رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو.. "إيزيس" تساعد محمد عيد لمحاربة إعاقته

محمد عيد
محمد عيد

تحت لافتة تحمل أسم الالهة الفرعونية إيزيس، وراء فاترينة زجاجية، يجلس محمد عيد، 35 عامًا، على كرسيه المتحرك وهو يغلف الهدايا لزبائنه، يجذبك صوته، يتبادل التحية والمزاح مع المارة الذين يعرفونه أمام محلة بقرية قلما فى القليوبية الذي استعان به فى كسر عزلته وتحدى اعاقته.
كان "محمد" فى طفولته يعاني من إلتواء في الساقين، ومع ذلك فلم تعيقه عن الحركة، يلعب الكرة مع أصحابه، يتحرك مثل أي طفل في نفس عمره، واستمر على هذا الحال حتى انتهى من مرحلته الإبتدائية، وبدأت تظهر الإعاقة في المرحلة الإعدادية، فقرر والده أن يجري له عملية جراحية بغرض تعديل وضع الساقين، ظل لمدة الـ8 سنوات يجري جراحات لكن لم يكتب لها النجاح، بل تسببت كثرة العمليات التي أجراها إلى ضعف عظام القدمين فأصبحت غير قادرة على حمل وزن جسده.
"قضيت فترة مراهقتي في المستشفيات والجبس" هكذا عبر "محمد" عن حزنه على ما آلت إليه الأمور، تمني لو أنه لم يجري هذه العمليات، لأنه بدونها كان قادرًا علي الوقوف والحركة، لكن إيمانه جعله يتقبل واقعه بصدر رحب.
وأكد "محمد" أنه لا يشعر بهذه الإعاقة، فرغم ما يعانيه قادرا على قضاء مصالحة دون مساعدة أحد، وإن تطلب الأمر مساعدة فإن المحيطين به لا يتأخرون عن مساعدته، لكن ما يثير حفيظته عندما يتعرض أحد من ذوي الاحتياجات الخاصة لعدم الإحترام والإستهزاء من قبل المجتمع، فهم يشعر بالشفقة علي هؤلاء الناس الذين يسخرون منهم عن جهل.
حالة من الحزن الشديد سيطرت عليه عندما علم أنه لن يستطيع الوقوف والحركة مرة أخري، وكان حينها في الثانوية الأزهرية، وقرر أن يلزم منزله ولا يخرج منه أبدا،ً ورفض أن يتحدث مع أحد، خاصة أنه لم يستطع الحصول عمل حكومي، واستمر علي هذا الوضع حوالي 5 سنوات، لكن هذه العزلة سببت له مشاكل صحية، وأحضر له أحد أصدقائه كرسي متحرك وعارض الأمر في البداية،وبعد فترة إستسلم ووافق علي إستخدام الكرسي، ثم بدأ العمل في الأحذية، وقرر أن يتخذ لنفسه مشروعا خاصا به، لكن بسبب الحالة الاقتصادية وغلاء المواد الخام اضطر إلى إيقاف العمل، ليفكر في فتح محل هدايا وقد نجح هذا العمل.