رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: هل تفوز نهى الزينى بجائزة قطر الكبرى؟

جريدة الدستور

لم يكن ما نشرته عن رواية «بلا وطن» لكاتبتها نهى الزينى، التى قامت فيها بعملية غسل سمعة لجماعة الإخوان الإرهابية، محيرًا بقدر ما كان صادمًا.. لكن ما يتردد الآن فى أروقة سوق النشر عن الرواية وصاحبتها، ودار الكرمة التى نشرتها ويملكها سيف سلماوى، يثير الريبة، ويجعلنا نتساءل عما يحدث فى سوق النشر فى مصر بشكل كامل، وهل لدينا خريطة لمن يتولون تشكيل الوعى المصرى الآن فى زمن المعركة ضد الإرهاب؟!، أم أن السوق مفتوحة لكل من يريد أن يعبث أو يهزل.. وسأؤجل قليلًا «أو يتآمر».
كان من المفترض أن تغلق جائزة «كتارا القطرية» باب المشاركة فيها فى ٣١ ديسمبر ٢٠١٨، لكن فجأة، وطبقًا لبيان رسمى منشور على صفحتها، تم مد فتح باب المشاركة شهرًا كاملًا، اعتبر المتابعون للجائزة أن هذا أمر قد يتعلق بإجراءات المؤسسة القطرية.. لكن الهمس الذى يسيطر على سوق النشر الآن يشير إلى أن مسئولى الجائزة القطريين قد يكونون بقرارهم هذا يمنحون رواية نهى الزينى تحديدًا فرصة للمشاركة، تمهيدًا لمنحها الجائزة التى تصل قيمتها إلى ٦٠ ألف دولار.
ملاحظة على الهامش قد لا تكون لها قيمة لديك «احتفى موقع كتارا الإلكترونى بصدور رواية نهى الزينى ونشر خبرًا مفصلًا عنها فى ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨، أى قبل صدورها رسميًا فى الأسواق المصرية».
يمكنك أن تستبعد هذا الهمس من الصورة تمامًا، فمن يقولون به لا يملكون دليلًا عليه، بل يمكن أن تدفع بما ينقده وينقضه ويتناقض معه، وتقول إن رقم الإيداع الذى صدرت به الرواية هو ١٧٧٨٧ لسنة ٢٠١٨، وعليه فالرواية من حقها أن تشارك فى دورة «كتارا» للعام نفسه، حتى لو صدرت ورقيًا فى الأيام الأولى لـ٢٠١٩.
على أى حال، لا يمكننا أن نجزم بشىء.. لكن الريبة لا يمكن أن تفارقنا، خاصة أن محتوى الرواية وشخصياتها وهدفها لا تختلف فى قليل أو كثير عما تريده قطر، راعية الجائزة والمتحكمة فيها، فهى تنحاز لجماعة الإخوان الإرهابية التى تنصفها الرواية.
لو وضعت الرواية جانبًا، فلا يمكن أن تستبعد ارتباط صاحب الدار سيف سلماوى بقطر، وهو لم يكن ارتباط عمل فقط، بل كان فيه وحوله ما هو أكثر.. وأعتقد أن هذا ملف يستحق أن نطلع عليه.. وهو ما سيحدث قريبًا.