رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذاكرلك كلمتين.. أستراليا تمنع أطفال «الابتدائية» من حمل الهواتف المحمولة بالمدرسة

جريدة الدستور

أعلنت حكومة ولاية «نيو ساوث ويلز» الأسترالية، أمس، منع أكثر من 619 ألف تلميذ فى المرحلة الابتدائية، من جلب هواتفهم المحمولة إلى المدارس، حفاظا عليهم من التشتت. وقالت رئيسة حكومة الولاية، جلاديس بريجيليان، لصحيفة «سيفين صنرايز»: «للأسف.. الهواتف المحمولة لا تشتت انتباه الأطفال فحسب، بل تسبب أيضًا ضغوطًا على عقول الأطفال الصغار».
بحسب الصحيفة، جاءت تلك الخطوة استنادا إلى عدة دراسات أجراها خبراء، حول أضرار استخدام الهواتف المحمولة فى الفصول الدراسية وتأثيرها على التلاميذ، حيث اكتشف العلماء أن مكالمة مدتها دقيقتان فقط على الهاتف، يمكن أن تغير نشاط دماغ الطفل لمدة تصل إلى ساعة، حيث تنتقل الموجات الراديوية من الهاتف الخلوى إلى عمق الدماغ، وليس حول الأذن فقط.
ووفقا للصحيفة، قد يؤدى نشاط الدماغ المضطرب إلى إضعاف قدرة الأطفال على التعلّم، فضلا عن التسبب فى مشكلات سلوكية أخرى، ويمكن أن يؤثر ذلك على مزاجهم وقدرتهم على التعلم فى الفصل الدراسى، حتى إن كانوا يستخدمون الهواتف فى أثناء فترة الراحة.
وأوضح التقرير أن الأطفال مثل المراهقين تماما، مدمنون على الهواتف المحمولة، مضيفا: «يلعبون على التطبيقات، ويحبون التحدث مع أصدقائهم على هواتفهم المحمولة طوال الوقت، وبالتالى، فإنهم لا يركزون خلال الدروس».
قالت الصحيفة: «استخدام الأطفال الهواتف المحمولة يمكن أن يؤدى إلى الانخراط فى سلوكيات غير لائقة، وسوء التصرف فى الامتحانات، فمعظم الطلاب ينغمسون فى الممارسات الخاطئة خلال الامتحان، ومنها الغش».، مضيفة: «على الرغم من أنه يمكن الحصول على بعض الاستفادة من الآلة الحاسبة الموجودة فى الهاتف، نجد أن المعلومات الأخرى يمكن أن يستخدمها بعض التلاميذ لإرسال إجابات الأسئلة الموجودة فى ورقة الامتحانات».
وينصح الخبراء الآباء بألا يعطوا هواتف محمولة لأبنائهم، إلا حينما يتجاوزون سن ١٦ عاما، مؤكدين: «دماغ الطفل حساس للغاية، ولا يصمد أمام تأثيرات الإشعاع المتنقل».
ويضيف الخبراء: «لا تدع طفلك يحمل الهاتف المحمول مباشرة إلى رأسه، يمكن أن يستخدم سماعة رأس بدلا من ذلك، ولا تدع طفلك يجرى مكالمات فى الحافلات والقطارات والسيارات والمصاعد، حيث يعمل الهاتف المحمول بطريقة أكبر لإخراج الإشارة عبر المعدن، ما يزيد من مستوى الطاقة الضارة».
ويحذر الخبراء: «لا تدع طفلك يستخدم الهاتف الخلوى عندما تكون الإشارة ضعيفة، فذلك سيؤدى إلى زيادة الطاقة إلى أقصى حد، ولا تدع الأطفال يأخذون الهواتف المحمولة إلى المدرسة، ولا تترك الهواتف المحمولة فى غرفة نوم أطفالك فى الليل».
وأوضح التقرير أنه بخلاف تلاميذ المرحلة الابتدائية، فإن معظم طلاب المدارس الثانوية والكليات، والعديد من الطلاب الأصغر سنا، يصطحبون هواتف محمولة معهم إلى المدرسة، ويرى المعلمون أنها تؤدى إلى تشتيت انتباه الطلاب، ويفعلون أشياء خاطئة، مثل إرسال رسائل لبعضهم البعض خلال الدروس، ويشعر المعلمون بالقلق من أن هذا التشتيت الإضافى يؤثر سلبًا على أداء الطلاب فى المدرسة لأنه يمنعهم من تكريس اهتمامهم الكامل لدراستهم.
وبالإضافة إلى منع المدارس الابتدائية فى الولاية الأسترالية من العام الدراسى المقبل دخول التلاميذ بالمحمول، فقد أوصت حكومة الولاية خبراء المدارس الثانوية بأن يحذوا حذو المدارس الابتدائية، لكنهم ليسوا ملزمين بذلك.
وقالت رئيسة الولاية، بريجيليان: «نرسل رسالة قوية جدا إلى الجميع بأن الأطفال بحاجة إلى الحماية، وسيقدم قسم التعليم إرشادات للمدارس حول كيفية عمل الحظر، ولكن إذا كانت هناك طلبات خاصة من أولياء الأمور، فسيتم الاحتفاظ بها فى مكان ما، قبل الوصول إلى المدرسة أو بعدها».
وقال عالم النفس مايكل كار جريج، الذى قاد هذه المراجعة إن الهواتف المحمولة تمثل خطرا على الأطفال، موضحا: «الأمر كله يتعلق بالأطفال، فلن يستطيعوا التركيز خلال الدرس، لأن وسائل التواصل الاجتماعى، ستمنعهم، وستجعلهم مع الوقت يسيئون استخدام هذه التكنولوجيا». وأضاف «جريج»، بحسب الصحيفة: «أنا على يقين من أن حظر الهواتف الذكية خلال ساعات الدوام المدرسى سيؤثر بشكل إيجابى على الصحة العقلية للطلاب».