رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكوميديا تنقذ "محمد هنيدي" من الفشل

محمد هنيدي
محمد هنيدي

4 سنوات كانت من الممكن أن تطيح بالفنان محمد هنيدي إلى عمل آخر، وظيفة أخرى، محملًا بالأسى، فشل في تحقيق حلمه، بعد محاولات عديدة في الدراما والسينما والمسرح.

قطع "هنيدي" عهدًا على نفسه، لو أنه بلغ سن الخامسة والثلاثين دون أن يحقق شيئًا في مجال التمثيل، يبحث عن عمل آخر، مهنة أخرى، لكن قبل وصوله إلى هذه السن بأربع سنوات، حقق نجاحًا، لم يتوقعه.

يقول"هنيدي": خطوات كثيرة جدًا، قطعتها، كنت أشعر بأنني أقفز قفزات واسعة، فالحمد لله على نعمته التي لم أحلم بها، ولا أستطيع أن أحسبها، كل ما أعرفه أن الله جعلني أتقدم إلى الأمام كثيرًا، ولذلك أحاول أن أشكره بكل طريقة، وأنتهز أية إجازة لأسافر لقضاء العمرة"؛ حسب الأهرام العربي، 1999.

أدوار صغيرة، منحته الفرصة، لكنها مع الكبار، مشهدين في "سرقات صيفية" مع يسري نصر الله، مشهدين في "إسكندرية كمان وكمان" ليوسف شاهين، وأدوار صغيرة أخرى مع عاطف الطيب وداوود عبد السيد، ثم "حلّق حوش" الذي علق من خلاله بأذهان الجمهور بشخصية "فرج"، ثم "البطل" مع أحمد زكي، وحدث أثناء التصوير موقفًا طريفًا معه، قلت له: صباح الخير يا أستاذ أحمد، فرد: أنا مش أستاذ أنا فلان وأنت فلان، أسماؤنا في الفيلم، وإحنا أصدقاء زي الفيلم".

لم يكن فيلم "إسماعيلية رايح جاي" نجاح شيطاني، فجأة، سبقه خطوات عديدة، "سارق الفرح"، "قشر البندق"، "بخيت وعديلة"، لكن الفيلم حقق نجاحًا، ولفت الأنظار لهنيدي وزملائه، محمد فؤاد، خالد النبوي، وضعهم أمام الجمهور، صفق لهم، وانتظر منهم القادم، بل وضع "هنيدي" في مواجهة عادل إمام مرة واحدة، وتوقع النقاد والفنانين أن ظهوره سيسحب البساط من الزعيم، لكن هنيدي اعترف بفضل عادل إمام ليس على نفسه فقط بل على بقيه جيله، حيث أضاف "إمام" مشهدا في نهاية فيلم "بخيت وعديلة" من أجله، ويقول: عادل إمام هو اللي طلعني في "المنسي" أنا وآدم ومع أشرف في "الإرهاب والكباب" وطلعني في "بخيت وعديلة"، هذا الرجل أحبه من صغري وفي "ألابندا" فوجئت به وهو وسعيد صالح في الصالة وسط الجمهور"؛ حسب "المصور" 1999.

بعد نجاح "إسماعيلية رايح جاي"، شن محمد فؤاد هجومًا على "هنيدي"، بحجة أن الأخير رفض الاشتراك معه في فيلم "تيفة وثومة في أرض الحكومة"، وظهر في حوار مع مجلة "الكواكب" وقال إن "هنيدي" لم يكن في باله عند كتابة الفيلم وأنه كان يريد تغير السيناريو من أجل هنيدي لكنه اكتشف أن هنيدي لا يفيد الفيلم، وذكر: لن أتخلى عن دوري في تقديم الوجوه الجديدة، وتابع تصريحاته بكلام مُضحك، لم يقله هنيدي أصلًا، فقال: إذا لم يتوقف الهجوم على عادل إمام سأعتزل السينما"، لكن هنيدي لم يرد وصمت.

ظهرت بعض الانتقادات تجاه ما يقدمه هنيدي، بأن أعماله خفيفة، لا تقدم مضمونًا عميقًا، تخلو من القضايا الكُبرى، بلا موضوع، هدفها الإضحاك فقط، لكنه رد: هذا ليس صحيحًا، فيلمي الأخير "إسماعيلية رايح جاي" موضوعه جيد، ويتعرض لقضية وطنية واجتماعية تخص الشباب، لكن ما المانع في أن نقدم الموضوعات التي نريد مناقشتها في فيلم بسيط وخفيف، هذا ليس عيبًا، لأنني لا أحب أن أقدم كل ما أريده في إطار بسيط وخفيف، هذا ليس عيبًا، لأنني لا أحب أن أقدم وجهة نظر طئيبة بشكلها "الغم"، أنا أقدم كل ما أريده في إطار بسيط ولذيذ، السهل الممتنع هو ما أطمح إليه.

بخبث حاول مفيد فوزي من هذه الزاوية أن يحرج هنيدي، وجيله، باعتبار أن مدلول أعمالهم الفنيه يطرح انعدام ثقافتهم، وسأل هنيدي عن "العولمة": كيف ترى العولمة في غياب المضمون؟"، فرد هنيدي: يعني إيه عولمة، وتبعها بضحكة دون أن يجيب عن السؤال.

يرى هنيدي الكوميديا بشكل البسيط، بعيدًا عن التنظيرات المعقدة التي تدخل في تعريفات عديدة للكوميديا بتنويعاتها المختلفة، يقول: مفهومي البسيط للكوميديا بعيد من التنظير، أنا إنسان بسيط اتمتع بموهبة، فلم لا أسعد الناس بها؟، كل ما أفهمه هو إسعاد الناس، تحملوا زحمة المواصلات والسير وتركوا مشكلات البيوت مش علشان سواد عيوني، بل على أمل ان يضحكوا وينسوا همومهم معي، هذه هي الكوميديا في وجهة نظري؛ حسب "الحياة" 2000.

ومن هذا المنطق، رفض هنيدي المشاركة في أفلام تتعرض لجدال حول موضوعات ذات خصوصية، الدين مثلًا، اعتذر عن فيلم "هنيدي" لأنه يتعرض لقضية دينية لا يحب الخوض فيها.

أيام الجامعة قدم هنيدي اسكتش عن شخص صعيدي متزمت جدًا، قابل بنت"فافي" يحبها، وأثناء العمل على بروفات مسرحية "ألابندا" خطرت على باله فكرة تقديم فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، وأثناء ذلك كان مدحت العدل حاضرًا في مسرح الفردوس، فعرض عليه الفكرة واتفقا، وبعد مرور شهر، هاتف مدحت العدل هنيدي وأخبره بالانتهاء من كتابة السيناريو، وعندما علم محمد العدل بالحكاية وافق على إنتاج الفيلم، واتفقوا مع سعيد حامد على إخراجه.

يحكي هنيدي: لقد حدثت أشياء في هذه التجربة أظن أنها تفوق الخيال، فبعد مرور أسبوعين على بدء تصوير الفيلم لم تكن هناك بطلة، وعندما جاءت زميلة صورت يومًا الدور الخاص بها، لكن المخرج قال إن هذه الفتاة سوف تقوم بدور البطلة، وأحمد السقا قرأ الدور الخاص به لكنه قام بتصوير دور آخر، لدرجة أنني نسيت اسمه الجديد وقضيت فترة لأحفظ فيها هذا الاسم"؛ حسب "الأسبوع"1998.

بعد النجاح الساحق لفيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، وتحقيقه في الأسبوع السابع لرقم 15 مليون ونصف المليون جنيه، انتظر البعض أن يغتر هنيدي لكنه رد: "اتفقت أنا وسعيد حامد مخرج الفيلم ومحمد العدل المنتج ومدحت العدل المؤلف، أن نغتر كل يوم أربعاء، على بعض، وليس الناس، أعوذ بالله من الغرور، فهو يصيب من يبتعد عن الله، وأنا لن أبعد عنه".

مسرحية "عفروتو" كانت مسلسلًا إذاعيًا قدمه في موسم رمضان 1995 باسم "عفريت الهانم" بالمشاركة مع نجلاء فتحي، واتفق يومها مع المؤلف أحمد عوض أن يقدمونها للمسرح، وتم تغيير بعض التفاصيل بها لتناسب الأدوار واستُبدل دور الهانم بدور الفنان حسن حسني.