رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمل في مسمط وعنَّف حرسه من أجل سائق.. حكايات السادات في شوارع القاهرة

السادات
السادات

حفلت العاصمة بالعديد من مواقف الزعيم الراحل المصري محمد أنور السادات، منها ما كان خلال فترة الصعوبات التي عانى منها في بداية حياته، ومنها بعد أن أصبح رئيسا لمصر. تبدأ أول الشهادات أثناء هروبه من المعتقل عام 1942، الوقت نفسه الذي عمل فيه في أحد جراجات وسط البلد، حسب شهادة الحاج حسن بحة صاحب أقدم محلات "السمين" بوسط القاهرة، والذي حكى عن موقف سمعه من أبيه عن الزعيم الراحل السادات وهو صغير، جاء فيها بأن السادات في إحدى محاولات هروبه قبل الثورة كان يأتي إلى المحل ويأكل منه باستمرار، وأشار أبيه إليه بأنه كان له وجبة مميزة لأنه زبون دائم.

وأشار بحة خلال حديثه لـ"الدستور" لتوثيق شهادات عن فترة لحياة السادات حتى وصوله لسدة الحكم، بأنه عمل لوقت من الزمن في أحد جراجات وسط البلد كساعي، لمواجهة فترة فصله من الخدمة، حسب شهادة أبيه عن الزعيم، وهو لم يكن يصدفه في البداية، وبمرور الوقت تأكد الحاج حسن بحةعندما تلقى أبيه سلاما من الزعيم الراحل محمد أنور السادات على أيدي نائبة البرلمان عن دائرة السيدة زينب في السبعينيات نوال عبد الفتاح عضوة مجلس الشعب، والتي حكت قصة أمام بحة الأب وحسن بحة الابن؛ بأن الزعيم الراحل التقاها عندما علم بأنها تمثل دائرة السيدة زينب وسألها: "تعرفي مطعم سمين اسمه بحة"، فأجابت: أعرفه جيدا سيادة الرئيس، فقال: "وصلي سلامي للحج بحة".

وجاءت الشهادة الثانية من شارع الطيار فكري بإمبابة، حيث التقت "الدستور" عم "فاروق" واسمه خليل سعد فرج الله، سائق رؤساء التحرير، للحديث معه عن شهادات جمعته بالسادات؛ وقص أنه كان يعمل سائقا خاصا لرؤساء تحرير الأهرام وتردد عليه نجوم من الكتابة، وجمعته مواقف بالسادات عن كثب حينما كان يرافق رؤساء التحرير.

يروي عم فاروق المتخطي عمره الـ 70 عاما قصة وقت رئاسة علي أمين مؤسسة الأهرام، بأنه أوصله إلى مسجد القناطر، وعلم عم فاورق في الطريق أن الزيارة دون إبلاغ مسبق، حيث يصلي السادات هناك، فمنعه الضباط من الدخول، إلا أنه أصر وقال لهم أريد الرئيس في أمر مهم، ونوه فاروق خلال حديثه إلى أن الحرس يعلمون جيدا مكانة علي أمين عند السادات، وفي الأخير نجح في الدخول وجدد طلب نقله من الأهرام إلى جريدة الأخبار، وبعد دقائق خرج وقال: "يلا امشي خلاص خلصت الحمد لله".

وحكى أيضًا أنه في إحدى زيارات علي أمين للسادات في القناطر، طلب منه الحرس أن ينزل على أمين للاستراحة وأن يبقى السائق في السيارة، رغم أشعة الشمس والحرارة الساخنة، وفي الوقت نفسه كان السادات يقود عجلة ويلتقط بعض الصور له كـ"سيشن" وهو يرتدي "شورت"، مع أحد المصورين الأجانب، واستكمل فاروق ذكره للموقف بأن الوقت لم يتأخر كثيرا، وخلال دقيقة ونصف لمحه السادات يوقف السيارة تحت أشعة الشمس، فصاح للحرس وتحدث معهم بلهجة غاضبة، ليأتي بعدها حرس السادات ويصطحبوه إلى مكان مظلل ويقدموا له وجبة فاخرة على حد قوله.

وذكر موقف آخر ولكن في فترة رئاسة يوسف السباعي للأهرام، حيث كان يسافر مع الرئيس السادات إلى أي بلد يذهب إليه، وكان يشاع أن علاقة طيبة جمعت إدريس بالسادات، وفي أحد المرات التي لم يستطع نسيانها عند هرولة السباعي من منزله بعد مكالمة تليفونية جاءته، ليتصل ب عم فاروق ويصيح فيه لكي يحضر السيارة سريعا، وعندما وصل لمح نظرة خوف في أعين السباعي وحدة في الأسلوب ووجهه بالقيادة سريعا إلى مطلع المقطم للمسجد ليفاجأ بعدها السائق بأن السادات يصلي في مسجد المقطم دون حرس ودون زيارة رسمية، ويعرف بعدها أن حرس السادات طلب من السباعي التوجهة بسرعة لمسجد المقطم حيث يصلي السادات دون حرس، باعتباره قريبا من الرئيس.