رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بلومبرج": حل الأزمة الخليجية مفتاح واشنطن لمواجهة إيران

تميم
تميم

نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية مقالًا يدعو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى بذل مزيد من الجهد لحل الأزمة الخليجية من خلال توجيه رسائل واضحة لقطر بضرورة تغيير سياستها أولًا، ومن ثم دعوة الرباعي العربي لإنهاء المقاطعة على هذا الأساس، بما يسمح لواشنطن التعاون مع حلفائها لمواجهة إيران.

وقال الكاتب في مقال له نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لديه هدف واحد على الأقل واضح ومتماسك لسياسته الخارجية ألا وهي؛ محاولة إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات للحصول على شروط أكثر ملاءمة في الاتفاق النووي.

وأضاف الكاتب في مقاله، أن إدارة "ترامب" تحاول قيادة حمله بأقصى قدر من الضغط على إيران، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة واسعة النطاق، إلا أن المشكلة الأكبر تكمن في أن الدول الأكثر أهمية في دعم هذه المبادرة - الحلفاء العرب الرئيسيون لواشنطن - مشغولون للغاية بالخلافات فيما بينهم، وذلك في إشارة استمرار الأزمة الخليجية.

وأوضح، أن التطورات الأخيرة تشير بقوة إلى أنه من غير المحتمل أن يتغير هذا في أي وقت قريب، ما لم يكن الرئيس ترامب قرر أن يكون جادًا بشأن إنهاء هذا الجدال.

وأشار المقال، إلى أنه طيلة عقود ماضية، كان الدعم الأساسي للولايات المتحدة واستضافة القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج يأتي من دول مجلس التعاون الخليجي التي تضم كل من: "المملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، عمان، والكويت".

ومنذ الخامس من يونيو 2017، أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر"، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب تعاونها مع إيران ودعمها للإرهاب، وهو ما تتنصل منه الدوحة حتى الآن، فيما آثرت الكويت ممارسة دور الوسيط العربي.

ولفت المقال إلى أنه في الأسبوع الماضي، عقد مجلس التعاون الخليجي اجتماع القمة الخليجية، إلا أنه بدلًا من الإشارة إلى المضي قدمًا في حل الخلاف، فإن الاجتماع أبرز تفاقم الأزمة الخليجية، مضيفًا أنه من المفترض أن يكون لدى قادة الخليج مؤتمرات قمة سنوية مع الرئيس الأمريكي أيضًا، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث حتى يتم حل خلافاتهم.

ونوه الكاتب إلى أن الأسوأ من ذلك، أنه لم يتم احتواء الخلاف على صفوف مجلس التعاون الداخلية فحسب، وإنما سحبت قطر مؤخرًا عضويتها في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وذلك لإبعاد نفسها عن المملكة العربية السعودية.

وتطرق المقال إلى مواصلة قطر تعميق علاقاتها مع تركيا، التي تعد المستفيد الرئيسي من هذا المأزق، إلا أن تركيا اقتربت أيضًا من الكويت التي وقعت للتو على اتفاق تعاون عسكري مع أنقرة.

وقال الكاتب، أن أحد الآثار الأكثر خطورة لستمرار المقاطعة المستمرة هو أنه ليس فقط في قطر ولكن أيضا الكويت وعُمان أصبحا متوترين للغاية بشأن ما يعتبرانه جهدًا سعوديًا وإماراتيًا قويًا لجعل جميع الدول الإقليمية تتوافق مع أجنداتها.

وأوضح الكاتب أن هذا يؤدي إلى تفاقم أحد الأسباب الرئيسية للمقاطعة، وهي الشعور بأن تركيا - بالاشتراك مع قطر وأحزاب الإخوان المسلمين - تشكل كتلة إسلامية سنية ثالثة في الشرق الأوسط تتنافس مع كل من المؤيدين لإيران من جهة، والمؤيدة للسعودية ومعسكرات الولايات المتحدة من جهة أخرى.

وأشار المقال، إلى أن الرباعي العربي يشعر بقلق متزايد من أن التحالف التركي - القطري قد يبدأ ببطء في استيعاب دول أخرى مثل الكويت والأردن ويشكل مجموعة بديلة حقيقية محتملة من الحلفاء ضد إيران وهو سيناريو مخيف بالنسبة للولايات المتحدة.

وأوضح، أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل هذا السيناريو بعيد الاحتمال، إذ أنه من الصعب تخيل واشنطن توطيد سياساتها في الشرق الأوسط على شراكة مع ما يرقى إلى ائتلاف إسلامي.

لكن في الوقت ذاته تتزايد المخاوف من أن هذا السيناريو ليس مستحيلًا، كما أن استمرار المقاطعة وأثرها على المدى الطويل يعقد جهود إدارة ترامب لإبقاء اهتمام الجميع منصبًا بشكل واضح على مواجهة طهران.

ولفت الكاتب إلى أن هذه التطورات وغيرها من التطورات الأخيرة تظهر أن المقاطعة ليست فقط مستمرة، بل تتعمق من خلال تكثيف الضغط على قطر، وبينما بدا ترامب في البداية وكأنه يدعم المقاطعة، فقد تبنت واشنطن في الواقع موقفًا محايدًا فعليًا بشأن المواجهة.

وفي ختام مقاله، أكد الكاتب، أن الطرفان أدركا منذ البداية أن الدور الأمريكي قد يكون حاسمًا، لكن واشنطن لم تحاول حقًا تسوية الأمور بين حلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أنه سيكون من الحكمة، أن ترسل إدارة ترامب رسالتين واضحتين: أولًا، يجب أن تتغير سياسات قطر، ولا سيما ترويجها للمتشددين، وثانيًا، يجب أن تنتهي المقاطعة على هذا الأساس.

وشدد الكاتب، على أن هذه الرسائل يجب أن تكون مرتبطة بعواقب حقيقية، إذ أن هذا هو الطريق لإنهاء الأزمة وتحقيق الأهداف الرئيسية الأخرى في الشرق الأوسط.