رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أصبح "عادل أدهم" عميد أشرار السينما المصرية؟

عادل أدهم
عادل أدهم

باستثناء فيلمه الأول "هل أنا مجنونة"، فإن الكثير من الأفلام التي قدمها عادل أدهم في السنوات الأولى من علاقته بالسينما، كان أغلبها من النوع الكوميدي، لكنه تحول بعد ذلك حتى أصبح ملقبا بـ"عميد الأشرار".

يقول الكاتب محمود قاسم، في كتاب "الوجه والقناع.. أشرار السينما المصرية" كان عادل أدهم شريرا، وظل يتطور حتى أصبح عميدًا للأشرر في السينما طوال ثلاثة عقود تقريبا، مضيفا أن تكوينه الجسماني وموهبته السهلة الاكتشاف، جعلته صار الملك المتوج في هذه العقود لأداء هذه الأدوار ـ شاب طويل خفيف الشعر يصلح لأدوار الجنتلمان، حيث يجيد التعبير بوجهه جاد غالبا خفيف الحركة يرمز إلى قوة الذكورة في أغلب هذه الأفلام، وأيضا إلى القوة الجسمانية يمكنه تمثيل دور رجل الشرطة، أو زعيم العصابة أو المجرم الفردي الذي يدير كل شئ بمفرده، يستخدم السلاح أو يديه.

ويتابع أنه في فيلم "هل أنا مجنونة" أدى عادل أدهم دور رجل يطمع في ثروة هدى الفتاة البالغة قليلة الخبرة الشديدة التعلق بأبيها، والتي فقدت بوفاة أمها الكثير من الحنان، وبزواج أبيها عاشت في المزيد من التجاهل وتتفاقم عقدها النفسية فتتردد على عيادة الدكتور الذي يكتشف أنها بالغة العنف، أما الشخصية التي جسدها الممثل فهي لشاب يطاردها ويحاول إيهامها أنها مجنونة من أجل أن تستسلم له، لكن لكثرة مطاردته لها تدور مشادة بينهما، يموت على إثرها فيتم القبض عليها، وفي المحكمة يسعى الدكتور أحمد إلى إثبات برائتها.

ويروي الكاتب أن، الذين شاهدوا عادل أدهم في هذا الدور سيلاحظون كافة السمات التي اتسم بها فيما بعد في أدوار الشر، التي بدأت تتسع مساحتها من فيلم لآخر بعد مجموعة من الأدوار لشخص طيب نبيل في العائلة الكريمة عام 1964، ولصديق في "الخائنة" لكمال الشيخ عام 1966، ولرجل دبلوماسي في "جناب السفير" لنيازي مصطفي عام 1961، ولدور رجل في الإنتربول في أخطر رجل في العالم لنيازي مصطفي.

ويتابع، أن حسام الدين مصطفي هو الذي اكتشف عادل، أو أعاد اكتشافه في فيلم "هي والشياطين" في عام 1969، فهو يمثل شخصية زيزو الذي ينضم إلى عصابة تهريب أموال، والذي يتفق مع زعيمها على تهريب أموال ثم يطمع في النقود فيعطيها لصديقه كمال الذي يخبئها في جزيرة الموت بالملاحات، تعتقد العصابة أن زيزو طمع في المزيد من المال، لكنه يستطيع الهرب من العصابة التي تقبض عليها الشرطة، وزيزو يصل إلى الملاحات للبحث عن الأموال ويقابل البرنس، وتحاول وردة التقرب إليه للوصول إلى مكان النقود، ولأنها تريد أن تنتقم لخطيبها كمال الذي قتله زيزو.

زيزو رجل عصابة مهرب، وقاتل، وطماع، وعاشق للنساء، وهو يلقي جزاءه بالموت على أيدي رجال العصابة، واستطاع عادل أدهم أن يجسد دور الشرير بكافة تعبيرات وجهه وأداءه، والتي اكتملت ملامحها في أفلامه التالية، ومثلما يحدث مع الممثل، أي ممثل، حين يلمع في دور ما فإن الأدوار التالية تكتب خصيصا من أجله.

في عام 1970 تجسدت مثل هذه الشخصيات الإجرامية الشريرية في عدد من الأفلام، بعضها من إخراج حسام الدين مصطفي، الذي أجاد إدارتهن مثل ثلاثة أفلام "الثعلب والحرباء"، و"الأشرار" و"لصوص على موعد"، وبدا أن المخرج وجد ضالته في الممثل ليصنع مجموعة من أفلام المطاردات والحركة، ففي الثعلب والحرباء يقوم بدور ناجي الذي يسرق محل المجوهرات مع زميله عزيز وشريكته كاميليا ثم بعد السرقة يتخلص من عزيز بالوشاية، ويدخل عزيز إبراهيم السجن وهناك يتعرف على ظريف "فريد شوقي" الذي يحكي له كل قصته ويعده ظريف أنه سيساعده، ويعيد نصيبه له من المجوهرات، مشيرا إلى أن ناجي نفسه سيكون مطاردا من قبل بطاقة تتابعه في كل مكان بها عبارة واحدة، ويحاول أن يعرف من أين يأتي له السجن ويطارد ناجي وبعد أن يفشل ناجي في معرفة مرسل البطاقات يتقدم ظريف له ويخبره أنه هو الراسل وأنه جاء ليحصل على نصيب عزيز لكنه يتهرب منه، إلا أن كاميليا تقتل ناجي وتكتشف أن ظريف ضابط شرطة متنكر ودخل السجن من اجل متابعة هذه القضية للقبض على العصابة.

الجدير بالذكر أنه يتوافق أمس 9 2 ذكرى وفاة الممثل القدير عادل أدهم في عام 1996.