رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضياء رشوان: الجماعة الصحفية استدعتني لمنصب النقيب.. والمهمة صعبة

ضياء رشوان / تصوير-أحمد-حسن
ضياء رشوان / تصوير-أحمد-حسن


رفض الربط بين الإعلان عن زيادة البدل والمعركة الانتخابية.. وبشر أهالى المحبوسين بـ«أخبار جيدة»
لا تعارض بين رئاستى لهيئة الاستعلامات وتولى منصب نقيب الصحفيين
لا مغنم من الترشح ومواقفى السابقة خير دليل.. وواجهت مكرم محمد أحمد فى عز جبروت مبارك


«النقابة بلا نقيب تحبه، أفضل من نقيب تحبه بلا نقابة».. بهذه الجملة اختصر الكاتب الصحفى، ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، المسافة على شباب الصحفيين، المنادين بمقاطعة انتخابات نقابة الصحفيين، المقرر لها بداية الشهر المقبل، داعيًا إياهم إلى المشاركة بكثافة واختيار الأفضل.
ويخوض «رشوان»، الذى شغل منصب نقيب الصحفيين من قبل، انتخابات النقابة للمرة الرابعة فى تاريخه، متسلحًا هذه المرة بآمال وطموحات عديدة، فى ظل الاتجاه لتعديل قانون الصحافة فى الفترة المقبلة، بما يُلبى مطالب واحتياجات الجماعة الصحفية، التى يؤكد «رشوان»، فى حواره مع «الدستور»، أنها تأتى على رأس أولوياته.
ويربط المرشح لمنصب النقيب حقوق الصحفيين بقوة الدولة واستقرارها، مؤكدًا أن غياب هيبة النقابة على مدار السنوات الماضية حرم الصحفيين من تحقيق مرادهم فى المجتمع المصرى ومع مؤسسات الدولة، ملقيًا الضوء على أزمة الثقة التى تمر بها صاحبة الجلالة بعد أعوام من المعالجات غير الصحيحة والانشقاقات التى أثرت سلبًا على صورة النقابة، وغيرها من الملفات فى الحوار التالى.



■ بداية.. كيف اتخذت قرار ترشحك على مقعد نقيب الصحفيين؟
- طالبنى أعضاء الجمعية العمومية بالترشح، طول الشهرين الماضيين، وأسعدنى أن مختلف أطياف النقابة تواصلوا معى فى هذا الصدد، وليس من فصيل واحد، بالإضافة إلى تواصل عدد كبير من شباب الصحفيين معى لاتخاذ قرار الترشح.
وأود التوضيح بأن شباب المهنة هم مستقبلها، فى حين أن أمثالى يؤدون واجبات الوداع بعد أن قضينا عقودًا طويلة فى العمل الصحفى والمهنى، وأطالبهم بالحفاظ على المهنة ووضعها نصب أعينهم.
أما عن ترشحى، فقد جاء فى المقام الأول، لأننى مستدعى من الجمعية ولى مهام محددة ذات طباع صعبة، وأدركها جيدًا وكل ما هو آتٍ يستوجب تعاونًا وتكاتفًا من جميع أعضاء الجمعية العمومية، ومن هنا جاء شعار الحملة الانتخابية، ولن أفلح فى تلك المهام بمفردى، إذا لم يتعاون الجميع، ولا تعولوا علىّ وحدى بل التعويل الرئيسى على أعضاء الجمعية العمومية ووضع اليد فى اليد ولم الشمل.
■ ما المهام المباشرة التى تضعها ضمن أولوياتك؟
- على المجلس القادم أن يسعى بكل قوة لاستعادة هيبة النقابة المفقودة خلال الفترة الماضية، التى أثرت سلبًا على مهنة الصحافة فى المجتمع ومؤسسات الدولة.
وهناك أزمة لا تتعلق فقط بالصحافة المكتوبة بل والإلكترونية أيضًا، ولا تنخدعوا فى تراجع توزيع الصحافة المطبوعة، وتزايد الإقبال على المواقع الإلكترونية، فالاثنان لديهما أزمة تتعلق فى فقدان الثقة بمهنتنا برمتها.
بدأت حملتى الانتخابية من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية لأنه بيتى، وسألتهم عن مثال صغير يوضح حجم أزمة الثقة فى الصحافة المصرية، وقلت لهم كام واحد معلق «بادج» نقابة الصحفيين على سيارته، فلما لم أجد أحدًا، بالرغم من أنه منذ ما يقرب من ٨ سنوات كان بادج النقابة على السيارة حصانة للصحفى.
الآن اختلفت الأوضاع، وأصبح الصحفى يحاول إخفاء هوية مهنته، وبالتالى هناك خطر على المهنة برمتها، وليس فى الصحف أو المواقع الإلكترونية فقط، علاوة على التأثير السلبى الكبير لمكانة المهنة فى المجتمع المصرى.
■ هيبة الصحفيين المفتقدة.. كيف نسترجعها إذن؟
- أول ملامح الهيبة أن تختلف وأن تتوافق فى ذات الحين، فغير مقبول أن نشاهد فى الجمعية العمومية أمرين، أولهما عدم اكتمال نصابها القانونى فى الانتخابات، فمجرد تواجد الصحفيين بأجيالهم مع أساتذتهم الكبار وأشقائهم الصغار فى شارع عبدالخالق ثروت- مقر النقابة- بحشد قوى يعكس للجميع أن هناك نقابة مترابطة وقوية لها هيبة ووقار.
الأمر الثانى، أن الاختلاف وارد فى الانتخابات، ولكن داخل الاختلاف لا بد أن نحافظ على موقفنا ومبنى النقابة، فمن غير المقبول صدور أفعال غير أخلاقية وتحطيم المهنة بأيدينا، بما أثر على هيبة النقابة أمام المجتمع ومؤسسات الدولة.
وعلى سبيل المثال، لو أن مجلس النقابة والنقيب اختلفا، فهنا تضيع الهيبة، لأننا نصدر الصورة للخارج، معلنين أن بيتنا من الداخل مخرب، وأنا لن أكون نقيبًا لمجموعة واحدة، لدىّ موقفى السياسى وانتمائى المهنى والمؤسسى، كل هذا لا بد أن يكون خارج نقابتى المهنية.
■ هل تعتزم تشكيل قائمة انتخابية خلال الأيام المقبلة؟
- لا توجد قائمة للنقيب، وبالتأكيد سأصوت لأشخاص بأعينهم، وسيكون هناك رأى إيجابى فأقل إيجابية نحو أشخاص، فهذا أمر طبيعى، أما أن يضع النقيب نفسه فى قائمة بعينها قبل الانتخابات فهذا أسلوب لم ولن أتبعه أبدًا، وترشحت فى النقابة أعوام «٢٠٠٩ و٢٠١٣ و٢٠١٥»، وهذه هى المرة الرابعة لى ولا مرة تم خوض هذه التجربة بقائمة بعينها. أقبل رأى الجمعية العمومية فى شخصى، وزملائى الذين سيحصلون على تأييد منهم سيكون لهم كل الدعم والمساندة بالرغم من تنوعهم الفكرى واختلافهم، لن يحول أبدًا السعى حول الحفاظ على هيئة المجلس وتوافقه بالرغم من هذه الاختلافات الطبيعية داخل المجلس.
■ كيف ستحتوى الاتجاه المعارض داخل المجلس حال فوزك؟
- السؤال فى غير محله، لاسيما أن هذا المعارض لن يكون معارضًا ضد شخصى، أولًا أنا لست فى معسكر المعارضة ولا فى معسكر الموالاة، لأن المعسكرين داخل النقابة يجب أن يختفيا فى ضوء المصالح المهنية والنقابية.
■ البعض يردد أنك حسمت المنافسة ويطالب الشباب بالعزوف عن الانتخابات.. ما رأيك؟
- لا يوجد ما يسمى انتخابات محسومة، وفيما يتعلق بعدم احتشاد شباب الصحفيين، فأقول لهم «عاوزين تضيعوها ضيعوها».. ومن يريد أن يأخذ موقفًا ويقول «طظ فى النقابة والمهنة» لأن الذى أحبه لم ينجح فى هذه الظروف الحرجة التى تمر بها المهنة والمؤسسات الخاصة والقومية والحزبية، فأقول لهم «أنتم بتضيعوا أنفسكم».
الانتخابات تتم كل عامين، وإذا لم يتمكن الشاب من بناء كيان قوى للنقابة بالحضور والمساهمة بقوة فى العملية الانتخابية فلا يلوموا إلا أنفسهم، وأرى أن «النقابة بلا نقيب تحبه أفضل من نقيب تحبه بلا نقابة»، وإذا غاب الشباب عن المشهد الانتخابى سيدفعون باهظًا ثمن هذا الغياب، والثمن قاسى، نحن فى مرحلة صعبة جدًا فى عمر هذه المهنة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادى والمرتبات، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، ومن يريد أن ينجو من هذه المرحلة عليه المشاركة الفعالة.
■ كيف ترى التحديات التشريعية للنقابة والمهنة خلال الفترة المقبلة؟
- إذا لم تكن هناك جمعية عمومية واضحة وقوية، فلن يتم الأخذ برأى النقابة، المتمثلة فى الجمعية العمومية، فى المناقشات، وإذا رأى المشرع أن هناك غيابًا من هذه الجمعية العمومية، سيقال لنا شكرًا على رأيكم ولن يؤخذ به، وسيتم إعداد قوانين لا تتناسب مع الصحفيين، ولا تلبى رغباتهم من صاحب الصفة «مجلس النواب» الذى يعطيه الدستور هذا الحق.
رسالتى للشباب الذى يعتزم اعتزال الشأن النقابى: «هتقعد فى البيت المرة القادمة لأن مش هيبقى فيه نقابة أصلًا»، ولا يوجد ما يسمى بالثبات على الحال، والنقابة ليست أبدية بل كيان لا يجب الحكم عليها بالموت، ومستقبلكم كشباب المهنة أنتم المسئولون عنه، ومن يرغب أن يدعم نقابته عليه خوض كل صعوباتها.
■ بالتأكيد هناك حسابات انتخابية دفعتك لخوض الانتخابات.. ما هىّ؟
- أنا لست محترف انتخابات إطلاقًا، وليس لدى أى حسابات انتخابية، بدليل أننى خضت التجربة فى ٢٠٠٩ عندما لم يجرؤ أحد على مواجهة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد فى عهد مبارك، وخضت انتخابات مجلس الشعب فى ٢٠١٠ فى بلدى وأُسقطتْ، وفى عام ٢٠١١ لم أخض انتخابات بالرغم من أن المنافسة كانت سهلة عقب الثورة، وفى ٢٠١٣ خضت الانتخابات أمام الإخوان، ولم يكن لدى أى حسابات انتخابية بل إيثار، واليوم ليس لدى أى مغانم من خوض هذه الانتخابات.
■ هل حدثت تفاوضات مع النقيب السابق لانسحابه؟
- هذا قراره الشخصى، وليس من الطبيعى أن أطالبه بالتنازل لى، بل كان قراره بمطلق حريته، ويحيى قلاش لم يترشح ويدعمنى فى هذه الانتخابات.
■ يرى البعض أن إعلانك زيادة «بدل التكنولوجيا» جاء لتحقيق مكاسب انتخابية.. ما ردك؟
- غير صحيح، والتاريخ يُثبت ما أقول، خاصة أننى اُنتخبت أول مرة فى عام ٢٠١٣، ولم أتحدث عن البدل إطلاقًا، ووجدت البدل ٧٦٠ جنيهًا، ونجحت فى أن أجعله ٩١٨ جنيهًا بعد يومين فقط من تولى المسئولية، ثم زاد البدل بعد ذلك إلى ١٢٠٠ جنيه دون انتخابات ودون أن أكون نقيبًا، وآخر مرة أصبح ١٦٨٠ جنيهًا.
الملاحظ، أن بدل الصحفيين زاد فى آخر ٦ سنوات بمقدار ٩٢٠ جنيهًا، وربنا كرمنى بزيادة فى مدتىّ فقط ٧٢٠ جنيهًا والـ٣٠٠ من النقيب السابق، وحاليًا حصلت على موافقة رئيس مجلس الوزراء على زيادة البدل لـ٢٥٪ ليصل إلى ٢١٠٠ جنيه قريبًا.
■ ما تعليقك على من يجمع بين منصب نقيب الصحفيين والعمل فى موقع آخر؟
- لا يوجد ما يسمى «نقيب متفرغ»، لأنه عمل تطوعى فى الأصل، بالإضافة إلى أن اشتغاله فى المهنة لا يعد منصبًا مزدوجًا، ولا يوجد ما يسمى «شغل نقابى» فقط، لا بد أن يكون مهنيًا فى الأساس حتى يكون نقيبًا، لم ينص قانون نقابة فى العالم على أن العمل النقابى «مهنة» بل هو عمل تطوعى.
ومن طعن على أحقيتى فى الترشح لم يكلف نفسه بالقراءة عن طبيعة العمل فى هيئة الاستعلامات، ولا يوجد أى تعارض، خاصة أن الهيئة لا يوجد بها صحفى بل هم من الباحثين والإعلاميين.
وهناك توصيات فى القانون المنتظر حول مقعد نقيب الصحفيين، منها ألا يشغله رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية، حتى لا يحدث تعارض حال رفده لأحد الصحفيين لديه. ولا تعارض مع الهيئة العامة للاستعلامات فى هذا الصدد، بل ربما تكون مكملة لعملى فى نقابة الصحفيين، ومن حق الزملاء الطعن على ترشحى، والقانون سيفصل بيننا، خاصة أننى أؤكد على صحة ترشحى.
■ أخيرًا.. كيف ستتعامل مع ملف الزملاء المحبوسين؟
- أعمل بشكل مكثف على النطاق المهنى فى التعامل مع ملف المحبوسين من خلال حصرهم والمتابعة المستمرة لهم وليس من خلال بيانات الإدانة التى لا أميل إليها، وأبشر بأخبار جيدة فى هذا الملف، والنقابة دورها دعم الصحفيين قانونيًا، والدفاع عنه.