رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 آلاف عقار قديم آيل للسقوط في أحياء الإسكندرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تصدر ملف العقارات القديمة والآيلة للسقوط، الأولويات بمحافظة الإسكندرية، خاصة مع حلول فصل الشتاء، حيث تزداد حالات إنهيار العقارات القديمة مع وجود نوات وموجات من الطقس السيء وهطول الأمطار الغزيرة التي تؤثر علي المباني وتتسبب في انهيارها.

وكانت محافظة الاسكندرية، قد أعلنت عن أول إحصائية لعدد العقارات الآيلة للسقوط، عقب واقعة الغرق الأولى والثانية في عام 2015، حيث شهدت المحافظة سلسلة من الانهيارات المتتالية في عدد من الأحياء القديمة بسبب موجات الطقس السئ وهطول الأمطار، وكانت المفاجأة أن الاسكندرية بها 5 آلاف عقار آيل للسقوط معظمها مأهول بالسكان، تهدد أرواح قاطنيها والمارة في نفس الوقت، فضلا عن وجود 48 ألف بناء مخالف.

وتواجه مدينة الإسكندرية هذا الخطر الداهم فى حوالى 10 مناطق بالأحياء القديمة والتى تحتوى على منازل يعود عمر البعض منها إلى أكثر من 100 عام، مثل منطقة اللبان، وبحرى، والمنشية، وطابية صالح، والقبارى، وكرموز، والعطارين، ومحطة مصر، وكوم الدكة، وأبو قير، ويأتى حي الجمرك غرب المدينة فى مقدمة أحياء المحافظة من حيث احتوائه على أكثر المناطق التى تضم عقارات قديمة آيلة للسقوط، تهدد أرواح 187 ألف نسمة هم عدد سكان الحى، ويقول محمود علي، احد سكان العقار رقم 17فى شارع البحرية حى الجمرك انه يتوقع الموت فى اى لحظة نظرا لان العقار أيل للسقوط ورفضت الاخلاء لان البديل هو النوم فى الشارع بعد ان تخلت المحافظة عن توفير سكن بديل او مأوى مؤقت يحمينا من اللصوص والفضولين فى حالة نومنا فى خيمة فى الشارع.

ومنطقة اللبان تعد أكثر المناطق المنكوبة في نطاق حي الجمرك، وهي من المناطق الشعبية القديمة والفقيرة، والتي نشأت بطرق عشوائية منذ عهد محمد علي باشا، وينتشر بالحي المنازل القديمة وبعض ورش الحدادين ومخازن تجارة الأخشاب، وتعتبر من أكثر المناطق التي تشهد انهيار العقارات القديمة بالإسكندرية، وهي تمثل ظهيرًا لميناء الإسكندرية وتربط بين منطقة المنشية ومينا البصل.

كما تأتي منطقة بحري في المرتبة الثانية من حيث انتشار العقارات القديمة والتي تتبع حي الجمرك أيضًا، حيث تهدد العقارات القديمة حياة 150 ألف نسمة، ويتميز أهل المنطقة بالفقر النسبي، وتنتشر بالمنطقة ورش صناعة السفن، ويعمل أغلب سكان المنطقة في صيد الأسماك أو بيعها في حلقة السمك، وتعد منطقة بحري من أحياء الإسكندرية القديمة التي سكنها الأتراك والمغاربة وبعض الأجانب فى عهد المماليك، وتنتشر بها الأبنية القديمة ويعد قصر رأس التين هو أقدم تلك المبانى والذى بني في عام 1834.

أما منطقة المنشية فقد تحظى بشهرة واسعة، وأحداث تاريخية كبرى، وفيها مجموعة من المباني القديمة الآيلة للسقوط على رأسها محكمة الحقانية التي تم بناؤها 1886، وتضم المنطقة أقدم وأشهر ميادين الإسكندرية ميدان المنشية والتى لها واقعة شهيرة لإلقاء الزعيم جمال عبد الناصر خطابًا من قلب الميدان، وتمتد المناطق الأكثر عرضة إلى انهيار العقارات القديمة إلى الشوارع الرئيسية الممتدة والتى تمثل ظهير منطقة المنشية العريقة، حيث توجد منطقة شارع السكة الجديدة والتي اشتهر بالتجارة والفقر النسبي لسكانه والذي تعرض لحوادث سابقة في انهيار العقارات القديمة.

أما حي غرب الإسكندرية يأتي في المرتبة الثانية بين أحياء الإسكندرية، من حيث انتشار العقارات الآيلة للسقوط، ويحتوى حي غرب على 475 ألف نسمة تقريبًا، وتنتشر به بعض المناطق التى تمثل قنابل موقوتة وفى مقدمتها منطقة طابية صالح التى تقع بين منطقة القبارى ومينا البصل، وقد شهدت المنطقة الشتاء الماضى عددًا من التصدعات والانهيارات الأرضية أدت إلى انهيار منزلين من المنازل العشوائية للأهالى، بالإضافة إلى إنشاء العشش العشوائية للأهالى على أرض تكاد تكون مفرغة لوجود سراديب "مقابر" جبانة مصر الغربية القديمة، ويوجد بالمنطقة ما لا يقل عن 200 أسرة مهددة فى 10 بلوكات سكنية متجاورة.

وتعتبر منطقة القباري من ضمن المناطق القديمة التابعة لحى غرب بالإسكندرية، حيث يعود تاريخ المنطقة إلى حمد بن منصور بن يحيى القبارى السكندرى المالكى وكنيته أبو القاسم، ولد بالإسكندرية عام 587 هجري 1191ميلادي وتوفى بها فى شعبان 662هـ - 1263م، عن عمر يناهر 75 عامًا فلم يترك الإسكندرية قط إلا للحج، وقد آثر أن ينقطع عن الناس فى غرب الإسكندرية فى قصر أثرى متهدم أنشأ حوله بستانًا وأطلق عليه غيط القبارى، وتعانى منطقة القبارى من نفس مشكلة طابية صالح حيث بنيت المنازل على الجبانة القديمة لغرب الإسكندرية التى تعود للعصر الروماني.

وتعتبر منطقة كرموز، أقدم مناطق حى غرب، وهى منطقة شعبية وبها عدة معالم سياحية أهمها "عمود السوارى" كما يوجد بها "مقابر كوم الشقافة" الأثرية وترجع أيضا للعصر الرومانى بالمدينة، وهى من المناطق الشعبية والتى يعمل سكانها فى التجارة حيث يوجد بها سوق من أهم اسواق المدينة وهو سوق "الساعة" حيث يكثر هناك محلات بيع الأقمشة والمفروشات والملابس النسائية، وتضم كرموز عدة مناطق تحتوى على المنازل القديمة الآيلة للسقوط والمتهالكة في مناطق "غيط العنب، وكوم الشقافة، وجبل ناعسة، والكارة، وباب سدرة".

ويأتى حى وسط فى المرتبة الثالثة بالإسكندرية، وبه 670 ألف نسمة، ويضم مناطق العطارين وكوم الدكة ومحطة مصر، حيث أنشأت منطقة العطارين مع إنشاء سوق "العطارين" كمركز تجارى هام، اشتهر بتجارة التوابل، فى ظل الفتح العربى لمصر، وبمرور الزمن، اختفت محلات العطّارين وظهرت محال بيع الأنتيكات والأثاث القديم والجديد فى عقد الخمسينات من القرن الماضى ويشتهر بالمبانى القديمة على الطراز اليوناني والروماني.

ويتلاحم حي العطارين مع المنطقة الخلفية لميدان "الشهداء" بمحطة مصر، وهى من المناطق الشعبية الفقيرة بوسط الإسكندرية، تنتشر بها المبانى القديمة ويعمل سكانها بالتجارة البسيطة بأسواق الخضار والفاكهة المحيطة بالمنطقة، والتي لا يتحمل سكانها نفقات الانتقال إلى سكن جديد.

أما منطقة كوم الدكة فتعتبر من أشهر المناطق القديمة التابعة لحى وسط، والتى شهدت كارثة مفجعة تهدد سكان منطقة كوم الدكة الأثرية بأكملها، حيث تسبب ميل عقار مخالف فى انهيار وتصدع 16 عقارًا قديما مجاورًا له وهى منازل قديمة متهالكة، وسكانها يقطنون فيها، عائلات، فى حجرات متجاورة، ودورة مياه واحدة مشتركة في المنزل.

وأخيرًا يلحق حي المنتزه بباقى الأحياء التى تمثل مناطق خطرة تهدد أرواح السكان، حيث تأتى منطقة أبو قير، التابعة لحى المنتزه ثان والتى شهدت مؤخرًا انهيار عقار قديم متأثرًا بسقوط الأمطار الغزيرة على الإسكندرية وراح ضحيته 3 أشخاص وأصيب 8 آخرين، اما الظاهرة الغريبة فهى ان سكان العقارات الايلة للسقوط وحتى التى تنهار اسقفها او اجزاء منها يرفض سكانها الاخلاء الادارى او ترك منازلهم ويقوم مسؤولى الاحياء بالحصول على اقرار منهم بالاستمرار فى السكن وعدم الاخلاء على مسئوليتهم فى حال انهيار العقار.

وشهدت الإسكندرية في بداية فصل الشتاء انهيار 6 عقارات في إحياء الإسكندرية المختلفة، وتسبب عن وفاة 4 اشخاص من بينهم طفلتين وإصابة 3 اخرين، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي تسبب في انهيار العقارات.