رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

2 يناير.. التاريخ الأسوء على الروس

جريدة الدستور

يحل الثاني من يناير كل عام ليذكر الروس بالتاريخ الأسوء لهم بعد إصابة جيشهم بخسارة فادحة من نظيره الياباني في معركة تم خلالها تحطيم أسطول روسي كبير، فمن بين 34 سفينة روسية تم إغراق 21، وأسر 7 ونزع سلاح 6 وقتل 4545 جندي روسي وأخذ 6106 أسير.

وبحسب كتاب "معجم المعارك التاريخية" ومصادر أخرى، أرسلت البحرية الروسية أسطولا حول العالم بدءا من بحر البلطيق إلى المحيط الهادي من أجل مقاتلة اليابانيين لكن سرعان ما تم القضاء على الأسطول الروسي في تسوشيما وتخليهم عن منشوريا وكانت هذه المعركة هي المرة الأولى التي تهزم فيها دولة أسيوية إحدي القوي الأوربية في العصر الحديث.

البداية كانت عندما سعت كلا من الإمبراطوريتين الروسية واليابانية إلى توسيع مناطق نفوذهما في شرق آسيا وقد وقعت الدولتان في أول الأمر اتفاقًا تم بموجبه إعلان كوريا منطقة محايدة، إلا أنه وبعد انتفاضة الأهالي في الصين (1898 م) أخذت روسيا تختلق الذرائع لتبرير احتلاها لـ"منشوريا" وتقدم قواتها إلى كوريا.

باغت اليابانيون الأسطول الروسي المتمركز في ميناء "بورت آرثر" في "منشوريا"، والذي كانت تحت سيطرة القوات الروسية، ثم أعلنت الحكومة اليابانية رسميا الحرب على روسيا يوم العاشر من شهر فبراير من عام 1904.

دحر الأسطول الياباني القوات البحرية الروسية في أول مواجهة بينهما في "تسوشيما" أما على البر فرغم تقدمها، إلا أن القوات اليابانية تكبدت خسائر دفعت الطرفان المتصارعان في قبول عرض الوساطة التي طرحه الرئيس الأمريكي "تيودور روزفلت"، انتهت الحرب مع توقيع اتفاقية "بورتسمث" (في "نيو هامبشير" الولايات المتحدة الأمريكية).

انتزعت اليابان بورت آرثر وهزموا الروس في مكدن 1905 في معركة تسوشيما حيث تم تحطيم أسطول روسي كبير، فمن بين 34 سفينة روسية تم إغراق 21، وأسر 7 ونزع سلاح 6 وقتل 4545 جندي روسي وأخذ 6106 أسير، أما من الطرف الياباني فقد خسرت اليابان 116 رجل و3 قوارب طوربيد.

دامت الحرب أكثر مما كان مخططًا له، وكانت حصيلة الخسائر المادية والإنسانية مرتفعة على الرغم من خروج اليابان منتصرة من هذه الحرب بموجب اتفاقية "بورتسمث" والتي تم توقيعها في 5 سبتمبر 1905 وسحبت روسيا قواتها المتواجدة في كوريا كما ضمت اليابان جنوب شبه جزيرة ساخالين، كما أنتقلت إليها العديد من الحقوق الروسية في الصين على غرار الامتيازات التجارية في شبه جزيرة "لياودونغ"،ومد خط سكة الحديد في جنوب منشوريا واستغلال مناجم الفحم في "فوشون".