رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحلام كثيرة للسنة الجديدة


كل سنة ومصر بخير وأمان.. كل سنة وأهل مصر الطيبون المحبون والمخلصون بخير وأمان وسلام.. بعد أيام سنطوى صفحات عام، ويطل علينا عام جديد يحمل معه أمانى وأحلامًا لكل منا.. وأنا اعتدت مع نهاية العام أن أتفاءل بالعام المقبل.. وأقول إنه سيكون أفضل بمشيئة الله تعالى، لأننى -ببساطة شديدة- أتفاءل بطبعى بكل ما هو جديد.. وأستبعد التشاؤم من قاموسى.
كما أكره الاكتئاب والنظرة السوداوية للأمور، لأنها لا تجعل الإنسان منا يتقدم أو يعمل أو ينتج أو يشعر بإنسانيته أو حتى يشعر باللحظات الحلوة فى حياته.. بل إن التشاؤم يلغى قدرة الإنسان على الحركة والعمل والإنتاج والإبداع، وتغلق أبواب الأمل أمامه.
أما أحلامى فهى كثيرة جدًا ومختلفة، بعضها يمكن تحقيقه، وبعضها من قبيل الأحلام فقط.. وبعضها أحلامى الجميلة أتمناها لبلدى، وبعضها لى.. من أولوياتى فى أحلامى هذه، أن نقضى تمامًا على كل بؤر الإرهاب والتطرف والعنف ومحاولات نشر فكر التشدد ووقف سيل الدعاوى الدينية المتطرفة التى تنهال علينا مع كل صباح.. ويصدقها البعض ممن ليست لديهم القدرة على فرز الغث من الثمين.. وأن تصدر قوانين لمنع النقاب الدخيل علينا، الذى يحاولون نشره لطمس معالم المرأة المصرية وإلغاء كيانها وذاتها.. وأن نتمسك بهويتنا المصرية العريقة، وأن ننشر فكر الاستنارة والفنون والثقافة فى كل ربوع مصرنا الغالية.. فى البيوت والمدارس والجامعات والمحافظات كلها.
أحلم بأن يتقدم بلدى للأمام، وأن يرتفع مكانته بين دول العالم المتقدم، لأنه يستحق هذا، ولأن شعبه انتصر له، وهو يستحق أن يجنى ثمار تحمله السنوات السبع الصعبة التى مضت منذ يناير ٢٠١١ وحتى الآن، هذا لأن شعب مصر لم يفرط فيها ولم يسمح للظلاميين بأن يدمروها أو يحولوها إلى أجزاء متناحرة.. إن أحلامى كبيرة لوطنى لا حدود لها، فأتمنى أن يجد كل مصرى مخلص عملًا شريفًا يشارك به فى تقدم مصر للأمام.
وأن يدرك كل مصرى أن عليه أن يكون إيجابيًا فى مسيرة تقدمها، ولن تتقدم مصر أو تجنى ثمار بنائها إلا لو أدرك كل رجل وامرأة أنه لا بد أن يكون مساهمًا فى ذلك ولو بعمل يفيد بلده.. وأن يشعر المصرى بأنه يمكن أن يُحدث فرقًا، ولو كان صغيرًا، وآن الأوان أن يكتفى كل رب أسرة بإنجاب طفلين فقط حتى لا تلتهم الزيادة السكانية كل ثمار التقدم.
من أحلامى أيضًا أن يجد كل شاب مسكنًا ليتزوج فيه، وأن تنتهى أزمة الإسكان باهظ التكلفة.. وأن يختفى الفقر ليعيش كل مصرى حياة آمنة كريمة، وأن تتطور منظومة تقدير العمل مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، وبأن نحترم كل المهن ما دامت مهنًا شريفة.. إن الدول المتقدمة هى التى تحترم كل المهن والتى تحترم العمل أيًا كان ما دام يفيد البلد.
من أحلامى أن تنخفض الأسعار لتصبح فى متناول الجميع، وأن تتوقف الزيادة المطردة فى أسعار متطلبات الحياة اليومية، وأن تتمكن الحكومة من الرقابة على الأسعار بحيث لا تتركها لأهواء التجار.. وأن تتوقف زيادة أسعار الكهرباء والمياه، وأن يختفى الفساد من حياتنا ومؤسساتنا.. من أحلامى أيضًا أن يختفى الزحام الشديد والخانق بمدينة القاهرة ويعود لها جمالها ونظافتها ونظامها ورونقها.. كما كانت فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى.. من أحلامى أيضًا أن نقضى على الأمية، وأن نتمكن من تطوير التعليم بحيث يُصبح قادرًا على تخريج شباب قادر على التفكير والابتكار والإبداع.. وأن يحدث تطوير حقيقى فى كل محافظات مصر بحيث تصبح شوارعها نظيفة، وأن ينعم أهلها بالعمل والاستقرار والأمان.. وأن يتطور الصعيد ويتحول إلى صعيد منتج ومتفتح ومتطور قادر على المشاركة فى منظومة العمل والبناء والإنتاج.. وأن نقضى على كل صور التطرف فيه ومحاولات إثارة الفتن.
من أحلامى أن يعم السلام الاجتماعى بين كل أبناء الشعب، وأن نصل إلى أساليب مجدية لتجديد الخطاب الدينى، وأن تعود مصر كما كانت مركزًا للوسطية والريادة الثقافية.. من أحلامى أيضًا أن ترتفع مكانة المرأة لتتحقق لها المساواة الفعلية من شمال مصر لأقصى جنوبها.. وأن تتمكن الدولة من توفير دعم مناسب يحفظ كرامة المرأة المعيلة التى تتحمل مسئولية أبنائها لغياب الأب أو لتخليه عن مسئوليته.. وأن نُنشئ البنت على أنها متساوية مع أخيها، وليست أقل منه فى الحقوق أو الكرامة.
من أحلامى كذلك أن يتم تطوير المدارس الحكومية لتصبح أكثر ملاءمة لتعليم متطور، وأن تكون فى كل مدرسة ملاعب رياضية، ومسرح، وسينما، وفصول تمارس فيها الميول الفنية، وأن يحظى المتفوقون فنيًا ورياضيًا برعاية خاصة تمكنهم من ممارسة إبداعهم ورياضتهم.. وأن يتم تطوير الملاجئ التى فى حاجة إلى إشراف عليها لضمان رعاية أفضل للأطفال الأيتام، الذين ليس لديهم أهل.. وأن تتوافر دور مناسبة لرعاية المسنين. من أحلامى أيضًا أن تكون فى كل حى ملاعب رياضية، وحضانات مناسبة، ومسارح، ودور سينما تقدم أفلامًا متميزة وممتعة، وأن تكون لدينا مهرجانات فنية فى كل المحافظات تنشر التنوير والموسيقى والفنون والبهجة.. ومن أحلامى أيضًا أن نوفر العلاج للأكثر احتياجًا، وأن تكون لدينا مستشفيات متطورة ونظيفة لكل أهل مصر. من أحلامى أيضًا أن يتم توفير المياه النظيفة فى كل محافظات مصر، وفى كل نجوعها وقراها، وأن يتطور الأزهر الشريف ليصبح منارة للوسطية ولنشر الدين الإسلامى، بما يعكس سماحته ويصحح الصورة المغلوطة عن الإسلام فى العالم. أحلم بالرخاء والازدهار لبلدى وصحة أفضل لكل مصرى ومصرية.. ونستعيد قيمنا المصرية التى يعمل البعض بشكل ممنهج لتدميرها وإضعافها منذ ثوره يناير ٢٠١١.. فما زلت أقول إننا فى حاجة إلى التمسك بالقيم المصرية فى مواجهة مؤامرات ممنهجة لإضعاف مصريتنا.. أحلم أيضًا بأن يحفظ الله لنا جيشنا وأرضنا وزعيمنا الذى وقف فى ظهرنا حينما لاح الخطر.. أما أحلامى الخاصة فهى أن أظل قادرة على الكتابة والتعبير عن رأيى، فهى هبة، أحمد الله عليها كثيرًا أو دائمًا.. وأن يحفظ الله لى أسرتى وأحبائى.. وأن أظل قادرة على الإحساس بالناس فى بلدى، لأنهم وراء كل ما أكتبه. وكل عام وأنتم جميعًا بخير.. وأتمنى سنة أفضل لنا جميعًا.