رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ التاريخ بالأزهر: هذه معوقات كتابة تراثا جديدا يفيد البشرية

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر

قال الدكتور محمد سالم مدرس التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، إن الأزهر منذ النشأة لم يقتصر على فن أو لون من ألوان العلم بعينه، بل درست فيه كل أنواع الفنون والعلوم الشرعية والعقلية واللسانية بل وعلوم الموسيقي كذلك.

وأضاف "سالم" في تصريحات خاصة لـ" الدستور" فالأزهر كان ولا يزال وسيظل يمارس وسطيته ودوره التنويري والفكري والثقافي منذ إعادة فتحه عصر سلاطين المماليك وحتى يومنا هذا.

وأشار لذا فالسؤال عن إمكانية كتابة علماء الأزهر لكتابات تناسب جميع الطوائف سؤالا أجاب عنه علماء الأزهر قديما ولا يزالون، فالمتأمل لتاريخ الأزهر وتاريخ الحركة الفكرية والثقافية للأزهر ورجاله يجد أن علماء الأزهر آلفوا في شتى العلوم والفنون وعالجوا جل القضايا التى طرحت في كل عصر من العصور التى مر بها الأزهر، ولم يقتصر دور الأزهر على طائفة بعينها ولا مجموعة من الناس بعينها، بل دُرس في الأزهر كل المذاهب الفقهيه تقريبا ولا يزال ومنها الفقه الشيعي كنوع من الدراسات الفقهية المقارنة، كما دٌرس في الأزهر العقائد والثقافات المتباينة.

وتابع: كما ذكرت فإن الأزهر لم يقصر فكره أو ثقافته على فرع واحد من فروع العلم، كما أنه خاطب جميع العقليات والثقافات على اختلاف مشاربها وأفكارها وميولها، بلغة سلسة يسيرة واضحة بلا لبس أو غموض، ولكن يبقي السؤال الأهم إذا كان الأزهر بعلمائه ومفكريه وأدبائه يعمل جاهدا على تبيان الصورة السليمة والصحيحة لهذا الدين ويبذل كل غال ونفيس في سبيل نشر وسطية هذا الدين والدفاع عنه !

وأوضح أن هناك العديد من المعوقات على رأسها المعوقات المادية، وهذا الأمر الذى فطن له السابقون فخصصوا جزء من الأرض والعقار ووقفوها على الأزهر وطلابه ورجاله حتي لا تكون المادة عائقا أمام نشر الفكر الوسطى المعتدل المستنير، وهذا ما اطالب به الآن رد أوقاف الأزهر مرة أخرى أو إعادة النظر في رواتب الأزهر ومخصصاته حتي يقوم بممارسة دوره التربوي والفكري والثقافي على الوجه الأمثل، لا سيما وأن جماعات تخريب العقول والمجتمع لديها منظمات من شتى أنحاء العالم تمدها بما تحتاج إليه من مال ومساعدات عينية ونقدية في سبيل نشر أفكارها الهدامة والتخريبية.

وأردف سالم: كذلك من المعوقات وجود بعض المنابر والأقلام المسمومة التى تحارب الأزهر وتشكك فيه وفي مصداقيته وتشكك في فكره وثقافته لا لشيء سوى كراهيتهم وحقدهم على كل ما هو أزهري.

وقال عليه كما ذكرت قبل ذلك الحل يكمن في عدة خطوات:
1-اعادة النظر في مخصصات الأزهر.

2-عمل هيئة علمية محترمة من كبار علماء الأزهر لمراجعة كتب التراث داخل الأزهر وخارجه وتنقيح ما يحتاج إلى تنقيح وبيان الصواب من الخطأ لغير المختصين.

3-ضرورة تسليط الضوء الإعلامي على علماء الأزهر لا سيما المستنيرين منهم وجلهم كذلك فالأزهر دائما وابدا لا يحوي بين جنباته إلا صفوة الصفوة.

4-عمل تؤامه بين الأزهر والمؤسسات المعنية مثل الثقافة والتعليم والأوقاف والإعلام والشباب والرياضة.

5-ضرورة تبني الدولة لنشر الأفكار المستنيرة من خلال عمل دار نشر كبيرة وقنوات خاصة لنشر أفكار هؤلاء العلماء.

6-فتح قنوات حوار محترمة بين علماء الأزهر والمعارضين للمنهج الأزهري تكون قائمة على دحض الحجة بالحجة ورد الدليل بالدليل ومناقشة الفكر بالفكر شرط أن تعطى مساحة كافية لعلماء الأزهر حتى يتمكنوا من دحض تلك الشبهات.