حكاية محمد رضا مع المعلم كرشة: نجيب محفوظ في التفاصيل

تخرّج الفنان محمد رضا في معهد الفنون المسرحية، وعمل في فرقة المسرح الحر، وقدم أدوارًا صغيرة، وبدأت حكايته بعدها مصادفة مع دور المعلم الذي اشتهر به وعاش بداخله لمدة تطول لأكثر من 30 عامًا.

"المعلم كرشة" كان أول الخيط، قفز بداخل الفنان محمد رضا، بعد رفض بعض الفنانين المشاركين في مسرحية "زقاق المدق" المأخوذه عن رواية أديب نوبل نجيب محفوظ بنفس الاسم.

وزع كمال ياسين مخرج المسرحية دور المعلم "كرشه" على الفنان محمد رضا: "ادوني فرصة لاختيار الممثل الذي يعجبني"، ونجح فيه بعد ان تقمصه لدرجة أنه كان يخرج من المسرحية مرتديًا ملابس المعلم ليؤدي الدور بمهارة واتقان، لدرجة أن نجيب محفوظ قال: "أنا ما تخيلتش كرشة أكثر من محمد رضا".

تعّلق رضا بشخصية "المعلم" وقضى فترة طويلة لا يستطيع رفض الأفلام والأعمال التي تُعرض عليه ليجسد فيها نفس الشخصية، لدرجة أنه وصد علاقاته مع"معلمين" كثيرين ليتعلم منهم، واصبحوا اصدقاءه بعد ذلك. حسبما قال لجريدة "مايو" 1989.

قبل أن يؤدي "رضا" دور المعلم "كرشة"، كان يعمل في شركة "شل" في السويس، وفي عام 1948 نضمت مجلة "دنيا الفن" مسابقة لهواء التمثيل وتكونت لجنة التحكيم من يوسف وهبي وسليمان نجيب وصلا ابو سيف وحسن الشجاعي، فتقد لها ثلاثة آلاف متسابق، نجح منهم ثلاثة كان من بينهم الفنان محمد رضا، فقدم استقالته من شركة "شل"، لكنه ظل على قائمة الانتظار فترة طويلة، لم يجد الفرصة للتمثيل، فقبل مضطرًا للعمل في مصلحة شئون البلدية والقروية بمرتب 15 جنيهًا.