كيمب، وتلعب فيه شابيرت دور «إيما»، الشابة التى تعرضت لصدمة عاطفية، قررت بعدها أن تقوم برحلة خاصة تغير فيها حياتها.
وفى الرحلة تلتقى «إيما» بالشاب «لوك»، فى خضم المنافسة من أجل صناعة الشوكولاتة الأكثر تفردا وتميزا ورومانسية، استعدادا لحفل الزفاف الملكى المقبل، فيستعمل كل منهما كل مهاراته فى الطبخ للفوز بالمسابقة، قبل أن يجمع الحب بينهما.