رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

100 سنة سادات «4».. أسست أول تنظيم سرى للضباط وعبدالناصر تسلمه بعد اعتقالى.. وقلت لـ«البنا»: لن نعمل لحساب أى هيئة

جريدة الدستور

تخرجت من الكلية الحربية فى فبراير سنة ١٩٣٨ ومع خروجى إلى الحياة، بدأت الطاقة المختزنة فى عقلى الباطن منذ سنين فى الانطلاق.
فى طفولتى- كما حكيت- كنت أستمع إلى موال زهران كل ليلة قبل أن أنام.. وكنت أرى زهران وهو يصعد إلى المشنقة بخطى ثابتة.. رافع الرأس لا يخشى الإنجليز الذين حكموا بإعدامه ولا يخاف الموت الذى سيلاقيه بعد دقائق.. فرغم قوة العدو وجبروته إلا أن زهران كان أقوى منه بكثير، لأنه يملك أقوى الأسلحة وأمضاها وهو سلاح الرفض لكل ما يسعى إلى قهره وقهر أهله.
لم يفارقنى طيف زهران بعد ذلك.. التقيت به كثيرًا فى الصحو وفى المنام.. وفى كل مرة كنت أتمنى أن أكون زهران، وأن تحكى الناس قصتى كما جعلوا من قصته موالًا تتغنى به الأجيال.
ومرت الأيام وبدأ الوعى ينمو.. فعرفت مصطفى كامل ومن قبله عرابى ثم أتاتورك.. وكانوا جميعًا موضع إعجابى، ولكن زهران ظل أقربهم إلى قلبى أرى نفسى فيه، وأتمنى أن أفعل ما فعل، ولكن بدلًا من أن يحكم علىّ الإنجليز بالإعدام، أقود أنا ثورة تؤدى إلى هلاكهم وخلاص البلاد من حكمهم.
إن سلاح الرفض كان وسيظل دائمًا أقوى أسلحة أهل الأرض الطيبة التى أحبها أكثر من أى شىء فى الوجود.. وهل يملك الإنسان إلا أن يكون ابن أرضه ووريث أسلافه؟
كان إحساسى بالقوة الداخلية، ما زال يلازمنى بطبيعة الحال، ولكن كان يصاحبه الآن إحساس بقوة خارجية. فقد أصبحت ضابطًا بالقوات المسلحة، وكنت أؤمن بأنه لن يخلص مصر من الإنجليز وفساد الحكم إلا القوة.
فيم الانتظار إذن؟ لا بد من عمل تنظيم يهدف إلى ثورة تقوم بها القوات المسلحة.. هذا هو طريق الخلاص.. ولا طريق غيره. ولكن هل يمكن أن تقوم الثورة من فراغ؟ لا بد من تهيئة النفوس، وهذا لا يتأتى إلا بخلق وعى كامل على قدر المستطاع بالأوضاع التى تعانى منها مصر فى ذلك الوقت.
قلت أبدأ بوضعنا نحن كضباط فى الجيش المصرى. فأقرب الطرق إلى قلب الإنسان ما يمسه هو شخصيًا، ولذلك ركزت فى أحاديثى مع زملائى الضباط على وضعين لم يكن أحد يختلف على أنهما يسيئان إلى الجيش وإلى حياتنا فى القوات المسلحة، وهما البعثة العسكرية البريطانية وما لها من سلطات مطلقة، ثم جيل كبار الضباط المصريين وانسياقهم الأعمى إلى ما يأمر به الإنجليز.
كنا فى ذلك الوقت فى منقباد، وكانت الاجتماعات تتم فى حجرتى بميس الضباط. فقد كانت بالصدفة حجرة ضابط عظيم.. شقة صغيرة تقريبًا.. إذ عند نقلى إلى منقباد كانت حجرات صغار الضباط أمثالى كلها مشغولة فأعطونى هذه الحجرة.
كنا نجتمع فيها كل ليلة نشرب الشاى ونتسامر، وفى أثناء السمر كنت أعمل- دون تعمد واضح- على تفتيح أعين زملائى على أوضاع البلد عامة ووضع الإنجليز بصفة خاصة.
كانت جلساتنا تستغرق وقتًا طويلًا.. وكانت تدور بيننا مناقشات لا حصر لها، ولكنها كانت ليلة بعد ليلة تضيف إلى إدراك زملائى الضباط لأوضاع البلد، وتعمق إحساسهم بخطئها.. أغلبهم كانت تنقصه الثقافة السياسية.. وكنت أنا ألجأ إلى التاريخ أنتقى منه الصور المناسبة، ثم أعقد المقارنات بين هذه الصور والحاضر الذى نعيشه بمشاكله ومآسيه.. ولكننى كنت.. عن عمد.. أتحاشى اقتراح الحلول.. وكان لهذا الأسلوب فى الإثارة والإقناع أثره الفعال. فقد كنت أرى الزملاء ينصتون إلىّ فى صمت، ثم يستفسرون ويسألون ويستوعبون.
وإذ كانت مداركهم تتفتح شيئًا فشيئًا، كنت أرى بعضهم يثير قضايا جديدة ويقلبون الأمور على وجه بعد وجه والحماس يملأ صدورهم والألم أحيانًا يعتصر قلوبهم.. وكانت كل القضايا تدور دائمًا حول مصر وخلاص مصر مما تعانيه، حتى إنهم أطلقوا على حجرتى الكبيرة بميس الضباط «بيت الأمة».
طبعًا كان يتخلل حديثنا بعض المزاح والنكات والسمر.. وكنت أشاركهم فى الهزل كما أشاركهم فى الجد.. فقد كنا جميعًا شبابًا لا يتجاوز أكبرنا سنًا العشرين من عمره.. هذا إلى جانب أن هذه كانت الطريقة المثلى.. فلم يكن من المصلحة فى شىء أن أنعزل عن إخوانى أو أن أشعرهم أنى أختلف عنهم.
المرة الوحيدة التى شعرت فيها بأنى أختلف عن زملائى كانت عندما زارنا عزيز باشا المصرى بصفته المفتش العام للجيش المصرى، وأخذنا معه لزيارة الدير المحرق الذى لم يكن يبعد عن المعسكر كثيرًا فى الوجه القبلى.
كان قصده من هذه الزيارة تثقيفنا. فقد كان دائم الدعوة إلى الثقافة.. المهم أننا عندما دخلنا الدير المحرق.. ولم يكن أحد منا قد رآه من قبل.. وجدنا القسيس أو الكاهن الصغير يعيش فى صومعة.. وهى قاعة ليست لها شبابيك فيما عدا فتحة صغيرة فى الحائط لا يزيد قطرها على البوصتين.. وينام على مصطبة من الطين.. ودهش الجميع من هذا الأسلوب فى الحياة، وأشفقوا على القسيس من كل هذا التقشف. أما أنا فلم أدهش ولم أجد فى هذه الحياة أى تقشف.. فقد ولدت فى صومعة مشابهة، وإن كنا فى القرية نسميها القاعة.. أما المصطبة فهى نفس المصطبة التى قضيت فوقها أيام وليالى حياتى فى ميت أبوالكوم.
تركت زيارة عزيز المصرى أثرًا عميقًا فى نفسى. فقد شاهدت بعينى هذه الشخصية الأسطورية التى شاركت فى الثورة التركية مع أتاتورك، كما كان أحد مؤسسى جمعية الاتحاد والترقى وجمعية تحرير الأمة العربية.. هذا إلى جانب تاريخه الطويلة الملىء بالكفاح.. وولعه بالثقافة والدعوة إليها.
والثقافة كانت دائمًا تستهوينى، وبوجه خاص فى تلك المرحلة المبكرة فى حياتى. فجنبًا إلى جنب مع الخط السياسى الذى بدأته مباشرة بعد تخرجى من الكلية الحربية، التزمت بخط ثقافى لم يكن فى نظرى يقل أهمية عن الخط السياسى، لأنه فى الواقع يدعمه ويقويه.. ولذلك حاولت الالتحاق بالمعهد البريطانى بالقاهرة للحصول على البكالوريوس فى الآداب من جامعة لندن.. وكنت مولعًا بالقراءة وأتصيد الكتب من على سور الأزبكية كلما ذهبت إلى القاهرة. أما وأنا فى الأقاليم فكنت أكتب إلى الناشرين والمكتبات فى طلب قوائم الكتب أنتقى منها ما يروقنى فيرسلونها إلى الملازم ثان محمد أنور السادات.. أينما كنت.
فى هذا بالذات كنت أختلف عن بقية زملائى.. أذكر ونحن فى منقباد كان يحملنا عصر كل خميس أتوبيس عسكرى خاص إلى أسيوط لقضاء ساعات المساء بها.. وكان زملائى يذهبون إلى السينما أو أماكن اللهو الأخرى.. أما أنا فكنت أجلس فى مقهى وسط ميدان قريب من محطة السكة الحديد أدخن الشيشة، وأقرأ الكتب التى تسوّقتها من القاهرة وأنا فى غاية السعادة إلى أن يعود إخوانى من لهوهم، ويعود بنا الأتوبيس جميعًا إلى المعسكر.
كانت جلساتنا فى حجرتى بالميس، تتسع يومًا بعد يوم، وكان عدد الضباط الذين يشاركون فيها يزداد، وأذكر أن رأيت جمال عبدالناصر لأول مرة فى هذه الجلسات. فقد لحق بنا هو الآخر مع كتيبته فى منقباد.. وكان انطباعى عنه أنه شاب جاد لا يميل إلى المزاح مثل غيره من الزملاء ولا يقبل أن يضاحكه أى إنسان لأنه كان يرى فى هذا مساسًا بكرامته، ما جعل أغلب الزملاء يبتعدون عنه بل ويتحاشون الكلام معه حتى لا يسىء فهمهم.. كان ينصت إلى مناقشاتنا باهتمام ولكنه لا يتكلم إلا فى القليل النادر، وقد توسمت فيه الجدية لأول وهلة، وكنت توّاقًا إلى المزيد من التعرف عليه.. ولكن كان من الواضح أنه يقيم بينه وبين غيره من الناس حاجزًا من الصعب اجتيازه.. فقد كان منطويًا على نفسه بشكل يلفت النظر، ولذلك فكل ما قام بيننا- فى تلك المرحلة- لم يخرج عن نطاق الاحترام المتبادل ولكن عن بُعد.
استمرت الجلسات ولم ينقطع الكلام أو الحوار عن أوضاع مصر ومشاكلها، ولكن كل هذا كان يدور فى نطاق محدود.. وكنت أريد مجالًا أوسع لتنفيذ الخطة التى وضعتها للعمل السياسى عند تخرجى، وكان هذا المجال الذى أتطلبه هو القاهرة بطبيعة الحال.. ولكنى كنت بعيدًا عنها وسأظل كذلك ما دمت فى سلاح المشاة.
من هنا بدأت أضيق بالخدمة فى هذا السلاح، إلى جانب تبرمى من البعثة البريطانية وبقائد محطتنا فى منقباد الذى كنا نسميه السلطان عبدالحميد، لقسوته وبطشه الذى كان يحاول عن طريقه إخفاء جهله من جهة، وإرضاء رؤسائه الإنجليز من جهة أخرى.. ولكن أين المفر؟
وأخيرًا حانت الفرصة، فقد كنت واحدًا من الضباط الذين اختارتهم القيادة للحصول على فرقة إشارة بمدرسة الإشارة بالمعادى قرب القاهرة. كان ذلك فى أوائل سنة ١٩٣٩ وكان معى فى نفس الفرقة عبدالناصر الذى وصل منقباد بعد وصولنا بستة أشهر، ولكن كان الحاجز ما زال قائمًا بيننا.
انتهى التدريب بعد شهرين ونصف الشهر، وهى المدة المحددة للفرقة وعقد الامتحان ثم أقاموا لنا حفل تكريم قبل أن نعود إلى وحداتنا.. لم يكن عندى أى أمل فى أن ألتحق بسلاح الإشارة الذى أنشئ حديثًا فى الجيش.. فقد كان فى ذلك الوقت أهم الأسلحة جميعًا ولا بد لدخوله من واسطة كبيرة مثل كل شىء آخر.. وعهد إلىّ بإلقاء كلمة فى حفل الوداع نيابة عن زملائى.
وقد وجدت فى إعدادها متعة لم أعرفها من قبل، وهنا اكتشفت لأول مرة أن لدىّ قدرة على الكتابة وسياق مفاهيم ومعانٍ جديدة مترابطة.
كانت كلمتى هادفة ولها معنى متكامل، ولم أقرأها من الورق بل ألقيتها من الذاكرة، ويبدو أنها راقت لقائد سلاح الإشارة الأميرالاى إسكندر فهمى أبوالسعد وكان أديبًا. فما إن عدت إلى كتيبتى بمنقباد حتى نقلت للعمل بسلاح الإشارة بالمعادى، وكان ذلك من أسعد أيام حياتى. فأخيرًا أتيحت لى الفرصة التى انتظرتها طويلًا.
بدأت الاتصالات فورًا وعلى نطاق واسع شمل أغلب أسلحة الجيش. ففى القاهرة التجمع الأكبر من الضباط.. وبدلًا من حجرتى بمنقباد بدأنا نلتقى فى شقتى بكوبرى القبة.. فى نادى الضباط.. وفى المقاهى وبيوت بعضنا.
كان الاتصال أول الأمر قاصرًا على زملاء السلاح والسن فى دفعتى.. ولكن انتصارات هتلر المتلاحقة فى سنة ٣٩، ٤٠، ٤١.. وهزائم الإنجليز شجعتنى على أن أوسع الدائرة شيئًا فشيئًا، حتى شملت الكثيرين ممن التحقوا بالجيش بعدنا ونفرًا غير قليل ممن كانوا أسبق فى الخدمة منا.
كان الجميع يستجيبون للدعوة بسرعة وحماس.. وكانت الدعوة أننا يجب أن ننتهز الفرصة ونقوم بثورة مسلحة ضد الإنجليز فى مصر.
هكذا قام أول تنظيم سرى من الضباط وكان ذلك فى سنة ١٩٣٩.. كان ضمن أعضائه عبدالمنعم عبدالرءوف، وكان يعتبر الرجل الثانى بعدى.. وعبداللطيف بغدادى وحسن إبراهيم وخالد محيى الدين وأحمد سعودى حسين الله يرحمه.. وحسن عزت والمشير أحمد إسماعيل.. الذى كان يحضر اجتماعاتنا دون مشاركة سياسية، فقد كان يرحمه الله رجل عسكرية كرس حياته لعمله وتخصصه.
لم ألجأ إلى الخلايا السرية للدفع بهذه الثورة المسلحة لبلوغ أهدافها، كما فعل عبدالناصر بعد عودته من السودان فى ديسمبر سنة ١٩٤٢ وتسلمه التنظيم فى أوائل سنة ١٩٤٣ بعد اعتقالى فى صيف ١٩٤٢. ففى تلك السنة كان خط هتلر قد بدأ فى الانكسار، وبالتالى استعاد الإنجليز قوتهم فى مصر، فكان على عبدالناصر أن يخطط للمستقبل.
أما أنا فلماذا أخطط لثورة على مدى زمنى بعيد؟ كانت الأحداث وما أعقبها من ردود أفعال- أى انتصارات هتلر المتلاحقة وهزائم الإنجليز كنتيجة حتمية لهذه الانتصارات- قد جعلت الباب أمامى مفتوحًا للعمل المباشر.. فيتم الإعداد للمستقبل والفرص متاحة أمامنا وواجبنا أن ننتهزها قبل أن تفوت.
فى هذا الاتجاه سرت وأسرعت الخطى.. فإلى جانب اتصالاتى الواسعة بالضباط وتشكيل الهيكل التنظيمى للثورة بدأت أتصل بالجنود فى وحدتى بالمعادى، وألقى عليهم محاضرات عن المعركة والموقف العسكرى فى العالم، وموقفنا من الإنجليز والأوضاع فى مصر.. كيف كانت وكيف أصبحت.. وإلى جانب هذا كنت أحدثهم عن الوطن والوطنية كما كنت أصلى بهم.
وتصادف وجود بعض الإخوان المسلمين بين جنودى. ففوجئت يوم مولد النبى سنة ١٩٤٠ بأحدهم يهمس فى أذنى بأن بالباب رجلًا ممتازًا فى الدين يريد أن يقول كلمتين للجنود بمناسبة المولد وكنت ضابط النوبة فى تلك الليلة.. سألت من يكون؟.. ولما عرفت أنه الشيخ حسن البنا، المرشد العام للإخوان المسلمين رحبت به، وجعلته يلقى المحاضرة على الجنود بدلًا منى.
أعجبت به كل الإعجاب، فبعد أن انتهى من المحاضرة هنأته من كل قلبى.. وجلسنا نتبادل الحديث لبعض الوقت.. وقبل أن يخرج دعانى لحضور درس الثلاثاء الذى كان يلقيه كل أسبوع بعد صلاة المغرب فى مقر المركز بالحلمية الجديدة.
وذهبت إليه وحضرت بعض الدروس، وفى كل مرة كان يصطحبنى إلى مكتبه الخاص لنتجاذب أطراف الحديث.. ولفت نظرى ما كان عليه الإخوان من تنظيم، وما كانوا يحيطون به المرشد العام من احترام وتبجيل، يكاد يصل إلى درجة التقديس، حتى إنهم فى معاملتهم لى كادوا يقبلون الأرض بين يدى، لمجرد أنه كان يدعونى للجلوس معه فى مكتبه.
كان دائمًا فى منتهى اللباقة والحرص، فهو يتلمس طريقه إلى قلبى فى كل حوار يدور بيننا، أما الأسئلة التى يوجهها إلىّ، فقد كان هدفه منها استكشاف نواياى ومقاصدى.. وكنت أنا على وعى تام بما يحاول صنعه. ففى أحد اجتماعاتنا قلت له: اسمع يا شيخ حسن.. واضح أنك حريص أكثر من اللازم فى الحديث معى، وأنا لا أرى داعيًا لهذا.. بصراحة أنا أسعى إلى عمل تنظيم عسكرى هدفه قلب الأوضاع فى البلد.
باغتت الرجل هذه المفاجأة.. فنظر إلىّ فى دهشة ولم يعرف ماذا يقول.. ربما كنت أحد رجال المخابرات.. وربما كنت مدسوسًا عليه من جهة أو أخرى.. وقطعت عليه صمته بقولى: نعم أنا أسعى إلى ثورة مسلحة.. ومعى عدد كبير من الضباط من كل أسلحة الجيش.. وحركتنا تسير. بدأ يسألنى أسئلة محددة.. أى أسلحة الجيش معكم؟ وما مدى قوتكم؟ وكم عدد الضباط الذين يمكن أن تعتمد عليهم للقيام بهذه الثورة؟
وأجبته.. وفجأة طلب منى أن ننسق العمل معًا.. قلت له: لقد صارحتك بكل شىء.. وأحب أن أقول لك بنفس الصراحة.. نحن تنظيم لا يخضع ولا يعمل لحساب أى حزب أو هيئة، وإنما لمصلحة مصر ككل.. وأرجو أن يكون ذلك واضحًا منذ البداية.
وأمّن الرجل على كلامى وقال: يكفى فقط أن نتعاون.
ولم يمض بعد ذلك وقت طويل حتى كان قد جند لحساب الإخوان عبدالمنعم عبدالرءوف الرجل الثانى بعدى فى تنظيم الضباط الأحرار.